العدد 1662 Friday 13, September 2013
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير يبحث مع أوباما اليوم التعاون العسكري وقضايا الخليج العراق يجدد حرصه على غلق ملف التعويضات مع الكويت الهاشم : المنصة هي الفيصل بيني وبين رئيس الوزراء ووزير المالية «الدستورية» تحدد جلستي 7 و 9 أكتوبر للنظر في طعون انتخابات «أمة 2013» الأسد: قرارنا بشأن «الكيماوي» ليس لتهديد أمريكا بالعمل العسكري الشمالي: الكويت بصدد إنتاج أربعة ملايين برميل من النفط يوميا السفارة البريطانية:لا تغيير في الحصول على التأشيرة الإبراهيم: طريقا الجهراء وجمال عبدالناصر سيغيران خارطة الكويت الديوان : سجلنا 3 آلاف راغب بالعمل بنظام التوظيف خلال أسبوع البلدية:لا مقار لمرشحي «البلدي» دون تراخيص الأمير يبحث مع أوباما موضوع المحتجزيْن الكويتييْن في غوانتانامو المبارك للإطفائيين : تفانوا في عملكم من أجل حماية الأرواح محمد الخالد هنأ رئيس جهاز الأمن الوطني بـ «الثقة الأميرية» الجراح استقبل السفير ميهتا ورئيس القيادة البحرية الغربية في القوات الهندية الإبراهيم: مشروعا طريقي الجهراء وجمال عبدالناصر سيغيران خارطة الطرق في البلاد العراق يجدد حرصه على استكمال كافة المتعلقات مع الكويت الديوان : سجلنا 3 آلاف راغب بالعمل بنظام التوظيف الكويت تؤيد مبدأ استدامة مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي في العالم مباحث الهجرة تضبط 85 مخالفاً لقوانين الإقامة والعمــل بلدية الجهراء: رفع 10 سيارات مهملة ووضع 72 ملصقاً البلدية: «11» ترخيصاً مؤقتاً للمرشحين في العاصمة الماص : تزايد أعداد الطلبات الإسكانية ... قنبلة موقوتة «المحاسبة»: يختتم برنامج «دور الديوان في التدقيق على المناقصات والمزايدات الحكومية» «الدستورية» تحدد جلستي 7 و 9 أكتوبر للنظر في طعون انتخابات «أمة 2013» الهاشم : بعض البنوك ترفض إعطاء العملاء كشوفاً بمديوناتهم وتلزمهم بـ «توقيع عمياني » العدساني: هل أجرت وزارة الكهرباء دراسة جدوى لتحويل محطة الزور إلى النظام الغازي؟ الحويلة يشيد بتفاعل «البلدية » بالحلول لمدينة صباح الأحمد الطريجي يقترح قانونا يتيح للمواطنين حق الاطلاع على معلومات المجلس والنواب «البيئة» تطلق حملتها الوطنية لإعادة تأهيل جزيرة كبر وتشجيرها «المحاسبين» تشارك بالمؤتمر العلمي المهني الدولي العاشر إقلاع الطائرة العاشرة إلى السودان محملة بالمواد الغذائية والإغاثية «بيت الزكاة» : توزيع 11 ألف حقيبة مدرسية على أبناء الأسر المسجلة لدينا ناصر يقترب من الأهلي السعودي أزرق الصالات إلى المجر استعداداً لبطولة الخليج الريان يختبر طموحه أمام السد اليوم افتتاح أعمال اجتماعات المجلس الاستشاري الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي بمسقط صفقات الليغا الإسبانية «المدوية».. تأجيل مؤقت فرايبورغ يدفع ثمن «تصفية» النجوم الأزمة السورية: عصا المعارضة في دولاب المبادرة الروسية.. وبريطانيا تتحفظ أقصانا محظور على المسلمين مستباح لدنس اليهود.. بأمر الاحتلال اليمن: هادي يعيد مئات الضباط إلى الخدمة العراق: 14 قتيلاً وجريحاً بهجوم انتحاري استهدف مركزاً عسكرياً البورصة: سهم بنك وربة يعود للواجهة «زين» تفتتح أربعة منافذ جديدة لتصل إلى 80 في جميع أنحاء الكويت «البنك الوطني»: الموظفون يتفاعلون مع حملة ترشيد استهلاك الطاقة مؤشر الأسهم السعودية يغلق على تراجعات محدودة وكالة الطاقة تتوقع انحسار الضغوط بسوق النفط مع تحسن المعروض نهاوند أنت وينك الزركلي يوثق للشعر النبطي في كتابه «ما رأيت وما سمعت» الكاتب العربي :....بين الخرافة و قداسة الأشياء الفوضى المرتبة مخـتـطـفـات مع الأدميرال عمرو العامري في مذكرات ضابط سعودي القناص: أرفض الشللية بشتى أنواعها ضيــــــاع احيـان عمر الشريف يعود إلى السينما

