انتهى الكلاسيكو المنتظر بين ريال مدريد وبرشلونة في سانتياغو بيرنابيو، ضمن ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، وكانت المباراة مثيرة، خاصةً في الشوط الأول حيث حصل كلا الفريقين على عدد وابل من الفرص السانحة للتسجيل، في حين تراجع أداءهما في الشوط الثاني بالنظر إلى انخفاض اللياقة البدنية عند معظم اللاعبين.
بدأ ريال مدريد المباراة بإصرار كبير على ضرب حصون برشلونة مُبكراً، إذ شهدت الدقيقة الأولى أول هجمة في المباراة من انطلاقة سريعة للنجم البرتغالي كرستيانو رونالدو على الجهة اليسرى، عندما حاول التوغل داخل منطقة الجزاء، قبل أن يتعرض لعرقلة من المدافع جيرارد بيكيه، الذي تلقى على إثرها أول بطاقة صفراء في اللقاء.
حصل النادي الملكي على ركلة حرة مباشرة من مكان قريب جداً من المرمى، صوّبها البرتغالي كرستيانو رونالدو بقوة نحو المرمى، ليتصدى لها الحارس مانويل بينتو بشجاعة ويُبعد الخطورة عن مرماه، ثم جاءت عرضية مباغتة من ميكايل إيسييان في الدقيقة الثامنة، أبعدها مجدداً بينتو إلى ركنية بصعوبة.
وبعد مرور عشر دقائق على انطلاق الشوط الأول، حاول برشلونة الدخول في أجواء المباراة، ونجح في ذلك، ليحصل على أول فرصة للتسجيل في الدقيقة الحادية عشرة، من تمريرة ساقطة ساحرة من أندريس إنييستا إلى جوردي ألبا المنطلق كالساهم، لكن تسديدته على الطائر ذهبت بعيداً عن المرمى.
وانتظر ريال مدريد حتى الدقيقة العشرين، ليعود لتهديد مرمى برشلونة، من عرضية لكريم بنزيمة في الجهة اليمنى، وصلت إلى كرستيانو رونالدو على بعد أمتار من المرمى، لكنها علته بقليل فقط، في فرصة مهمة جداً أمام مرمى الحارس مانويل بينتو.
وبعدها بدقيقة واحدة فقط، ردّ برشلونة عبر هجمة منظمة انتهت بحصوله على ركلة حرة مباشرة من مكان قريب جداً من منطقة الجزاء، نفذها بدقة عالية تشافي هيرنانديز فوق الجدار، لكنه ارتطمت بالعارضة، قبل أن ترتد ويُبعدها الدفاع من أمام المرمى.
وشهدت الدقيقة الخامسة والعشرون، وقوع المدافع البرتغالي المخضرم ريكاردو كارفاليو في الخطأ، بعد أن مرّر كرة بطيئة جداً إلى الحارس دييغو لوبيز، التقطها سيسك فابريغاس ليمرّرها بسرعة إلى تشافي هيرنانديز، الذي صوّب نحو المرمى، قبل أن ينقذها المدافع الشاب رفائيل فاران من على الخط.
ثم ردّ ريال مدريد سريعاً على هاتين الكرتين الخطيرتين من برشلونة، في الدقيقة الثامنة والعشرين، من هجمة منظمة قادها كرستيانو رونالدو، عندما مرّر كرة بالمقاس إلى زميله كريم بنزيمة داخل منطقة الجزاء، ليتوغل على الجهة اليسرى ويسدّد كرة قوية على الطائر في الشباك الخارجية.
ثم هدأت المباراة قليلاً بين الجانبين، قبل أن ينطلق ريال مدريد مجدداً في اتجاه المرمى، من هجمة منظمة قادها مسعود أوزيل بتمريرة جميلة إلى كاييخون في ظهر المدافعين، لينطلق الإسباني داخل منطقة الجزاء على الجهة اليمنى و يمرّر كرة أرضية لبنزيمة أمام المرمى، أبعدها ألفيش بصعوبة ثم اصطدم ببينتو.
ولم تشهد الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول، سوى محاولات خجولة من كلا الجانبين، وسط تألق كبير لقلوب الدفاع، خاصةً رفائيل فاران وجيرارد بيكيه اللذان شكلا سداً منيعاً أمام المهاجمين، ليعلن الحكم عن نهاية النصف الأول للمباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين.
