العدد 1668 Friday 20, September 2013
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
جامعة الشدادية كشفت أوراقها أمام السلطتين معصومة : الحجرف أمر بإحالة المعلمة المتعدية على الطالبتين إلى التحقيق الفوري «العاملين في النقل» علقت إضرابها.. و«القطاع النفطي» قررت التصعيد الجراح قلد الضباط الجدد رتبهم: حافظوا على القسم وابذلوا الجهد من أجل الوطن الأسد : التخلص من «الكيماوي» يستغرق عاما ويتكلف مليار دولار روحاني : لن نصنع أسلحة نووية مهما تكن الظروف مصر : قوات الجيش والداخلية حررت «كرداسة» من سيطرة الإرهابيين فوز تاريخي لـ «المستقلة» في «الإدارية» و«الهندسة» «الخدمة المدنية»: 4338 سجلوا بنظام التوظيف البلدية: حملات مكثفة لرفع السيارات المعروضة للبيع الأمير هنأ حاكم اتحاد سانت كيتس ونيفس بالعيد الوطني لبلاده الجراح للضباط الجدد: حافظوا على القسم وابذلوا الجهد من أجل الوطن تقليد كوكبة من ضباط الدفعة 32 رتبهم العسكرية الجديدة الشبو يقدم أوراق اعتماده سفيرا محالا لدى بنما المؤتمر الـ 15 لمنظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادي بدأ أعماله في موسكو الخالد بحث مع السفير السعودي الموضوعات ذات الاهتمام المشترك نقابة العاملين في شركة النقل علقَّت إضرابها ثلاثة أشهر الصبيح: جولات تفتيشية مكثفة لرصد ورفع السيارات المهملة والمعروضة للبيع «عمومية البترول» فوضت «القطاع النفطي» باتخاذ الإجراءات القانونية والتصعيدية بما فيها الإضراب لا صوت يعلو فوق صوت الطلبة في انتخابات «العلوم الإدارية» و«الهندسة» كلية العمارة تنظم يوماً مفتوحاً لطلابها الأربعاء 25 الجاري «العلوم الاجتماعية»: افتتحت مختبراً للخدمات البيئية وأنظمة المعلومات الجغرافية «التطبيقي» تعلن عن أسماء دفعة جديدة من المتقدمين الغانم: مستعدون لإنجاز التشريعات الكفيلة بخروج جامعة الشدادية إلى النور البلدية: مراقبة وتعقب طرق سير المكابس الآلية للحرص على كفاءتها المطيري: تعاون مثمر مع «الرعاية السكنية» في مجال تدريب المهندسين الكريستال ينشط الطاقة الحيوية بصورة أفضل ويعكس النور في كل الاتجاهات «الدراسات الإسلامية»: ختام مميز لعمرة ذوي الاحتياجات الخاصة والنوعية موقع «بيئتنا» .. بوابة الكويت التفاعلية القائمة على الاستكشاف والمعرفة تصفيات الناشئين الآسيوية لكرة القدم تنطلق في الكويت غداً كاظمة يواجه السالمية في منافسات الدور الثالث لكأس ولي العهد تونس تتصدر بطولة الفرق في ختام العرس العربي للجمباز أياكس يستسلم أمام الطوفان الكتالوني «الصاروخ» المصري ينفجر في وجه تشيلسي الأسد: ملتزمون بالاتفاق الأمريكي - الروسي.. وعلى أوباما الاستماع لشعبه معارك عنيفة بين «الحر» و مقاتلي «القاعدة» في أعزاز .. وتركيا تغلق «باب السلامة» العراق: المالكي يعترف بالتهجير الطائفي .. والأمم المتحدة تبدي قلقها «هيومن رايتس»: الاعتداءات على الصحافيين تهدد الحريات في اليمن الأراضي المحتلة: إسرائيل تواصل الاعتقالات في «الضفة» .. والتوغل في «القطاع» البورصة: سباق غير عادي أشعل التداولات «بيتك للأبحاث»: مؤشر سوق مسقط عند المستوى الحرج لمستثمري الفترات القصيرة «الوطنية للاتصالات» رعت حفل تكريم الأبطال الرياضيين متحدي الإعاقة وزير النفط والمعادن اليمني زار «نفط الكويت» أسواق الأسهم العالمية ترتفع بعد مفاجأة «المركزي الأمريكي» نهاوند التماثيل  اقرأ منه ما تراه مهما فإن أعجبك أكمله كله ! الـــدكــــتــــاتـــورالثقـــافـــي غـــــــــوايــــــــة صرخة مطر مخـتـطـفـات عندما يتجسّد الفرح في قصيدة كان معظمي ينتمي إلى الذاكرة والماضي.. لكنني بعد رحلتي المتواصلة في عوالم أخرى أصبحت أكثر انتماءً للمستقبل ليس دائماً تقول أمي الحقيقة .. ثماني مرات كذبت أمي عليّ ! تامر حسني يعيش حالة من النشاط الفني درة : «موجة حارة» نقلة نوعية في حياتي الفنية

