رغم أنني كنت ومازلت ضد فكرة كتابة قصائد الأفراح والمناسبات الاجتماعية إلا أنني أحياناً قد أضطر لذلك من باب التقدير والعرفان والوفاء لبعض الأقارب والشخصيات ممن لهم فضل علي بعد الله في بعض الجوانب الأدبية والعلمية لذا ألجا لتقديرهم بطريقتي الخاصة وذلك بما تجود به المشاعر من قصيد. غير أنني يا أصدقائي قد أحيد عن هذا الخط أحياناً وارضخ لطلبات البعض من غير المعارف في كتابة قصيدة احتفال بعرس أو نجاح أو مهرجان.
ومن هؤلاء الذين نظمت لهم قصيدة مؤخراً أحد أبناء منطقة جازان وذلك نزولاً عند رغبة والديه الكريمين الذين أبديا إعجابهما بشعري المتواضع وبناء على ذلك جاءت رغبتهما في أن أتوّج فرحتهما بعرس ابنهما بقصيدة تُخلِّد وتُجسد هذه المناسبة السعيدة لذا وتقديراً لهذين الوالدين الذين أعدهما كوالداي وابنهما كأخي وتلبية لطلبهما جاءت هذه القصيدة التي أستأذن أصحاب الشأن في نشرها بعد حذف الأسماء منها وقد قلتُ فيها :
يا ليلةً غنى لها وجداني
لبست عقود الفُل والريحانِ
جمعت أحبتنا ولمّت شملنا
وتباركت بتواصلٍ وتهاني
أُنساُ بعُرسٍ قد تنامى بدرُهُ
وازدان بالخِلاّنِ والعرسانِ
يا ليلةً طابت وفاح بخورها
وشدا لها الشادي على الأغصانِ
رقصت لها صبيا وبيش وصامطة
وتعانقت فيفا معَ فرساني
ياليلةً من حُسنِها وبهائِها
باتت تغني : (والهوى جازاني)
وبخصوص صبيا وبيش وصامطة التي ورد ذكرها في القصيدة فأقول لمن لا يعرفها بأن هذه أسماء لبعض محافظات منطقة جازان أما فيفا فهو جبل مشهور في جازان وكذلك جزيرة فرسان . وحيث أن القصيدة سالفة الذكر كانت خاصة فثمة قصيدة أخرى قد نظمتها عن ليلة العمر غير أنها أعم وأشمل من سابقتها وقد سبق تقديمها بلون المجس الحجازي بصوت أحد جسيسي الحجاز المعاصرين وتم اذاعتها عبر أثير الاذاعة السعودية والقصيدة أقول في مطلعها :
يا ليل غنّي وانتشي طربا
وانشٌر نجومك في الدُنى ذهبا
أوقِد ليومِ السعدِ قافيةً
واسهر وشُبّ النار والحطبا
فاليوم أحبابي قد اجتمعوا
واريجُ زهرِ ودادِنا انسكبا
... الخ القصيدة . ودامت لياليكم عامرة بالأفراح والمناسبات السعيدة