ومع انطلاق الشوط الثاني، ومن هجمة مفاجئة لبرشلونة، حصل سيسك فابريغاس على تمريرة جميلة من جوردي ألبا، لينفرد بالحارس ويضع الكرة بسهولة على يمينه، بعد خطأ فادح ارتكبه خوسيه كاييخون بقتله مصيدة التسلّل التي أحكمها زملاءه لفابريغاس. واتضحت النرفزة على لاعبي ريال مدريد بعد دخول هذا الهدف، بعد أن تدخل الظهير الأيمن الغاني ميكايل إيسيان في حق لاعب برشلونة جوردي ألبا خلال صراعهما على الكرة، لكن الحكم احتسب خطأً لبرشلونة دون توجيه أي إنذار للاعب الملكي.
وانتظر ريال مدريد حتى الدقيقة الستين ليحصل على فرصة خطيرة، بعد سلسلة من النقلات بين لاعبيه على حدود منطقة الجزاء، لتصل الكرة إلى مايكل إيسيان على الجهة اليمنى، ليرسل عرضية جميلة جداً إلى كرستيانو رونالدو أمام المرمى، لكن البرتغالي أساء التقدير وصوّبها برأسية بمحاذاة القائم الأيمن.
ثم ردّ برشلونة في الدقيقة الثالثة والستين، من هجمة منظمة انتهت بتسديدة قوية من داني ألفيش من خارج منطقة الجزاء، تصدى لها الحارس دييغو لوبيز بصعوبة، قبل أن يُبعدها الدفاع، ثم جاءت الدقيقة السادسة والستين، لتشهد تألق بيكيه في خطف الكرة من رونالدو على بعد أمتار من المرمى بشجاعة كبيرة.
وفي الدقيقة السبعين، استغل داني ألفيش خطأً جديداً في دفاع ريال مدريد، ليتقدّم على الجهة اليمنى ويتوغل داخل منطقة الجزاء، ويمرّر كرة أرضية إلى سيسك فابريغاس الذي صوّب الكرة بقوة فوق العارضة، في فرصة حقيقية للتسجيل تضيع على برشلونة.
وبعدها بثلاث دقائق فقط، عاد برشلونة ليحصل على فرصة خطيرة أمام الحارس دييغو لوبيز، حين تلقى بيدرو رودريغيز تمريرة في العمق ضربت دفاع ريال مدريد في منتصف الملعب من هجمة مرتدة سريعة إلا أن الكناري وبعد أن تقدّم واقترب من المرمى، سدّدها بجوار القائم الأيمن بغرابة شديدة.
ومن هجمتين متتاليتين حاول ليونيل ميسي هزّ شباك ريال مدريد، لكن المدافع الفرنسي المتألق رفائيل فاران أوقفه في المرة الأولى، ثم الحارس دييغو لوبيز في المرة الثانية، لكن رد فعل النادي الملكي كان قاسياً جداً من عرضية جميلة من أوزيل إلى الفرنسي فاران الذي وضع رأسية قوية على يسار الحارس.
وبهذا الهدف المُفاجئ لريال مدريد، عادت المباراة إلى بدايتها، واشتعلت الأجواء في المدرجات بتشجيعات الحاضرين الذي احتفلوا بالهدف الرائع للمدافع الفرنسي الشاب، وبعد دقائق فقط، عاد ميسي ليحاول مرة أخرى اختراق دفاع الملوك في أكثر من مناسبة، لكنه استسلم في النهاية لمبدأ «العدد يغلب الشجاعة».
وفي الدقيقة الثامنة والثمانين، حصل برشلونة على فرصة خطيرة للتسجيل، من كرة طولية وصلت إلى جوردي ألبا في ظهر المدافعين على مشارف منطقة الجزاء، ليسدّد الكرة مباشرةً نحو المرمى، قبل أن يتصدى لها الحارس دييغو لوبيز بشجاعة ويُبعدها إلى الركنية. وشهدت الدقائق الثلاثة المضافة من الوقت بدل الضائع، بعض المحاولات لريال مدريد من الركنيات، وكاد على إثر إحداها معانقة الشباك، بعد أن أرسل أوزيل عرضية جميلة من الركنية إلى داخل منطقة الجزاء، ليرتقي لها المدافع ريكاردو كارفاليو لكن داني ألفيش كان السبّاق للكرة وأبعدها إلى خارج الملعب.
