
شن الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكره القدم هجوما شرسا على ما أسماه اختلال القيم وأسس العدل والمساواة بين الاندية الاوروبية في لعبة يفترض ان تكون المنافسة فيها على أسس التنافس الرياضي والتساوي في الحظوظ موضحا ان هذا الاختلال يتمثل في عمليات غسيل الاموال، وتداخل من عناصر الجريمة المنظمة في اوروبا، علاوة على «الاستعباد» العصري للاعبين ممثلة في عقود احتراف تتدخل فيها اطراف خارجية، تتحكم في مصائر اللاعبين.
وفي محاضرته التي القاها في افتتاح مؤتمر دبي الرياضي الدولي السابع والذي يقام تحت شعار تحت شعار «قيم الاحتراف.. بين الفكر والتطبيق»، بمشاركة نخبة من قيادات ومدربي ونجوم كرة القدم العالمية.
اعتبر بلاتيني نفسه من أحد المسوؤلين عن كرة القدم في اوروبا غير المحببين إلى الجماهير بسبب حرصه على تطبيق المعايير الأخلاقية وهو الامر الذي لم يتغير منذ كان لاعبا فلم يحصل طوال فترة وجوده في الملاعب على بطاقة حمراء.
وإعتبر بلاتيني بان الفارق بين كرة القدم في عهد الهواية وما تلاها في زمن الأحتراف، ليس كبيرا على المستوى الفني أو المهاري، ولكن شكل الإنفاق على اللعبة هو الذي تغير، وجعل الكثيرون ينتقدون لاعبي كرة القدم، والاموال الكثيرة التي يحصلون عليها، رغم أن من الناحية الأخلاقية أفضل من عمليات المضاربة في البورصة والمقامرة.، وهذا يتطلب ضرورة حماية كرة القدم من كل الشوائب التي يمكن ان تعتريها.
وتنتقد رئيس التتحاد الاوروبي، إغداق بعض رؤساء الأندية في الصرف على فرقهم في استقطاب لاعبين جدد، وبشكل يفوق المعايير المنطقية، مشيرا إلى انه حاول منذ 3 سنوات أرساء مبادئ «الروح الرياضية المالية» كي لا تكون الاموال هي التي تحدد النتائج، مضيفا ان الاموال من شأنها تصنع توازنا غير حقيقي، فهناك فرق غنية واخرى فقيرة، ولاعبون كبار واخرون صغار، والمال في هذه الحالة سيكون هو المتحكم في ترجيح كفة عن الاخرى.
وأوضح بلاتيني: في هذه الجزئية تحديدا، ان هذه المباديء تظل تخضع لمعايير ومفاهيم كل دولة بمفردها، وان الإتحاد الاوروبي لكرة القدم لم يتنس له إصدار لوائح او معايير مققنة تطبيق هذه المفاهيم بشكل قانوني وتتحكم في مسألة الإنفاق والإغداق بالاموال على الأندية سواء فيما يتعلق بشراء الاندية نفسها، او فيما يتعلق بعقود وصفقات انتقالات اللاعبين.
وإعترف بلاتيني بتأثير الجريمة المنظمة على الاتحادات الرياضية الاوروبية التي تقف عاجزة في بعض الأحيان امام تأثير هذه الجرائم والتي ترتبط بعمليات المقامرة، مؤكدا انه يخوض حاليا صراعا لزيادة وعي البلدان والاتحادات للإنتباه إلى ضرورة تجريم هذه المسألة.
مشيرا إلى أن هناك مسائل أخرى مثل «الاستعباد» العصري للاعبين الذين لا يستطيعن اتخاذ قرار في مستقبلهم بسبب وكلاء الاعبين والممولين لصفقات إنتقالهم، وهو ما يسمح بعمليات غسيل الأموالن علاوة على بعض الشبهات حوال تعاطي منشطات، لذا فان عمليات الفحص المنشطات باتت مطلبا ملحا في كل المباريات وبالمسابقات المحلية ايضا. كما جدد بلاتيني معارضته لفكرة استخدام التكنولوجيا في كرة القدم وخاصة مسألة تحديد تجاوز الكرة لخط المرمى، موضحا ان مثل هذه الفكرة قد تتكلف 50 مليون يورو، وهو مبلغ باهظ جدا لمسألة بسيطة، والمنطقي ان يكون الاهتمام في المقام الاول بالارتقاء بشأن الحكام، واستغلال مثل هذه الميزانية الضخمة في امور أخرى خيرية او تثقيفية في بلدان تحتاجها. وتطرق رئيس «اليوفا» إلى مسألة إمكانية إقامة نهائي دوري الأبطال الأوروبي خارج القارة، وفي قارة اسيا على سبيل المثال، قائلا «طالما أنا رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، فلن يخرج نهائي دوري الأبطال من القارة ابدا». وأشار رئيس الإتحاد الأوروبي إلى انه سيظل من اكتر الداعمين لإقامة كأس العالم 2020 في قطر خلال فصل الشتاء، وهو ما يمكن ان يوفر افضل الاجواء للاعبين والجمهور والاعلاميين والمسوؤلين، مضيفا انه لا يريد التدخل في سياسة الدولة المنظمة، ولكن اذا ارادت اشراك دول اخرى في عملية التنظيم على غرار بطولة الامم الاوروبية الاخيرة في بولندا واوكرانيا 2012 فهذه فكرة جيدة، ولكن يجب استبيان رأي الدولة المنظمة «قطر» والاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».