مقامات

الزركلي يوثق للشعر النبطي في كتابه «ما رأيت وما سمعت»

مدخل:
قال الزركلي في كتابه «ما رأيت وما سمعت» :”ينظم الشاعر المبدع من أهل مصر أو سورية أو العراق القصيدة وينشرها في إحدى الصحف مشكولة كلماتها مفسّرة ألفاظها موضحة معانيها ثم ينظر إليها عن بعد يترقب ما يكون لها من الأثر في نفوس القوم فإذا قارئوها ثلاثون في المئة من قراء الصحيفة، وفاهموها عشرة في المئة منهم، ولا يحفظها واحد في الألف . ويرتجل الشاعر البدوي القصيدة ارتجالاً لا يتعمل فيها ولا يتكلف ولا يرجع إلى قاموس فيتناقلها الحفاظ من بعيد القبائل وقريبها يتناشدونها ويتغنون بها، ولا أغالي إذا قلت أنها تعيش في أدمغة هؤلاء قبل أن تكتب أكثر مما تعيش تلك في أدمغة أولئك وقد نشرت وكتبت “ اهـ
لقد كتب الزركلي هذا الرأي سنة 1339ه متعجباً من سيرورة الشعر النبطي بين الناس هنا وحفظهم له ؛ فماذا سيكتب لو قدّر له أن يعيش الثورة الإعلامية لهذا الشعر النبطي في هذا الزمان ؟!
شاعر الفصحى يدرس الشعر النبطي :
«شعر البداة» تحت عنوان تحدث شاعر الفصحى العظيم المؤرخ العلامة خير الدين الزركلي في كتابه «ما رأيت وما سمعت»عن الشعر في الحجاز وقسمه إلى قسمين : القريض ويعني به الفصيح ،والحميني ويعني به النبطي . وأشار إلى بعض المصطلحات المستخدمة في باب الشعر عند أهل الحجاز فهم يسمون المساجلة قصيداً ،والقصيدة نشيداً ،واللغز غبوة ، وبدلاً من «لا فض فوك» يقولون «صح لسانك».
لم يكن حديث الزركلي عن الشعر النبطي أو الحميني كما أسماه حديثاً عابراً بل هو حديث خبير درسه وتمعن فيه، فقد أورد نماذج لم يدونها أحد قبله وترجم لبعض الشعراء وبعض الرواة في زمن مبكر لم يكن الناس يهتمون فيه بتدوين هذه الأشعار ليس ذلك فحسب بل تحدث عن الرواية وطرق النقل وعن لغة هذا الشعر وأوزانه وفرق بين شعر الحاضرة والبادية كما تحدث عن الردح أو الرجز وأشار إلى اختلاف اللهجات وتباين الأساليب والصور والمعاني بين القبائل .
وسنستعرض هنا شيئاً مما جاء به في هذا الكتاب للتدليل على ما قام به من جهد مشكور في اكتشاف جماليات هذا الشعر وحفظ بعض صوره من الضياع:
1.  ترجم لمشاهير شعراء النبط في الحجاز في تلك الفترة مثل: جمهور العدواني ، حامد بن عبدالله بن راجح العبدلي، هزاع بن عبدالله الشريف، مقيبل الوديود الحميدي الثقفي، الشريف زيد بن فواز، بديوي الوقداني، زيد بن هويشل العصيمي،الشريف عبدالله بن محمد بن هزاع،عابد بن فهيد ،عيضة بن مستور،بنية المولد من موالي بني سعد،عطية وجادالله من بني سعد،عبدالله بن سفرة الطويرقي،سليم العبد،الشريف حسين.
2. أشار إلى اعتماد هذا الشعر على الرواية والحفظ في الصدور، فهو يتشابه مع الشعر الجاهلي في طريقة النقل ووسيلة الانتشار، وأشار إلى كثرة الرواة وانتشارهم في كل القبائل وحفظهم للشعر الفصيح والعامي ثم تحدث عن قدرات بعض الرواة الذين قابلهم في ذلك الزمان أي قبل قرن من الزمان تقريباً ومنهم الراوية عبدالله أبودايخ ذو التسعين عاماً ونقل عنه:
أحمامة الوادي بشرقي الغضى
إن كنت مسعفة الكئيب فرجّعي
إنا تقاسمنا الغضى فغصونه
في راحتيك وجمرة في أضلعي

