
لم يُفوت نابولي فرصة التقدم ومشاركة اليوفنتوس صدارة السيريا آ بعدما نجح في فعل ذلك بالتغلب على ضيفه كاتانيا في ملعب سان باولو بهدفين دون رد أحرزهما ماريك هامسيك وباولو كانافارو في الشوط الأول.
نابولي دخل اللقاء باحثًا عن انتصار يصعد به لصدارة البطولة بالمشاركة مع اليوفنتوس، فيما بحث المدرب رولاند ماران عن انتصاره سيدخله ولاعبيه التاريخ لأنه سيكون الرابع للفريق على التوالي في البطولة وهو أمر لم يحدث من قبل.
على صعيد التشكيل، دخل والتر مادزاري اللقاء دون مدافعين بريتوس وكامبانيارو للإيقاف وجناحه الأيمن مادجيو للإصابة وهو ما منح الفرصة لجرافا لأن يخوض مباراته الأولى كأساسي مع الفريق في الموسم الحالي وتواجد بجانبه جامبيريني والقائد كانافارو في مباراته الـ259 ليعادل الرقم الخاص بالأسطورة مارادونا فيما لعب ميستو في الجانب الأيمن وتواجد أرميرو على مقاعد البدلاء ومعه بشكل مفاجئ إنلير، أما كاتانيا فقد غاب عنه الثنائي كاسترو وألفاريز للإيقاف لكنه استعاد الثنائي بيرجيسيو ولودي، وتواجد أيضًا المدافع البديل رولين بدلًا من المصاب بالإنفلونزا «ليجروتالي» ويبقى الأهم للفريق تواجد الجناحين المهاجمين الخطيرين بارينتوس وجوميز في مقدمة الهجوم.
بداية المباراة في ملعب سان باولو كانت قوية جدًا من جانب الضيوف بفرصة أولى بعد 15 ثانية فقط عبر جوران بانديف لكن تسديدته الأخيرة جاءت أعلى المرمى، لتهدأ المباراة بعد ذلك رغم أفضلية نابولي النسبية لكن دون فرص حقيقية ومع انحصار كامل للكرة في وسط الملعب.
الفرصة الأولى الحقيقية في اللقاء جاءت في الدقيقة 31 وأسفرت عن الهدف الأول لصالح نابولي وأحرزه ماريك هامسيك بعد استغلاله تمريرة عرضية نفذها خوان كاميلو زونيجا وتغير اتجاهها من دفاع كاتانيا لتجد السلوفاكي الجاهز لإرسال الكرة للمرمى.
كاتانيا رد سريعًا على هدف نابولي بمحاولة انتهت إلى ركنية نُفذت تمريرة عرضية ولكن زونيجا أبعد الكرة باستلام استخدم به يده وقد طالب لاعبو كاتانيا بركلة جزاء لكن الحكم لم يحتسب شيئاً، وقد ارتدت الهجمة سريعًا لصالح أصحاب الملعب لتنتهي بركلة ثابتة نفذها إيدنسون كافاني قوية ومتقنة لكن العارضة تصدت لها لتعيدها إلى الملعب وتحول دون ارتفاع الفارق إلى هدفين.
المباراة باتت أجمل وأكثر إثارة في الربع ساعة الأخيرة وكذلك أكثر توتر وعصبية وقد دخل مجموعة كبيرة من لاعبي الفريقين في مشاجرة عند الدقيقة الـ40 لكنها انتهت بخسائر محدودة اقتصرت على بطاقة صفراء لمدافع نابولي «جيانلوكا جرافا» كونه من بدأ التوتر، من ثم سنحت أغلى فرص الشوط لأفيال صقلية بعد تمريرة وضعت الجناح بارينتوس وجهًا لوجه مع دي سانتيس ومرماه لكنه سدد إلى خارج المرمى بغرابة.
الشوط كان في طريقه للنهاية بالهدف الوحيد إلا أن ركلة ركنية أخطأ دفاع كاتانيا في إخراجها جعل الكرة تصل إلى هامسيك ليمرر تمريرة عرضية ممتازة يتقدم لها المدافع كانافارو ويُسجل الهدف الثاني ليحتفل بأفضل شكل بمباراته الـ259 بقميص البارتينوبي ويُنهي الشوط بتقدم فريقه بهدفين دون رد.
كاتانيا بدأ الشوط الثاني بقوة ورغبة هجومية لتقليل الفارق ثم محاولة الوصول للتعادل، وقد أحرز الفريق هدفه الأول في الدقيقة 48 لكن قرار الحكم أوقف فرحة صاحبه جونزالو بيرجيسيو لوجود خطأ ضده لصالح مدافع نابولي زونيجا، وقد أيدت الإعادة التلفزية قرار الحكم.
الفريق الضيف كان الطرف الأفضل في الشوط الثاني وقد استحوذ على الكرة وبادر بالهجوم فيما احترم أصحاب الملعب تلك الرغبة وفضلوا اتباع أسلوب الدفاع الإيجابي بالتكتل في نصف ملعبهم وتنظيم دفاعهم مع محاولة تنفيذ هجمات مرتدة سريعة بعد استخلاص الكرة بانطلاقات الثلاثي هامسيك وكافاني وبانديف، وقد كان إل ماتادور أن يستغل إحدى الفرص وتحديدًا تمريرة عرضية ممتازة من ميستو في الجانب الأيمن لكن رأسيته مرت بجانب القائم بعد 63 دقيقة من اللعب.
فرانشيسكو لودي استعرض قدراته في تنفيذ الركلات الثابتة حين سدد كرة متقنة وممتازة في الدقيقة 66 لكن دي سانتيس رد عليه باستعراض قدراته في التصدي لمثل تلك التسديدات، ويُمكن القول أن تلك الفرصة استفزت لاعبي نابولي مما جعلهم يتقدمون أكثر للأمام خلال الدقائق التالية لتخفيف الضغظ على مرماهم لكن أيضًا لم يتمكنوا من خلق فرص خطيرة باستثناء محاولة مرتدة لم يتخذ خلالها هامسيك القرار السليم بالتمرير إلى كافاني بعدما فضل دزيمايلي.
المدربان أجريا عدة تغييرات لإنعاش فريقيهما، فخرج الثلاثي بيهرامي وهامسيك وزونيجا وشارك إنلير وإنسينيي والوافد الجديد بابلو أرميرو، فيما أخرج المدرب ماران لاعب وسطه ألميرون وأشرك بياجيانتي بهدف تعزيز الهجوم.
تلك التغييرات أعادت الأفضلية على ملعب سان باولو لصالح أصحابه بعدما بدا أن الإرهاق قد نال من لاعبي كاتانيا خاصة في المنظومة الهجومية، وقد كاد كافاني أن يُسجل هدفه الـ19 في البطولة بجهد فردي ممتاز لكنه وبعد تخطي أكثر من مدافع فشل في التسديد بشكل جيد.
الدقائق الأخيرة من المباراة مرت دون الكثير من الأحداث، إذ نجح نابولي في قيادة المباراة بأمان نحو صافرة النهاية خاصة أن ملامح الاستسلام ظهرت بوضوح على منافسه بعدما فشل في تقليل الفارق وبالتالي استحالة العودة لصقلية بأي نقطة.
الانتصار وهو الـ15 لنابولي هذا الموسم رفع رصيد الفريق إلى 49 نقطة تضعه في المركز الثاني بفارق الأهداف فقط عن اليوفنتوس في الأول، فيما توقف رصيد كاتانيا عند النقطة الـ35 في المركز السابع.