مقامات

كان معظمي ينتمي إلى الذاكرة والماضي.. لكنني بعد رحلتي المتواصلة في عوالم أخرى أصبحت أكثر انتماءً للمستقبل



من علامة البدء والختام بغداد ، نبض شعرا وأدبا واختزل المعاناة في ابداع لا يضاهيه آخر ،خارجا من المعتقل بكفالة المنفى تشظت طفولته إلى رحيل، قلق، خوف، معاناة، مسؤولية مبكرة عن العائلة، عدم استقرار وفقدانات مكانية متكررة، جعلته لا يشعر بالانتماء لمدينة عراقية بحد ذاتها بقدر ما كانت  تجمّعَ انتمائي في موشور يَشي بطقسية كلية ، ضيفنا اليوم الشاعر و الكاتب هاتف جنابي ، شاعر وكاتب ومترجم ومحاضر جامعي، ولد في العراق في العام 1952. خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية 1972، و قسم الأدب البولندي- جامعة وارسو ، وماجستير في المسرح المقارن من جامعة وارسو 1979، حصل على شهادة  الدكتوراه في المسرح المقارن من جامعة وارسو عام 1983 ، بدأ حياته الشعرية بكتابة القصيدة العمودية ثم أخذ منذ مطلع السبعينيات يمارس كتابة قصيدة التفعيلة والشعر الحر وقصيدة النثر ، حاز على عدة جوائز دولية منها: الجائزة الأولى للشعر العربي لسنة 1995 التي تمنحها سنويا جامعة أركنساس الأمريكية، وجائزة أفضل ديوان شعري لسنة 1991، وجائزة الشعر للعام 1997التي تمنحها مجلة «متافورا» البولندية ، وفاز بثلاث منح تفرغ من وزارة الثقافة والفنون البولندية
نشرت كتاباته في خيرة المجلات والصحف العربية والبولندية والأمريكية ، وورد ذكره في أكثر من عشرين موسوعة و أنطولوجيا شعرية ، خصوصا باللغتين الإنجليزية والبولندية.
ترجمت أشعاره إلى الإنجليزية، البولندية، الأسبانية، الفرنسية، الروسية، الجيكية ، السلوفاكية وسواها ، واليوم على أثير الفكر والشعر والجمال ،نرحّب بهذه القامة الشعرية العراقية التي صنعت اسما تؤرخه أنطولوجيا الشعر بكل ثقة و تميز ..التقيناه في مقامات الصباح فكان هذا الحديث :
> الكاتب والشاعر هاتف جنابي ، نرحب بك ونبتدئ حوارنا معك من أرض المنفى وأنطولوجيا الشعر عودة الى بغداد ، رحلة من الابداع والمعاناة ، كيف يصفها هاتف جنابي في سطور قليلة ؟
- بغداد أم الكلّ، علامة البدء والختام، ممَرٌّ الغزاة ومطمحهم، موطنٌ للبنّائين، ومقام للأشقياء، إنها ناطحة سحاب وادي الرافدين وفناره. حرّها شديدٌ، لكنّ نسيمها  وعبقها هما الغالبان.مع  ذلك، أجد نفسي أحيانا، أترنم ببعض أبيات من قصيدة «يا غريب الدار»:

يا غريبَ الدار وجها ولسانا واقتدارا
منْ لناءٍ عافَ أهلا وصِحابا، وديارا
تَخِذَ الغربةَ دارا إذْ رأى الذلَّ إِسارا
إذْ رأى العيشَ مداراةَ زنيم ٍ لا يُدارى
يا غريبَ الدار لم تكفلْ  له الأوطانُ دارا
(الجواهري 1962)

ثمة حلم يؤرقني منذ عشرات السنين في أن يكون لي: بيتٌ خاص آوي إليه، ووطن أتشرف بالانتماء له، يحتضنني، ألهج باسمه ليلَ نهارَ، أرتّل أغانيه وأحتفي بطقوسه وشعائره، أزرع كلّ فسائلي في تربته، أسقي زهوره، أحتسي ماءه، وآكل من رطبه، أسافر حتى آخر نقطة في العالم، لكنني سرعان ما أعود إليه، بعد كل رحلة وغيبة كل ذلك كان محض حلم.، لأنّ لي بلاداسرقتها المؤامرات والاغتيالات ونحرتها الانقلابات العسكرية، ودمرتها الأيديولوجيات البائسة، وهمّشتها النزعات الحزبية والعشائرية والمذهبية والفردية الشمولية، وأجهض الخرابُ والحروب آمال أبنائها، فاضطررتُ إلى الهرب منها، دفاعا عنّي وعنها فيّ. لم اكنْ أتخيل أن يصبح الفراق طويلا هكذا. لقد «تعب القلب إعجابا، يأسا، تحمّسا، أملا. أطبق خطمُ الوحشِ عليّ... والآن لا أدري، ما الذي كان حقيقيا»(تشيسوا ف ميووش). عانيتُ كثيرا واقتربتُ من حافة التشرد والجوع، بيد أنّ إصراري على محبة  العراق وأهله، والعودة إليه كان أقوى من كل شيء. منحني هذا الحبُّ قوة هائلة على المواصلة والانتظار وتحمل المشاق، حتى تغيرت الأمور في بلاد الرافدين ففرح منْ فرح، وحزن منْ حزن.
