هذا الشطر ، أحد أشهر ما تغنت به العرب منذ قيل وحتى هذه الساعة وبعضهم لا يعلم لماذا قيل أو ما قصته ...
والمشهور جدا في الكتب وفي السنة الرواة ، تلك الحكاية العجيبة التي حدثت مع بصري الوضيحي ، فقد كان الوضيحي من أجمل الرجال في صباه فانشغل وتولع بالهوى والعشق وقد عُرف بذلك ولم يعاب عليه اذ لم يكن من أهل الفساد ، بل من أهل القلوب التي تهوى الحياة فهوت أجمل ما فيها : النساء !
ولكن حين مضى به العمر نحو غروبه وكبر في السن طلب من أحد ابنائه أن يأخذه للحج ليسقط فرضه ويقضي دينه عند ربه، ولكنه واثناء الطواف وبينما كان عند الحجر الاسود الذي ازدحم بالناس من رجال ونساء والرؤوس قد تقاربت بعضها البعض لتقبل الحجر، اعترضت بينه وبين الحجر فتاة جميلة كانت تريد تقبيل الحجر مثله فاستعاض عنه بتقبل خدها !
فقالت له البنت : ( حج ياشايب ) !
فقال لها باللهجة الشمرية : ( يابعد حيي زلقت الحُبَّة ابيها بالحجر وصارت فيك ) !
اي أردت تقبيل الحجر فذهبت لك القبلة : (الحُبَّة) دون قصد!
فقال إبنه : تاه العود تاه العود !
فقال بصري :
التايـه اللـي جـاب بـصـري يقـنـه
جدد جروح العود و العـود قاضـي
جينا نـحج ونطـلـب الله جـنة
جنة نعيمٍ .. يوم يبس اللحاظـي
ياليت كانت حُبتـي فـي معنـه
يوم العيـون عـن الخوامـل غواضـي
يامـن يعاونـي علـى وصــف كـنه
اشقح شقاح ولاهق ٍ بالبياضي
لا ريحته قـشـرا ولا هي مصـنـه
ريح النفل بمطمطمات .. الفياضي
و( ...).. للـثـوب الحـمـر شولعـنـه
حمرٍ ثمرهـنٍ واقفـاتٍ غضاضـي
و الخـد ذابـوح القلوب المـرنـه
بـراق مـزنٍ لاعــج اللون ياضي
ياليت لو سني على وقم سنـه
بايـام مـا بينـي وبينـه بغاضـي
ايام جلـد الذيـب عنـدي محنـه
نصبح وزرق الريش لهـن انتفاضـي
وا جـرح قلبـي جــرح وادٍ وطـنـه
غـر المـزون اللـي وطـنـه وفـاضـي
والبيـض قبلـي محسـنٍ عذبنـه
ونمرٍ على وضحا جرا له عراضـي
والبيض .. كم مـن واحـدٍ يبسنـه
يبست شماليل العذوق النفاضـي
عـزي لمـن غـر الثنـايـا كـونـه
واركـن علـى كبـده كوايٍـا اعراضـي
شوفي بعينـي و الخـدم يركبنـه
بنـت الشيـوخ مخدميـن الحياضـي
على اشقحٍ من زمل ابوها مظنه
ركبت عليـه اتشنطـحٍ باعتراضـي
بمشجرٍ من سـوق هجـرٍ مغنـه
علـى خياطـه نـاب الارداف راضــي
وين انت يالمشفٍي على طردهنـه
انا طويـت ارشـاي واقفيـت قاضـي
أحــدٍ يطـيـح بـنـار وأحـــدٍ ..بـجـنـه
وترى الحظيظ اللي له الرب راضي
ويقال ان بصري حين رجع لأهله سأل من جماعته عن الحج ، فكيف كان حجك يا بصري ؟!
فقال مقولته المشهوره:
ياليتـنـا مــن حجـنـا .. سالميـنـا
كان الذنوب اللي علينا خفيفـات
رحنـا نبـي نخفـف ذنــوبٍ عليـنـا
وجينا وعلينا كثرها عشر مرات