وذكر من الرواة المكثرين مدير شرطة الطائف في ذلك العهد درويش بن محمد الحدايدي إضافة إلى أنه شاعر مجيد، حيث أورد له ستة أبيات منها :
ما سجع قمري على غصن البشام
أو ترنم طايراً فوق الغصون
أو ترزم صوت رعد في الغمام
ثم أسبل من سني برقه مزون
عد هذا مني أقريكم سلام
يا ذوي ناصر مجودة الطعون

وذكر من الرواة أيضاً عيضة الذويبي من الذويبات من بني سعد .
3.  تحدث عن الألغاز الشعرية كفن من فنون الشعر النبطي وأشار إلى تسميتها ب«الغبوات» وإلى براعتهم في صنعها واستشهد بأربعة نماذج نورد أحدها:
أنشدك عن غمر شبابه أسبوعين
ومن بعد سبوعين يصبح الغمر شايب
كل فرح به غير قضاية الدين
ومدوّرين الفيد فوق النجأيب

وهو لغز في «الهلال» والألغاز الأخرى كانت حول اللحية والكذب ويونس عليه السلام .
4.  تحدث عن لغة هذا الشعر وخصائصها مشيراً إلى أن الشعراء يدخلون في شعرهم مفردات جديدة أو استعمال لم يسبقهم إليه أحد فهم حملة مقاليد اللغة في بني قومهم يتصرفون في أساليبها وجموعها كما تشاء لهم قرائحهم وضرب بعض الأمثلة :فقولهم «لا جاك فلان» أي «إذا جاءك فلان»، وقولهم «اللي» بمعنى الذي، وقولهم «نصاه» بمعنى قصده،لإضافة إلى وصل همزات القطع، وكسر ياء المضارعة،وتسكين أواخر الكلمات .
5.  أشار إلى أوزان الشعر وطريقتهم في وزن الأبيات فقال:»كما كان الشاعر الجاهلي يقول الشطر الأول أو البيت الأول من القصيدة وهو لم يسمع بتفاعيل الخليل فيجري إلى آخر القصيدة على نظام واحد كذلك نجد الشاعر البدوي يبتدئ بلالاته «أي يقول قبل الشروع بالقصيدة :يالالا لالا للي ،لي لالا لالا للا أو ما يوافق النغم الذي يريد أن ينظم القصيدة فيه » ثم يرتجل القصيدة لا يختلف البيت عن الآخر وزناً وقافية، وإنما دليله النغم واللالات لا غير. وقد يقول أحدهم الشعر «الحميني» دون أن يبدأ باللالات أو يضع نغماً متكلاً على سليقته الشعرية فيأتي بالموزون الذي لاعيب فيه عندهم «.
6.  ميّز بين شعر الحضر والبدو وأن لكل منهما نهجا خاصا ففي شعر الحضري صنعة ظاهرة لا تبدو في شعر البدوي الذي يعتمد على الارتجال ،كما أن الشاعر البدوي أجرأ على التصرف بلغته من الشاعر الحضري الذي يتكلفها تكلفاً، وكذلك فإن شعر ابن الحواضر يبدو قريباً من لغة الحواضر الرقيقة فلا يعسر على الأديب الحجازي فهمه، أما شعر ابن البوادي ففيه وعورة على الحضري لا يكاد يفهمه إلا بعد السؤال إطالة الإمعان ثم قابل بين قصيدة لزيد بن هويشل كنموذج للشعر البدوي أولها:
الظفر لابد من صغره يبين
ظفر ويكرم سبال الغانمين
كل قالات الرجال الهافطين
قبل يبلغ بالعدد عشرين عام
وبين قصيدة للشريف عبدالله بن محمد بن هزاع كنموذج للشعر الحضري أولها:
آه من قلب تعنّى وانقسم
أتعب الأعيان وأغداني سقيم
في هوى من فاق حسنه واستتم
فاق جمع الخود لم جاله حتيم