نظرا لمعارضتي للنظام السابق لم أعدْ لبلادي خوفا من الوقوع في قبضة السلطات.بيد أني، قررتُ العودة نهائيا إلى المنبع في 19 آب سنة 2009. لكنني اصطدمتُ بمفارقات عجيبة غريبة، إذْ كان عليّ المرور بامتحان رهيب ومهين ما زال متواصلا، متمثلا بمراجعات مكوكية ، للهجرة والمهجرين، وبعض دوائر الدولة وموظفيها البيروقراطيين، بغية إعادتي إلى خدمتي السابقة في التعليم بعد أن طردتُ منها. لقد أذاقوني أسوة بسواي العذاب، ومذلة السؤال، فتأكد لي، أن صراعنا مع سوء النوايا لم ينتهِ بعدُ، وكأن كفاحنا ضد الطغيان لم يكنْ له مبرر، لأن ما تغير هو الحزب الحاكم والفرد الحاكم المطلق لا غير. كيف يمكن لضحية سابقة أن تتحول في فترة وجيزة إلى جلاد؟كان الإمام علي رضي الله عنه يقول: «يومُ المظلوم على الظالم أشدًّ من يوم الظالمِ على المظلوم»، وظلمُ الضعيف أفحشُ الظلم».
كان الشعر والكتابة والكتاب أهمَّ مُعيلٍ لي في تلك المرحلة ، تولد في داخلي عناد غير معهود من قبل على خلق ذلكم «المعادل الموضوعي» في داخلي، بمعنى، إيجاد حالة من التوازن تقيني مكائد الزمن، عبر استغلال وجودي الاضطراري في المنفى، في تكوين نفسي على مختلف الأصعدة: شعرا، بحثا، دراسة، وعلاقات مع الأوساط الثقافية والأكاديمية، طمعا بتوظيفها في خدمة الناس، حاولتُ صياغة نفسي من جديد.وقتئذ، أحسستُ أنني إنسانٌ مفيد والدليل على ذلك ما حظيتُ به من اعتراف وتقدير في الخارج، فتطورت كثيرا وحققتُ الكثير مما لم يستطع تحقيقه غالبية المنفيين والمهاجرين، وبدون أدنى مبالغة أصبحت اسما يشار له بالبنان في الأوساط الثقافية والأكاديمية. عموما، كان مسعاي منصبا على تطوير مهاراتي ومعرفتي، والدفاع عن جوهر ثقافتي الأم وإقامة حوار بناء مع الآخر المختلف. طوال هذه الرحلة لم يتوقف لحظةً واحدةً حلمي بوطنٍ متسامح، متحضر ومتطور يحتويني، ويخفف عن كاهلي وعثاء السفر والمنفى، والشعور بالمرارة والغربة الاضطرارية. لا يمكن للإنسان اليوم مهما كان أن يعيش بدون وطن.
> باعتبار أن الإنسان صنيعة الماضي، إلى أي مدى ساهم الماضي في تكوينك الإبداعي ؟
- يلاحقنا الماضي مثل ظلالنا نحن المنتمين إلى ثقافات غائرة في التاريخ، ومعتنقين مذاهب سكونية ،  لنلاحظ كيف يعيش اليونانيون والأميركيون ، الأول يفتخر بماضيه، والثاني يعيش حاضره المتغير، لكنه يفكر بما يقتطعه منه لصنع المستقبل ، أغلب الشعوب ذوات التاريخ الطويل تعيش رجلا في الماضي وأخرى في الحاضر، وهذا ما يؤخر تقدمها ويُضعف عملها في صنع مستقبل أبنائها ، التقدم الذي حققته الصين تكنولوجي واقتصادي قبل كل شيء، فيحين ظل معظم الناس يعيشون تحت سطوة التراث.  كل الحضارات والشعوب لا يمكن مقارنتها بالعرب  المسلمين من حيث التشبث بالماضي وبالمسلمات الماضوية. نحن اليوم أمةٌ سكونية. شخصيا، هناك تعاليم أسعى لتطبيقها منذ سنوات صاغها زرادشت على الوجه الآتي: فَكّرْ جيدا، قُلْ جيدا، اعملْ جيدا» ، على كل حال، الحسابات النحوية تتقاطع والفهم الفيزيائي للزمن وفقَ الحسابات الفيزيائية، لا يوجد حاضر،من الناحية العملية، لأنه عابر وهيولي . يوجد زمنان وحسب: ما مضى والذي هو يتشكل من الآن فصاعدا من هذا المنطلق، فأنا صنيع الماضي العراقي والعربي، بكل ما اكتنزه من معرفة وثقافة وسلوك وتشكيلة عصبية ونفسية ، ما جعلني أقوم بغربلة الماضي هو اكتنازي كونا من الأحلام والتشوف لتحسين واقع الحال على الصعيدين الشخصي والعام. هكذا كنتُ أفكر على الأقل: أن الإنسان قادر على تغيير الكثير ، وعلى صعيد آخر، سهّلَ وعزز لدي- تواجدي في فضاءات ثقافية-حضارية لا علاقة لها بموروثي الماضوي- نزعة إعادة النظر في الماضي بصورة أكثر عمقا وجدية مما كنتُ أفعله سابقا. أصبحتُ، بفعل المسافة التي نشأت بيني وبين منطقتي، أفكر بحرية كبيرة، فصرتُ أكثر مراسا وجرأة وانفتاحا على نفسي وعلى الآخر المختلف ، لقد كوّنني الماضي وغربلني، لكن المنفى صاغني نفسيا وفكريا ودفعني أكثر وأعمق في مجاهيل الحداثة. يقول الشاعر والكاتب البولندي  تشيسوافميووش في مقاله الهام حول المنفى: «إن المنفى يحطم، ولكن إذا لم يحطمك، ستصير بفضله أقوى». كان معظمي ينتمي إلى الذاكرة والماضي، لكنني بعد رحلتي المتواصلة في عوالم أخرى أصبحت أكثر انتماءً للمستقبل.
> من المطلق الى خصوصية الذات الابداعية... ما الذي يستفزالكاتب هاتف جنابي ليكتب عادة؟ وكيف تتكون لديك الرؤية الشعرية لنص جديد؟
-  ثمة مقولةعميقة للإمام علي رضي الله عنه : «هلكَ امرُؤٌ لم يعرفْ قدْرَهُ»، صاغها النفري فيما بعدُ كما يلي: «إذا لم يعمل الخاصُّ على أنه خاص هلك».وأنا اشتغلتُ كثيرا على نفسي. في العصر الحديث، علمنا اليسار العربي فكرةماركسية فيها من التعمية الكثير وهي النظر إلى الأشياء انطلاقا «من العام إلى الخاص»، ضيعتنا وعصفت بخصوصيتنا لسنوات طويلة. على مستوى آخر، كنتُ أنظر إلى فكرة المطلق، على أنها تخص الذات الإلهية التي انبثقت كجوهر إبداعي تجلىفي ابتكار وخلقالمرئي واللامرئي في الكون. يظل الشعر والموسيقى أقرب الفنون والأشياء إلى الحدس والالهام والابتكار فالخلق. بفضل ولعي بالموسيقى كثفت عملي في مجال البحث عن إيقاعاتمتعددة في القصيدة أو النص الشعري. الشاعر الحقيقي لا يمكن له أن يكون كاتبَ عرائض(عرض حالجي)، يجلس أمام دائرة ما ويكتب ما يُطلب منه. لا أنتمي إلى أولئك الذين يكتبون بتخطيط مسبق. لا أختار مكان ولا وقت ولا موضوع كتابة القصيدة. كل شيء يمكن أن يستفزني ويحفزني على الكتابة التي أنظر إليها على أنها طقس، ويبقى عبق العراق ومشاغله محركي الرئيس على الكتابة.تأتي القصيدة هلامية في بادي الأمر، حيث لا طاقة لي على فرض حدودها ومعالمهاوهي في عُذْريتها. فأن لحقت بالتقاطها من شكلها البدائي، سعيتُبعدها لتطويعها من خلال العمل عليها كي تخرج بصورتها النهائية، وإلا فقد تفقد بريقها وسحرها وسطوتها ثم تضيع، بمعنى التلاشي.بعد مرحلة «الالتقاط أو القنص» الأولية، يمكنني القول إنني أدخل حالة يصبح فيها الوعي موجها إلى حد ما. الوعيها هنا يعني الحس، والدّرَبة، والممارسة، والتجربة الشعرية الشخصية التي تدفعني للمضي في هذه الطريق دون سواها، لقبول هذه المفردة أو تلك.كثيرا ما أعود إلى قصائدي منقحا، شاطبا هنا، ومضيفا مفردة أو سطرا هناك. لكل شاعر بوصلته الداخلية الخاصة. الشيء الذي لا طاقة لي على التحكم به يتعلق بالوزن. إن ولدت القصيدةُ بصورتها الأولية موزونةً ستنتهي هكذا، في أحيان كثيرة أقوم بمزج إيقاعات متنوعة، وبعضها متناقض لخلق حالة من التوتر والدهشة.أميل إلى تكثيف قصائدي كي لا تكون مترهلة.
> عملتَ محاضراً في معهد الدراسات العربية و الاسلامية/ جامعة وارسو ، وباحثا عن الأدب العربي في المنفى/ الشعر العراقي نموذجا ، من زاوية كونك كاتبا عراقيا هل برأيك مايزال الأدب العربي بخير في زمن انقرض فيه النص النقدي؟ثم كيف ترى المشهد الأدبي العراقي من زاوية كونك باحثا ؟
- في الواقع، ما أزل أعمل حتى اليوم، لأن عملية إعادتي إلى الخدمة السابقة تسير على ظهر سلحفاة عراقية. لا يمكنني ترك عملي الجامعي في الخارج نهائيا طالما لا يوجد لدي عمل في وطني يمكنه أن يعيلني وعائلتي. إذن، فأنا أنتظر لحظة الفرج. فمن غير المعقول أن أتقدم للعمل في الجامعة أو في أية وظيفة أخرى كمبتدئ. ولكي أتمكن من مواصلة الحياة بدون مذلة، قمتُ بالعمل في أواسط الثمانينات محاضرا لمادتي الدراما والأدب العربي في جامعة (تيزي- وزّو) في الجزائر، وبعد عودتي إلى جامعة وارسو، بعثتني الأخيرةُ في 1993/1994 أستاذا زائرا إلى جامعة إنديانا في بلومنغتن،في الولايات المتحدة الأميركية، حيث اكتسبت خبرة جديدة وفريدة، وتعرفت على الوسطين الثقافي والأكاديمي، ونشر لي الكثير في خيرة المجلات الأميركية.بفضل طبيعة عملي تلك وإلحاحي على معرفة المزيد، تمكنتُ من أن أكوّن لنفسي خزينا من المعرفة في مجال الثقافة العربية والإسلام والمسرح والأدب والترجمة.
سؤالك صعب، نظرا لسعة الموضوع وتشعبه، عموما، يمكن القول: نعم، تطورَ الأدب العربي الحديث في الثلاثين سنة الأخيرة، على صعيد الرواية والشعرية إلى حد ما، بمعنى عدم تراجعه، كما وترجمت منه نماذج ليست قليلة. مقابل ذلك، نشهد تراجعا ملحوظا ودراماتيكيا للنقد العربي. بدون حركة نقدية- ترصد وتفرز وتُقيّم- لا يمكن أن يعرف القراء طبيعة هذا التطور ومستواه وممثليه الحقيقيين، لذلك اختلط الحابل بالنابل، بحيث كثر الأدعياء والسطحيون وأصبحوا ينعقون، فخُيّلَ لهم أنهم يُغرّدون ويَشْدون. أصبح المبدعون الفعليون عملة نادرة في سوق تعج بما لقيط وزائف. ما يُعاب على النتاج الأدبي العربي في العقدين الأخيرين هو تخلفه عن استيعاب أحداث المنطقة التي تجاوزته كثيرا، لم يتمكن من توظيفها إبداعيا. عادة ما تخلق الأحداث الجسام في تاريخ الشعوب ثقافة وأدبا يتمتعان بالحيوية والأفق الإنساني. هكذا كان الحال مع دانتي، وسرفانتس، وبلزاك، وتولستوي، ودوستييفسكي، وتشيخوف، وجيمس جويس، وإليوت، وعزرا باوند، ولوركا، وهمنغواي، وغابرييل غارسيا ماركيز، ونيرودا، وريتسوس، وأوكتافيو باث، وكثير سواهم، وكذلك مع الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية أثناء حرب التحرير. ما يزال الأدب العربي يفتقد إلى الديناميكية والعمق والاقتحامية، وهذه –لعمري- من بين أهم مستلزمات نهضة الأدب أيّا كان.ولو قارنّاه،منالزاوية الاقتحامية،بحركة الرواد ونتاجهم الشعري مثلا، لخسر الرهان.أمابالنسبة للأدب العراقي، ونظرا لما عانته البلاد من ويلات ودمار قبل 2003 وما بعدها، وحصار جائر سابق، وانقطاع عن العالم، فانكفاء الأدباء والفنانين، والأكاديميين، من الصعب أن نقول إنه معافى ومزدهر. بعيدا عن المجاملة، يبدو لي أن الأدب العراقي عليل، وكل ما يعتمل فيه من مخاض لم ينتج حركة أدبية فاعلة. هناك نتاج شعري وروائي فردي لكنه لم يشكل حتى اللحظة ظاهرة تدفع الباحث والمترجم إلى التوقف عندها. لا يمكن لوضع مشلول سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا أن يخلق فكرا وأدبا وثقافة حيوية مؤثرة، يشار لها بالبنان. هناك محاولات فردية رائعة لكنها غير مؤثرة في محيطها ناهيك عن تأثيرها على ما هو خارجها. قد يحتاج الأدب العراقي إلى فترة لكي تتضح ملامح نهضته من عدمها.
