مذ ولدت و أنا أعرف أن الأرض أمّي و على جسدها تعلّمت أسباب البقاء و الرحيل ، لأصدّق حدسها بعدما شربت لبن النبوءة من مخيلة الوجع ...لتَشي لي بما سوف يحدث اذا جاء الحلم من حلم ،و ما سوف يحدث إذا عدت لها مكسورة النفس أهتدي للنبع كلّما جفّ النبات
هكذا وثِقْتُ بأمّي ، فتعلّمت أبجدية النطق قبل البصر. حيث كان الحرف روحا و خيل الكتابة مركبة أمتطيها ...كلّما ضاقت بي مساحات جسدها..لأجدني أعتلي وتر اللغة و أرحل إلى حيث كان سرير الغربة مفروشا بقطن الغيم و الخيبة ينتظرني عن كثب.و من قدر الخرافة قررت أن أخرج من جلدي .و من لغتي، لتكتمل القطيعة و أبحث عمّن يتلو عليّ ( معاهدة الصبر .بعيدا عن أمّي !
لكن للحقيقة وجهان.و الحاضر حتما سيصبح ماضياً مثلنا.لا شكلا يحدده في الزحام و لا عرّافة تبصره
في نبضنا الحزين،لتتبخّر أجسادنا غيمة.غيمة بعد حين، و يموت الحلم من رتابة الوضع!
إلاّ حلمك أنت...لم يصدّق قط دخّان الشتاء أو حدس أمّي ،، فطالما أعادني إلى الخلف، لتهدأ اللحظة في جسدي و أتأبّط قلبك من صرير الوقت و الحاجة ..فأي لعنةٍ بحاجتي إليك لأكون – بضع امرأة أو أقل – و تكسر جَوْز أيّامي التي كانت ستأتي لولا أمّي أفشت بسرّ جلجامش في الخلود...لتهرب بكَ من عصري و لا أميّز بعدك بين البصيرة و البصر
!.- فلا تقلْ. لو كان جسرا لعبرناه. القدر
أما كان في وسعنا أن نسير الى العمر بحكمة- العشّاق -!
أما قلت لي و نحن سوية في الطريق الى الشّرق: سنشحن حكايتنا بالمفردات و نشقّ الأرض بمعاني الغيب !
فهل مازلت. أنت أنت
لنا إذن ما علينا .في الأرض .صحراء من هواجس الشعراء ، و بحر يحمل عنهم عبء القصيدة في مديح النساء .ماداموا على طرف السهم مصوّبون عليها بالتمرد و الثأر.!
.! لكني أنا .أنا.
وُلِدت كي أحبّك و أكتب كي يتعرّى النهار المؤجّل، كالريح لا أهبّ هباء، وإن أطلت المكوث هنا فقد علِمْتُ
يوماً أنّ الخريف من كفّ الأرض و حلمك المدلّل من صنع كفّي...
حتى أُصالح نفسي و أقنع الروح بالعيْشِ بعدي.
فسلامٌ على الشعراء ...و سلامٌ على المتعبين من شهوة الأرض . وسلام لجلجامش...!