ثم قابل بعد ذلك بين قصيدة بدوية للشريف حامد بن عبدالله وقصيدة حضرية للشريف زيد بن فواز .
7 تحدث عن الردح كفن من الفنون الشعرية قال وتسميه هذيل «الرجز» وهو في عرفهم :أن يسير جمع من الناس أو يصطفوا وقوفاً يتوسطهم شاعرهم فيبدأ باللالات ثم يرتجل البيت من الحميني فيعيدونه هازجين ويستمر حتى ينتهي من نشيده ،قال: وقبل أن يبدأ الشاعر «يبيشنون» والبيشنة في لغتهم الهتاف أي يرفعون أصواتهم وسلاحهم ترحيباً بالشاعر، وأشار إلى مشاهدتهم لكثير من ذلك غير أن بطء فهمه عن إدراك المعنى منعه عن كتابة ألفاظ الشاعر وهو يرتجل. كما أشار إلى شعر المجرور الذي يلتزم التسميط وأورد نموذجاً منه: «عكابه» رموك *من «شرقرق» و«شبره» * ببندق ميازر
ولا والله فتك فيك * تظلّين عبره * لكل النواظر
8 أورد نموذجاً من القريض «الفصيح » في ثمانية أبيات للشاعر بديوي وقداني في رثاء الشريف عبدالله بن محمد بن عون أولها :
الملك لله والدنيا مداولة
وما لحي على الأيام تخليد
قال أبوالغيث : «رأيتها مكتوبة بخط واضح جميل معلقة على أحد الجدران في قبة الحبر ابن عباس بالطائف».
9 بلغ مجموع ما أورده الزركلي من أبيات الشعر النبطي في كتابه حوالي 130بيتاً من الشعر أغلبها يدوّن لأول مرة ،وهو عند إيراد الأبيات الشعرية يذكر اسم الشاعر معرّفاً به ويذكر مناسبة القصيدة ثم يوردها مضبوطة الشكل مشروحة الألفاظ في الحاشية وقد كان دقيقاً في ذلك كله رغم الصعوبات التي واجهها في فهم هذا الشعر مما يعطينا تصوراً عن قدرات هذا الأديب العملاق والمؤرخ الفذ. وقد كان للشريف حامد بن عبدالله نصيب الأسد، حيث ورد له 34 بيتاً، وذلك بسبب اجتماع الزركلي به واستنشاده له قال الزركلي:» وما كنت أستطيع فهم كلامه لما فيه من غريب كلم البداة لولا أن أسعفني أحد أشراف مكة بأن كان يترجم لكل منا ما يقوله الآخر « كما ورد لبديوي الوقداني 16بيتاً وزيد بن هويشل 14بيتاً ومقيبل الوديود 13بيتاً .وأخيراً من خلال ما سبق يتضح لنا إن الزركلي رغم بعده عن بيئتنا فإن نباهته جعلت له قصب سبق في دراسة الشعر النبطي وتسليط الضوء على شعرائه ورواته وجوانبه الأخرى، كما أنه يعتبر من أوائل من ربط بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي ، ومن أوائل من حاول التمييز بين شعر البادية والحاضرة النبطيان إضافة إلى توثيقه لعدد من النصوص النبطية في زمن مبكر .

قاسم بن خلف الرويس

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق