
استثناء جداً .!
(1)
قالت له أثناء المكالمة الاستثناء :
- خذلني الرصيد، لكنني الأكثر فرحا من العائد الى حضن وطن..
قال وهو يعرف الخذلان والرصيد والحضن والوطن :
- هذا الرصيد فعل ما عجز عنه الناس لأعوام ، لا .. لعصور من سيول الجفاف الذي بقيت آثارها في كلماتنا في ملامحنا في أصواتنا حتى ظننا انها الحقيقة دون سواها ..وكدنا أن نكون من أتباع الظلام والبرد ومريديهم .
لولا أن تطل بوجهها المبتلّ – لسبب ما / ماء - قطرات من الحياة ، فتبت فيها فكرة الإيمان المطلق بالأسرار المجتمعة في الصدف والأسفار ، والمتوزعة في صناديق الأقدار ، فكلما جرفتنا «سيول الجفاف الذي بقيت آثارها في كلماتنا في ملامحنا في أصواتنا وظننا انها الحقيقة دون سواها .. نعلم من جديد أن الحقيقة وإن تأخرت كثيراً ، فهي لم تنهزم ولم تنسحب .. ولا تموت ، بل نحن ..!
ما يستحق الثناء عليه الهاتف هو ما يوشك أن يكون هذه اللحظة : «خذلكِ الرصيد» ؟
هذا صحيح .. ، ولكن أرصدة قلبك وخزائنه ليست غادرة ولا خؤونة ، فتتخلى عنك حين يترصّدك الخذلان ، ولا ترين بالقرب أحد .!
سأتأدب مع هذا الرصيد، وسأتأنّق له لأقبّل قلبه على هذه الحياة الطويلة التي منحنا إياها بدقائقه الضوئية ، ولأشيع الحكمة العظيمة التي أعلمتني سرها هذه الليلة .. أن الذي لايملك قلبا يشبه قلبك ، لن يكفيه رصيد الأرض كي يصل لخفقة تأتيه كملاك يهبط الأرض للمرة الأولى ، أرسله الله بعد أن رصد كل مافيه ..!
سأشكر هذا الرصيد الذي انتهت مهمته عند أول نبرة معك ..
فليس عليه البقاء أكثر
بعد أن أدرك هذا ، وأدرك صباح روحي فها أنا الآن أشعُّ بطريقة ليزريّة واضحة ملونة وإن كانت ممنوعة ، فلن اطفئها ، لأي سبب فقد توقفني الآن سيارة شرطة تسألني عن «مصيبتي» ومن أين جئت والى أين ذاهب ..؟
فسأقول لهم :
الرصيد من فعل ذلك .. وهي !
امرأة تشبه الحلم ..
تشبه الحياة ..!
فربما وجدتُّ شرطيا متفتحاً نحو تقبل الكلام الجيد فيصدق الأمر من أجل الفكرة– على الأقل – ، وربما يشحن بطاقتي تأكيدا على اتفاقه غير المباشر معي تحسباً للكلام !
أو آخر غيره من أصحاب القلوب ذات الجلد السميك فلا حياة فيها ، فيفسر الأمر جنوناً وهذا في افضل الحالات أو يكتب بثقة العراف :
«القيادة بحالة سُكر» فيشحنني معه في سيارته ليكسب أجري وأجرته !
وهما بالمناسبة ، أمران رائعان إذ كان الأهم فيهما أنك أنت السبب ..
وأنت من أبلغ الشرطة !
(1)
أذكر إني :
مثل ما يستنفذ الذكرى جريح
ومثل ما يصرخ ذبيح
كنت اضمّد بالعذر والإحتمالات
الكثير من الصحيح
واجمع لصوتي أغانيه يتأنّقها : ويصيح !
بعدها ما كنت عارف
وين يرميني طريقي
كم تزوَّر في حياتي
أو حياة الناس
وكم باقي حقيقي
ما يطيح !
كنت وحدي
كنت أعد اللي نسوني
وأجمع غبار السنين اللي تجمَّع في عيوني
واضحك .. أضحك
رغم كل اللي بكوني
واستريح !
فهد دوحان