
اشتعل الصراع بين آرسنال وليفربول على ملعب الإمارات في ختام الجولة ال24 من البريميرليغ في ظل تنافسهما على المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، حيث انتهت المقابلة بالتعادل الإيجابي 2/2، ليبقى آرسنال في المركز السادس برصيد 38 نقطة وليفربول في المركز السابع برصيد 35 نقطة.
ليفربول أنهى الشوط الأول متقدماً في النتيجة بهدف نظيف سجله هداف الفريق هذا الموسم «لويس سواريز» بعد خمس دقائق فقط من ضربة البداية لكن أداء الفريق تراجع بوضوح في الشوط الثاني حتى بعد تسجيله للهدف الثاني عن طريق هندرسون لتمكن آرسنال من تسجيل هدفين واهدار أكثر من هدف لخطف النقاط الثلاث.
سواريز استعان بمساعدة الثنائي الإنكليزي الشاب «ستوريدج وهندرسون» اللذان استغلا أخطاء فادحة من دفاع آرسنال بداية من سانيا وفيرمايلين وصولاً بلاعب الوسط الويلزي «رامسي» الذي عاد للتغطية الدفاعية لكن عودته أدت لكارثة في الدقيقة الخامسة حين فشل في ابعاد عرضية داونينغ التي ذهبت لستوريدج ليسدد الأخير ويتصدى تشيزني ليمهد الكرة لهندرسون الذي مررها مباشرة لسواريز الخالي من الرقابة ليصوبها من لمسة واحدة داخل المرمى.
ليفربول لعب في الشوط الأول بطريقة 4/3/3 عندما تكون الكرة في حوزته، وكانت تتحول الطريقة بمرونة كبيرة ل4/4/1/1 وقت خسارتهم للكرة ما منحهم فرص عدة لشن الهجمات المضادة بقيادة الثلاثي السريع «دوانينغ، سواريز وستوريدج» والذين حصلوا على كثير من التمريرات المنضبطة من جيرارد وهندرسون.
ومع تألق وسط وهجوم ليفربول ساهمت الأخطاء الدفاعية المتكررة من ظهيري آرسنال «سانيا وسانتوس» في ظهور الزوار في أبهى وأحلى صورة، فقد كادوا يسجلون هدفين إضافيين بواسطة «ستوريدج» عندما حصل على تمريرة طولية ممتازة من سواريز في الدقيقة 10 من قبل منتصف الملعب لينفرد لكن تسديدته ذهبت جوار القائم الأيمن بياردة، وبعدها بثوان معدودة سقط الحارس «تشيزني» في خطأ فادح حين أراد مراوغة ستوريدج داخل المنطقة لتقص منه الكرة لكن سوء استثمار لاعب تشيلسي السابق أضاع هدف قتل اللعبة على أصحاب الضيافة.
وذاد الحارس الدولي الإسباني «بيبي رينا» عن مرماه ببراعة بالتصدي لكل محاولات المدفعجية، بإبعاده لهدفين مُحققين من ثيو والكوت، الفرصة الأولى من على الطرف الأيمن باستلام وترويض رائعين للدولي الإنكليزي ثم تصويب قوي في الزاوية الضيقة لكن رينا حولها لركنية بحنكة كبيرة، وفي الفرصة الثانية وضع ثيو والكوت تصويبة مقوسة من الجهة اليسرى ذهبت على أقصى الزاوية اليمنى، ارتمى عليها رينا برشاقة لا تصدق ليخمد الهجمة.
ليفربول رد على سلسلة محاولات آرسنال لتسجيل هدف التعديل بإحرازه لهدف التقدم عن طريق الإنكليزي الشاب «جوردون هندرسون» في الدقيقة 60 بعد مراوغة جميلة لآندريه سانتوس وميرتساكر في لعبة واحدة قبل تصويب قوي في المرمى ليتصدى «تشيزني» وترتد مرة آخرى لهندرسون في غياب رقابة فيرمايلين ليضعها في الشباك الفارغة، لتنفجر الفرحة في مدرجات ليفربول الذين اعتقدوا انهم بذلك قتلوا المباراة وانهوها لصالحهم قبل 30 دقيقة من صافرة النهاية.
لكن آرسنال كان له رأي آخر بتسجيله هدفين متتاليين حملا توقيع الفرنسي «آوليفيه جيرو وثيو والكوت» في الدقيقتين 64 و67.
