وأنا أتصفح المنشورات عبر الفيس بوك لفت انتباهي معلومة نشرها أحد الأدباء حول شاعرة اجنبية تدعى سافو ذكر أنها تعد أول شاعرة في تاريخ الأدب النسائي فدفعني ذلك للبحث عبر محركات البحث ومواقع الأدب للاستزادة أكثر حول هذه الشاعرة فخرجت من هذا البحث بالمعلومات التالية التي أوردها لكم عبر هذه السطور .
سافو يا عزيزي القارئ هي أول شاعرة عرفها التاريخ الإنساني إذ لم يعرف الأدب العالمي شاعرة أخرى قبلها ولم تلحق بها شاعرة إلا بعد وفاتها بمئات السنين وسافو شاعرة يونانية عاشت منذ ألفين وخمسمائة عام على وجه التقريب أما مكان ميلادها فهو جزيرة لسبوس اليونانية، وكانت سافو في عصرها أشهر امرأة في اليونان وكانت أشعارها وأغانيها تدور على كل الألسنة وكان سقراط أعظم فلاسفة العالم القديم يسميها سافو الجميلة.
نضجت سافو في سن مبكرة وأصبحت معروفة بقدرتها الفنية العالية قبل أن تبلغ العشرين، من عمرها وكان لها نشاط سياسي مؤثر أدى لتعرضها للنفي من مدينتها لسبوس مرتين إذ لم يمنعها اهتمامها بعاطفة الحب، من أن تكون صاحبة رأي، وأن تشارك في الحياة العامة مشاركة جدية وإيجابية .وبعد أن عادت سافو من منفاها تزوجت وأنجبت ابنتها الوحيدة كلايس وقد توفي زوجها بعد سنوات قليلة من الزواج، وورثت عنه ثروة ضخمة أتاحت لها أن تقضي بقية حياتها في رخاء كبير.وقامت سافو بعد ذلك بفتح أول مدرسة معروفة في التاريخ لتعليم الفتيات فنون الشعر والموسيقى والسلوك المهذب، وكانت سافو في هذه المدرسة هي الأستاذة الأولى والوحيدة، ذلك لأنها لم تكن فقط شاعرة، بل كانت ذات موهبة موسيقية كبيرة، وكانت صاحبة صوت جميل وعذب، ولذلك كانت تكتب قصائدها وتلحنها وتغنيها، ومن المعروف أنها أضافت وزناً جديداً إلى الأوزان الشعرية التي كانت شائعة في عصرها، وقد أصبح معروفاً حتى الآن باسمها وهو الوزن السافوني في الشعر اليوناني.
وكانت علاقة سافو بتلميذات مدرستها علاقة حميمة مليئة بالعاطفة الإنسانية، لكنها للأسف كانت منطلقا لإشاعات الخبثاء بأنها كانت علاقة يشوبها بعض الريبة.فقد كانت شاعرة تهتز نفسها دائما للحب والجمال, وكان شعرها كله يدور حول هذا المحور الخالد، ورغم أن الكثير من هذا الشعر قد ضاع ولم يبق منه إلا القليل، لكن هذا القليل قد جعل منها أول وأعظم شاعرة عاطفية في تاريخ الأدب العالمي.
والمعروف أن ما بقي من شعرهاأغلبه تعرض لحروب دائمة، فقد بلغ من قوة أعدائها والذين أساءوا فهمها أن الكنيسة أمرت سنة 1073م بإحراق أشعارها جميعا, ورغم ذلك فقد احتفظ الناس في وجدانهم بما بقي من هذا الشعر وحرصوا عليه أشد الحرص.حتى اكتشف الباحثون عن الآثار في مصر عددا من قصائد (سافو) في التوابيت وأصبحت هذه القصائد جزءاً من تراثها المعروف الآن. ومن أشعار سافو الإغريقية اقتطف لكم النص التالي :
ليعلم الجميع أنني اليوم والآن
سأغني غناءً بديعًا
كي أُبهج صديقاتي
لسوف نستمتع
أمّا مَن يَعيبُ علينا ذلك
فلعل الحماقة والأسىيتوليانهِ
على الرغم من أنها ليست سوى أنفاس
فإن الكلمات التي تصدر عني أبدية