> للعراق ثقل في وجودك . وكما يقال كلما التقى مثقفان عراقيان إلا والعراق ثالثهما . ثم تأتي بعده هموم الإبداع التي لا تنفصل عن أهمية البلد، برأيك هل هذا النوع من اللقاء الروحي بين المغترب و الوطن  يفسر وجود مقاربة سوسيولوجية وانثروبولجية تربط بين الكائن والمكان وتضاريسه لتحليل شخصية الانسان العراقي ؟
- علاقتي بالمكان وبالبيت تشبه علاقة جبران خليل جبران حينما اعتبر بيته جسده الثاني، وهذا التصور ينعكس على علاقتي بالوطن. ما زال يلاحقني مثل الكابوس ما قاله ذات يوم الروائي الأميركي جيمس بالدون: «إنني مواطن كئيب، لقد شاهدتُ العديد يموتون في المنفى. يجب عليّ أنْ أعود وأعمل ما بوسعي».  إذن، فمأساة الغربة هي مأساة المصير. هناك علاقة جدلية عميقة ومتشعبة بين المغترب ووطنه، تشتد أو ترتخي بمرور الوقت. ثمة أوطان فارغة، يابسة يتذكرها أبناؤها المغتربون باعتبارها أماكن ولدوا فيها لا غير، وتراهم سرعان ما يتأقلمون مع البلدان المكتسبة، حتى ترى غالبيتهم يخجلون من استحضارها والتحدث عنها أمام الغرباء. حتى أن كاتبا عالميا مؤثرا مثل جيمس جويس قد هجا مدينته دبلن عاصمة إيرلندا بعد أن هاجرها، واصفا إياها بقاتلة الإبداع! من الملاحظ، أن المغترب العراقي لا يمكنه الفكاك من وطأة وسطوة بلاده نظرا لحضورها الناجم عن ثقلها الحضاري والوجودي وعمقها التاريخي. حتى لو هجاها فإنما بدافع المحبة، وفق فكرة «منْ حبّكَ لاشاك». فالعراق من هذا المنظور يشكل نيرايصعب الفكاك منه. ثمة مقاربات متنوعة ومتشابكة من نفسية واجتماعيةوأنثروبولوجية وتاريخية ودينية وغيرها، تجعل المرء مرتبطا بمكان وجغرافيا بحد ذاتها دون سواها. بحكم كوني عشتُ في أماكن عديدة في العراق، مثل بغداد، والنجف، وكركوك وقليلا البصرة، وأربيل لفترات متقطعة، فإن تضاريس وعبق تلك الأمكنة وتواريخها وطبيعتها قد تغلغلت في أعماقي وأثرت فيّ كثيرا. شخصيا أرى (عَدِيا بحاتم الطائي) محقا تماما بقوله:
وإني لا أكونُ بغير قومي    فليس الدلوُ إلا بالرشاءِ.
المعروف سابقا عن العراقي هو ندرة ابتعاده عن مكان مولده أو نشأته والسفر بعيدا في مجاهيل وتضاريس البلدان. حتى أن رحلة كلكامش من أجل الخلود لم تبتعد كثيرا عن المنبع،أما رحلة السندباد فكانت خيالية، تمكن العراقي من خلالها أن يردم عجزه الداخلي على التحرك بعيدا عن مسقط رأسه. بعكس سكان بلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا الذين بدأوا هجرتهم قبل العراقيين. عادة ما كانت السلطات العراقية تعاقب مَنْ تغضب عليه، بنفيه داخل العراق. حتى أن الشاعر بدر شاكر السياب حينما اضطر إلى الهرب من البصرة، لم يبتعد عنها كثيرا بحيث عبر شط العرب، ومن الجانب الإيراني الآخر تسلل إلى الكويت،واتخذها ملجأ مكرها على الإقامة فيه، وكأنه بلد بعيد ومختلف ثقافيا ولغويا عن عراقه. والدليل على ذلك أنه راح يندب حظه ويذرف الدموع على وطنه من هناك، ويكفي قراءة قصيدته «غريب على الخليج»(1953).