جيرو تلقى في الدقيقة 64 عرضية رائعة من ركلة حرة غير مباشرة نفذها جاك ويلشير، ليحولها برأسه قوية وصعبة على أقصى يمين بيبي رينا الذي حاول لكن دون جدوى.
وواصل جيرو تألقه لكن هذه المرة على صعيد التمرير البيني داخل منطقة جزاء ليفربول، بوضعه لتمريرة سحرية لثيو والكوت في الدقيقة 67 ليصوبها الإنكليزي مباشرة وقوية من أقصى اليسار إلى أقصى يمين رينا الذي لم يحرك لها ساكناً من المفاجأة ليتعادل المدفعجية وتشتعل المقابلة.
آرسنال كاد يسجل هدف الفوز في أكثر من مناسبة بعد تمكنه من قلب الطاولة، فقد أطلق والكوت تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 70 ذهبت جوار القائم الأيمن بياردة واحدة، وفي الدقيقة 82 حصل «كاثورلا» على فرصة محققة لصناعة هدف الفوز لبودولسكي أو جيرو لكنه فضل التسديد من زاوية ضيقة للغاية لتمر الكرة من جوار القائم الأيسر غريبة.
وعلى جانب اخر أعاد مانشستر يونايتد فارق النقاط السبع بينه وبين غريمه المان سيتي، بعد فوزه بشق الأنفس على ضيفه ساوثهمبتون بهدفين مقابل هدف في اللقاء الختامي للجولة الرابعة والعشرين الذي جرى على ملعب أولد ترافورد، ليرفع شياطين مانشستر رصيد نقاطهم لـ59 نقطة في الصدارة، أما القديسين فقد تجمد رصيدهم عند 23 نقطة وفي المركز الـسادس عشر.
أشعل الفريق الضيف المباراة منذ الدقيقة الثانية التي شهدت تقدمه بأولى الأهداف، وجاء الهدف إثر هفوة من كاريك الذي أعاد الكرة بالخطأ لحارسه دي خيا الذي خرج متأخراً هو الآخر، لينقض عليها جاي رودريجز ويتلاعب بالحارس، وفي الأخير أودعها بسهولة في المرمى الخالي، ليهيمن الصمت على مدرجات مسرح الأحلام من ذهول الجماهير التي لا تُصدق سيناريو الهدف «الهدية».
ولم تمر سوى خمس دقائق، وجاء الرد السريع من روني الذي تلقى تمريرة حريرية من زميله الياباني «كاجاوا»، على إثرها ضرب مصيدة التسلل ومن ثم شق طريقه داخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية عجز الحارس بوروتش على التصدي لها، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر بعد مرور سبع دقائق فقط.
وفي ظل هيمنة الشياطين على مجريات الأمور، وضح للجميع بأن هدفهم الثاني بات يُطبخ على نار هادئة، وبالفعل شهدت الدقيقة 17 هدف التقدم عن طريق عرضية أرسلها روبنهود على رأس المتقدم للأمام «إيفرا» الذي هيأها برأسه للخالي من الرقابة والمتواجد أمام الشباك الخالية من الحارس «واين روني» ليرسلها سهلة في الشباك وسط حراسة دفاع القديسين الذي لعب على مصيدة التسلل.
وأهدر ويلبيك فرصة تأمين النتيجة بثالث الأهداف حين تلاعب بيوشيدا في منتصف منطقة الجزاء، ومن ثم سدد بقدمه اليسرى برعونة مبالغ فيها في جسد الحارس بوروتش، لتضيع الفرصة المؤكد وبعدها تراجع الأداء وانحصر اللعب من كلا الفريقين في منتصف الملعب إلى أن انتهى اللقاء بتقدم المحليين بهدفين مقابل هدف.
وفي مباراة درامية في لحظاتها الأخيرة، سجل ريدينغ هدفين في الوقت القاتل انتزع بهما تعادلاً مثيرًا أمام ضيفه تشيلسي .
وكان تشيلسي متقدمًا بهدفين نظيفين عبر خوان ماتا وفرانك لامبارد حتى الدقيقة 88، لكن البديل لي فوندري استطاع تسجيل هدفين انتزع بهما لفريقه نقطة ثمينة، وجعل مهمة النادي اللندني في المنافسة على لقب البريميرليغ «شبه مستحيلة».