كنّا اثنتين..و الخوف ثالثنا....يغنّي افتراقنا كي نبلغ حكمة القتلى بلا غاية، حين أحنيت ظهري على عتبة الملجأ لأنزل خطيئتي كأنّكِ في جسدِ الضحية...شعاع على أبـد !!
كنّا اثنتين...أستمع الى نبضك الثّلجي و ماؤكِ المالح يدوي على جرحي ...و الحلّ في شهدِك لا باب له !!
أَوَ تذكرين.....حين كنّا نختبئ في صدى الليل لأسرق لكِ من الأحلام قوتَ زُحل ،و أغطيكِ بريحانٍ و راية حين ينام الآخرون،
و أهمس لك بداخلي : يا صغيرتي كلّ حلم لم يجد حالمه الأول ...
أَوَ تذكرين ....حين قال : صدري شبّاك بيتٍ استرقا منه الضوء و ارحلا... ففي الأرض متّسع للبدايات...
حتى صرتِ حلماً من اليأس في يديّ ، اشتهاء لسيرة الأسلاف و السفرِ المؤدّي للسّفر...لكن ...ليس لكِ أوّل !!
من ثلاثين صيفا....لم يسألوني : من أيّ صلبٍ قد أتيتِ؟!
من ثلاثين صيفا... و أنا أرتدي جلال أقنعتي ، لأحبه في تفاصيل الأمل – عقيدة و عناق- !!
منذ صيفٍ ... و أكثر
صدّقت فيه قلبي و كذّبت الخريف حتى تعرفني الغيوم العائدة الى جحر قلبه...
يا صغيرتي الخالدة ، بعدَكِ و بعدَه ...
لم يعد لي وجه على المرآة و إن سحبوا جثّتي فلن يفرقوا بين الصدى و الصوت،
فما عاد بداخل الروح غير الكتابة لأخفي فكرتي و ما ضلّ لنا... قد انتهى فينا ....
إنه...العمر الأخير و إن يكنْ .... و إن غافلتُ الأقدار بكيدِ النساء ...سأعبث معه حتى الحدود الأخيرة !!
فاغفري زلّتي ...فمن خطايا الظلام يا صغيرتي ...أنّنا لا نفرق بين السراب و المطر ، و لا جدوى منّي
غير عشقي لهذا العبث...
فلا تسألي : كيف انتهى المساء المفاجئ مع ذاك الضمير الغائب،...ما دمت أتأهّب للصراخ ليتخد الحلم الكاذب شكل السؤال بداخلي.......حيث كنت فيه سببا لانحناء الاستفهام...
إنني يا صغيرتي امرأة من ورق يغويها ظمأ الحبر و عطش الحب ، و ريح العشق عابرة بينها تنبش للموت لعبة...كي لا أجهض من شعاعك ذاك الأبد !!
و أنتِ عيد....اكتمل بحذف الظلّ ليفسّر وحدتي كلّما اغتربت فيه.... إليه.. أرى فرحتي !!
حبلى ...