> حصلت على عدة جوائز دولية منها الجائزة الأولى للشعر العربي لسنة 1995 من جامعة أركنساس الأمريكية، وجائزة أفضل ديوان شعري لسنة 1991 في مهرجان الشعر العالمي في غرب بولندا، وسواها...من وجهة نظرك ماذا أضافت لك هذه الجوائز والتكريمات ؟ وهلستوافقني الرأي إن قلت: إن الأديب العربي متوّج بالنجاح و التكريم في الخارج أكثر من أدباء الداخل؟
- بلا شك، قام الأجنبي بتكريم المتميزين من الشعراء والكتاب والفنانين العرب،والشرقيين قبل أن تكرمهم بلدانهم. بلداننا منهمكة بصراعات غبية، وتناحرات حول ماض لن يعود أبدا مثلما كان. بلداننا قلما تلتفت إلى إبداع أبنائها. إنها تعمل على تقزيم دورهم، وتثبيط هممهم. حتى يصح ما قاله مالك بن الريب:
 ففي الأرضِ عن دار المذلةِ مذهبٌ
وكلّ بلادٍ أوْطَنتْ، كبلادي
يتراءى لي ويقلقني كابوس مالك بن الريب، وأتساءل: هل علينا أن نموت ونحن في الطريق إلى أوطاننا.عودة إلى فكرتك حول تقدير الآخرين لنا.أقول: لقد حفزتني تلك الجوائز والتكريمات، ومنحتني إحساسا بقيمة ما أكتبه. تبقى الجوائز آخر ما أفكر فيه.على المبدع أن يكون ناقدا صارما لنفسه. الأهم من كل هذا وذاك، هو أن الجوائز، كانت بالنسبة لي عبارة عن رسائل مشفرة وغير مباشرة، تمرّ عبر الآخرين، معنونة إلى وطن جاحد بحق أبنائه،لعله يلتفت إليهم ذات يوم.مهما تعددت الجوائز وتشعب الاحتفاء الخارجي، أرى أن التكريم الحقيقي الذي يشفي الغليل هو حينما يأتي من الوطن الأم.يقول الكاتب اليهودي شلومو رايخ: «إذا أردتَ أنْ تكتب فانت بحاجة إلى ورقة، وإذا أردت أن تتكلم فأنت بحاجة إلى وطن». هذه هي الحقية.
> المسرح له حضور من خلال دراساتك وإصداراتك، فهل برأيك استطاع الكاتب هاتف جنابي إيصال تصوره عن ماهية المسرحي العربي إلى العالم الخارجي؟
- العالم الخارجي الذي تبغين، غير مهتم بالمسرح العربي كثيرا، باستثناء ما قام به المستشرقون، نظرا لقصر تجربته، ولأنه توكأ في مراحل تطوره المفصلية على تجارب المسرح الأوروبي، على وجه الخصوص. كنت أحد الناشطين أكاديميا في الجمعيات المسرحية، والمؤتمرات العلمية، والمحاضرات الجامعية، والنشر، في مجال التعريف بأهم القضايا المتعلقة بالدراما وبالمسرح العربي، حتى أنني وبدافع الغيرة، حرصت على تقديم صورة مغايرة عما كان سائدا حول تبعية المسرح العربي، وذلك من خلال تسليط الضوء على تجاربه الطليعية والبحثية الهادفة إلى تأصيله، وعلى ما أسميته بأشكال التعبير المسرحية في الثقافة العربية. يبقى المسرح فنا غير عربي. كل ذلك قمنا به في سنوات الثمانينات والتسعينات. أما اليوم، فنادرا ما تصدر دراسة أو يقام مؤتمر ويكون المسرح العربي حاضرا فيه كما كان، لأن طبيعة الاهتمام تسير باتجاه مسائل تتعلق بالإسلام والتطرف، وحروب المنطقة، وشئونها الاجتماعية والسياسية، والأدبية، ناهيكم عن مجريات الأحداث في المنطقة العربية التي غطت إلى حد ما على حركة المسرح والأدب.
> عودة الى ملكوت الشعر...ومن خلال وقفة طويلة على أعتاب قصائدك التمستُ جدلية الذاتي والموضوعي فيها، هل باعتقادكحققت  لك انطلاقة للخروج من طوق المتن الشعري إلى نص إنساني يمتلك العمق الرمزي الذي يجسد التجربة الانسانية المجردة؟
- كان الكاتب الإيطالي البرتو مورافيا يرى «أن الإبداع يعني الإفلات من الموت» وأنا أؤمن بذلك.  قصائدي وكتاباتي انعكاس لتحولات شخصية وخارجية فكرية وشعورية، وجودية وثقافية وإنسانية أعيشها(أو عشتها)، تشتبك مع الطبيعة والميثولوجيا والأحداث والتاريخ والزمن والناس، وهي بهذه المقاربة غارقة بما هو ذاتي وموضوعي بذات القوة، تلهج باسم الحدس والعواطف والأفكار، تحمل رموزها وإشاراتها ومعانيها، وتبغي الوصول إلى الآخر بدون تنازلات.ثمة أمر حيرني لسنوات يتعلق  بإيقاع الشعر العربي. لاحظت، أن معظم الشعر العربي( ولا أقول كله) حتى القرن الرابع للهجرة، قد كتب في ثلاثة أبحر هي: الطويل، والبسيط، والوافر. وعيي المبكر بهذا الأمر ونزعتي نحو تعددية الحياة والكون دفعني لتنويع إيقاعاتي ومواضيعي.. طالما رددتُ في أكثر من مناسبة على أن الشعر بلا معنى لا قيمة له خارجه، والشعر الأسير لإيقاع واحد رتيب، يتحول إلى ضرب من التكرار ويصبح مملا وبالتالي غير مؤثر أبدا.روحي حائرة، وطموحي الأدبي لا حدود له، وما أبتغي الوصول إليه لم ينجز بعد. بيد أن بإمكاني المجازفة والاعتراف: بأنني قطعت شوطا في تنويع مصادر تجربتي الأدبية والثقافية، واتسع أفقي الإنساني ، وبالنتيجة اغتنتْ شعريتي وتميزتْ عن سواها. لكنني، أشعر أنني ما زلت ذلك الطفل المشاكس البريء الساذج الباحث عن شيء جديد وقصيدة غير مكتوبة، ذلك الشقي الذي يسعى إلى النضوج ويخاف منه بنفس القدر خوفا من أن يقتله.يسيطر علي منذ أن كنت في وطني هاجس بأنني لم أنجزْ بعد ما يتناسب وطاقاتي وموهبتي، رغم خروج تجربتي من بين يدي بمعنى، أصبحت وإلى حد ما ملكا للآخرين.
