هاهي الإمارات تعطي الجميع درساً رياضياً قاسياً وتضع توقيعها على النسخة «21» لكأس الخليج مع برقية كتب فيها «أعزاؤنا... نحن أبناء زايد ... جئنا لا نحمل المكايد.. هدفنا اللعب النظيف لنعود بكأس الخليج ونبقى طرفاً محايداً.
لقد أبدع أبناء الإمارات لعباً وخلقاً عندما قدم منتخب الاحلام دروساً مجانية للجميع مفادها بان العطاء وحده هو ما يحقق الغاية وان التعالي على الكرة لا يمكن ان يقدم لصاحبه سوى الفشل المرير وان العناد والمكابرة والرهان على الفاشلين ما هو إلا بداية الانهيار وان تجاهل آراء الآخرين وتسفيه أفكارهم والاصرار على «الأنا» سيدفع بنا نحو المصير المجهول.
يالروعة ابناء الامارات وياسعدهم وهنيئاً لهم بهذا المنتخب الاسطورة الذي يضم جيلاً لا يعرف المستحيل ولا يحمل في تفاصيل شخصيته عقدة النجومية ويتعامل مع المواقف العصيبة في الاوقات الحرجة من اللقاء بحنكة الكبار.
منتخب الاحلام الإماراتي أو برازيل العرب أو قل ما شئت هو نتاج سياسة حكيمة بعيدة كل البعد عن الخلافات الرياضية الطاحنة والتي تصيب الوسط الرياضي بالشلل التام في ظل اصرار على وضع العراقيل والمصاعب امام من يريد أن يعمل في أجواء تشجع على الابداع واين هو هذا الابداع الذي اصبحنا نتلهف لرؤيته في الشارع الرياضي في الكويت؟
في الامارات هناك مسيرة للنهضة في الاقتصاد وفي الرياضة وفي الثقافة وفي الفن وفي شتى مجالات الحياة نهضة لا يعيقها احد ولا يسمح لكائن من كان ان يعيق هذه النهضة التي يلمسها المواطن الإماراتي في كل شيء وآخرها ما قدمه هؤلاء الصغار في أعمارهم الكبار في عطائهم وتعاملهم مع الآخرين.
قدم ابناء الامارات كل شيء في خليجي «21» انظر وتفحص وتمحص وقارن انظر الى الآداء الفني الجماعي المدعم بالمهارات الفردية العالية أنظر الى التحركات الواعية والانتشار الرائع في الملعب تابع التمركز الصحيح لأبناء زايد كل في مكانه تفحص اللياقة البدنية التي فاقت جميع المنتخبات المشاركة تأمل النقل القصير للكرة ثم التمريرات الطويلة والعرضية الواعية وبناء الهجمات بشكل جماعي انظر إليهم كيف يتحركون كخلية نحل تعمل بشكل جماعي وبكثرة عددية سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي قارن الالتزام بأداء الأدوار بعد كل ذلك قارن بين هؤلاء وأي منتخب آخر سوف تلاحظ الفرق الشاسع والذي من خلاله تحقق هذا الإنجاز الرائع الذي أسعد أبناء الإمارات وأكد لهم أن من يريد ان يعمل ويقدم لبلاده الإنجازات لا يحتاج إلى معوقات أو مطبات اصطناعية بل يحتاج لأجواء صحية وفكر مبدع وأن يعيش الواقع.
أعتقد أن التجربة الإماراتية والتي انتجت لنا هذا الفريق الرائع يجب أن نقف عندها جميعاً دون أن نخجل أو تأخذنا العزة بالإثم فمن تجربة تستحق الدراسة والإمعان في تفاصيلها هذا إذا كنا نريد بداية صحيحة لوضع رياضي بات مؤلماً للجميع.
مرة آخرى هنيئاً لأهل الامارات وعلينا جميعاً أن نتعلم الدرسة.
محطات قصيرة
> الوقفة الاحتجاجية امام اتحاد الكرة أو المطالبة بإقالة الشيخ طلال الفهد أو اتحاد الكرة ليست هي الحل لما تعاني منه الرياضة الكويتية بكل عام وكرة القدم بشكل خاص قلناها سابقاً وسنقولها مرة آخرى صفاء النفوس من الحقد والضغينة وحب هذا الوطن والعمل يد واحدة من اجل نهضته ورقيه هو الحل ولن يحدث ذلك إلا بأن يعمل كل في مجاله فالزارع زراع والحداد حداد والصباغ صباغ والرياضي رياضي والسياسي سياسي... ؟
> شباب الأزرق: كان بالإمكان أفضل مما كان وما جعلنا في حيرة شديدة هو حالة التوهان أمام الإمارات ولو أن هذا الشيء كان متوقعاً كون الفريق الإماراتي يلعب كرة سريعة سواء في الشق الهجومي أو الدفاعي ولديه إحكام وسيطرة على امتلاك الكرة في منتصف.
> إذا كان هناك اقتناع تام بأن غوران لا يصلح لقيادة الأزرق والمشكلة كامنة في العقد المبرم مع الاتحاد هل بنقذنا احد رجال الأعمال ويعطي هذا الرجل أمواله ليرحل؟