> كيف تجد النقد العراقي في تناوله لتجربتك ؟ وماذا عن الاعلام العراقي أيضا هل أنصفك أم ما زال مقصرا في حق نتاجاتك ؟
- الكتابات السريعة ذات النفس الانطباعي التي تعج بها الصحف وصفحات الشبكة العنكبوتية، استطاعتْ أن تزيح الكتابات الجادة، وتركنها على حوافي الطرقات. لقد جرى تسطيح الحياة الثقافية العراقية إلى حد مخيف. إذا ما استثنينا بعض الدراسات التي أصبحت في عداد الماضي، نظرا لموت أو تشرد بعض النقاد الجادين، وغالبيتهم بالمناسبة أكاديميون منغمسون في إعداد دراسات وبحوث أكاديمية في المقام الأول، أقول:يمكننا براحة ضمير إعلان موت النقد العراقي. حتى النقاد الأكاديميون الجادون من قبيل نازك الملائكة، وعلي جواد الطاهر، ومحمد حسين الأعرجي، وحاتم الصكر، ومحسن جاسم الموسوي، وسعيد الغانمي، وعلي عباس علوان، وعبد الله إبراهيم،ومن خارج وسطهم،فاضل ثامر، ومحمد مبارك، وطراد الكبيسي وسواهم من اللاحقين، إما أنهم قد رحلوا إلى العالم الآخر أو غرقوا في عزلاتهم. لقد كنتُ لأسباب ذات صلة بموقفي من النظام السابق ممتنعا عن النشر في العراق في السنوات 1978 - 2006وهذه فترة طويلة يمكنها أن تغيب قبيلة من الكتاب. لولا إصراري الداخلي على الكتابة باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي أعرفها لصرتُفي عداد الموتى. ونظرا لتلك الملابسات وابتعادي لسنوات عن الوسط الثقافي الداخلي، لم يكتب عني سوى قلة قليلة من النقاد العراقيين الذين رأوا في كتاباتي مشروعا كتابيا جادا، أذكر من بينهم: المرحوم د. محمد حسين الأعرجي، ود. عدنان عباس، والناقد ياسين النصير، والشاعر والناقد علي حسن الفواز. الأجانب هم من كتبوا عني أكثر من سواهم، لابتعادهم عن كل ما له صلة بأمراضنا الثقافية.. شخصيا، لا أعول على النقد العراقي لأنه لا وجود له بالنسبة لي. أما وسائل الإعلام العراقية فهي ذات انتماءات ومرجعيات إما دينية أو حزبية أو سياسية، وأنا كاتب مستقل تماما ولا أجيد كيل المدائح لأحد. تبقى الكتابة عن شخص أو نتاج ما مسئولية أخلاقية ومهنية ووطنية قبل أي اعتبار آخر، واهتمامها بي لم ألمسه بعد، باستثناء حوارات ومقابلات هنا وهناك.ما أدعو غليه هو إعادة كتابة المنجز الشعري والأدبي العراقي بحيادية وإنصاف، لأن مسيرته قد أصابها الكثير من التشويه.
 > لكل مرحلة جيل أدبي، أين تضع نفسك بين الأجيال الادبية؟
- فكرة «الأجيال» اختلقها الأكاديميون قبل سواهم، لتسهيل دراسة النتاج الأدبي، وقلدهم الآخرون، خصوصا الشعراء، ظنا منهم أن بإمكانهم إزاحة من سبقهم من خلال تحديد نسلهم بعشر سنوات! وهي أكذوبة لا أعترف بها، وأسخر منها. الشاعر والكاتب والفنان المبدع لا ينتمي إلى أي جيل، لأنه عابر لفكرة المجايلة.وإن شئت الانتماء فأنا أنتمي إلى نفسي أولا، وإلى كل ما هو جوهري وإبداعي في تراثي، وتراث الآخرين ثانيا.
>  كلمة أخيرة تختتم بها حوارنا معك أستاذ هاتف.
- لا يسعني في الختام إلا أن أشكرك كثيرا على أسئلتك القيمة،وتحياتي للقراء الكرام.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق