
يتأهب فريق ريال مدريد الإسباني لخوض القمة المرتقبة امام مانشستر يونايتد الإنكليزي بمعقله سانتياغو برنابيو اليوم في ذهاب دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا بصفوف مكتملة، باستثناء القائد وحارس المرمى إيكر كاسياس الذي سيعوض غيابه الصفقة الجديدة دييغو لوبيز.
وقدم لوبيز أداءا مميزا في المباريات الثلاثة التي خاضها منذ التعاقد معه، ولا سيما في مباراته الافتتاحية في كلاسيكو ذهاب نصف نهائي كأس الملك «1-1»، وتلاها مباراتان في الليغا امام غرناطة، التي خسرها الريال 0-1 بهدف ذاتي من النجم الأبرز البرتغالي كريستيانو رونالدو دون أن يختبر بها، وأخرى امام فريقه السابق إشبيلية وانتهت بالفوز 4-1.
ورغم عدم تحلي لوبيز بالخبرة القارية، الا أنه يبدو الخيار الأمثل في ظل المخاوف من المستوى المهتز للبديل أنطونيو أدان.
واسترد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو صخرة دفاعه ومواطنه بيبي بعد اكتمال تعافيه من إصابة بالكاحل أبعدته عن المستطيل الأخضر منذ شهر تقريبا، وحتى لو فضل إبقائه على مقاعد الاحتياط، فإنه يملك مدافعا شابا ومتألقا، هو الفرنسي رافائيل فاران، صاحب هدف التعادل امام البرشا ورجل الكلاسيكو الاخير.
كما تجاوز فاران إصابة خفيفة أبعدته عن أول مباراة رسمية مع منتخب فرنسا الأول امام ألمانيا الاسبوع الماضي.
وكذلك اكتمل شفاء الظهير الأيسر مارسيلو منذ فترة، غير أن المرجح أن يعتمد مورينيو على مواطنه الآخر فابيو كوينتراو الذي يبدو أكثر جاهزية من الناحية البدنية.
ومما زاد الغموض حول موقف مارسيلو، التصريحات الاخيرة للمدرب المساعد أيتور كارانكا حين برر غيابه في المباريات الاخيرة بوجود «من هم أفضل منه»، في إشارة الى كوينتراو، أو الإسباني الدولي ألبارو أربيلوا القادر على تغيير مركزه من الرواق الأيمن للأيسر.
لذا فإن الأقرب للمنطق أن يبدأ مواجهة «الشياطين الحمر» لوبيز كحارس للعرين، وأمامه سرخيو راموس وفاران كقلبي دفاع، وأربيلوا وكوينتراو كظهيرين أيمن وأيسر على الترتيب.
وبات في حكم المؤكد أن يبدأ اللقاء ايضا الإسباني تشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة كمحوري ارتكاز، وقد منحهما مورينيو الراحة الكافية في الجولة الماضية من الليغا للاستعداد لتلك المعمعة، كما حضّر بديلين لهما الغاني مايكل إيسيان والكرواتي لوكا مودريتش.
أما في الشق الهجومي، فلا غنى عن كريستيانو رونالدو كجناح أيسر، وهي مواجهة شديدة الخصوصية لـ«صاروخ مدريد» الذي سيعود للالتقاء بفريقه السابق وبأبيه الروحي السير أليكس فيرغسون.
ويتحضر الألماني مسعود أوزيل للقيام بمهام صانع الالعاب خلف رأس الحربة الذي يرجح أن يكون الفرنسي كريم بنزيمة.
ويبقى الشك محيطا بالجناح الأيمن، حيث تشير تقارير الى عدم رضا مورينيو عن أداء الأرجنتيني أنخل دي ماريا، ورغم ذلك يبدو الأقرب لهذا المركز من خوسيه كاييخون، مع إمكانية اللجوء للبرازيلي ريكاردو كاكا وإن كان احتمالا ضئيلا.
يذكر أن موقعة الإياب ستقام في الخامس من مارس بـ«مسرح الاحلام» أولد ترافورد، وقبلها سيخوض الأبيض الملكي إياب قبل نهائي الكأس امام غريمه اللدود برشلونة بعقر داره في كامب نو في الـ26 من فبراير الجاري.
وبالعودة للمواجهة ولكن من منظور مختلف، فإنه منذ اخر مرة التقى فيها ريال مدريد مع مانشستر يونايتد حين فاز 6-5 في مجموع مباراتي الذهاب والاياب في دور الثمانية بدوري أبطال اوروبا لكرة القدم انزل النادي الاسباني هزيمة منكرة بمنافسه الانكليزي في المجال المالي.
وتصدر يونايتد ترتيب الدوري المالي الخاص بشركة ديلويت للاستشارات لثماني سنوات بين 1997 و2004. وتقدم بطل اسبانيا بعد ذلك وتصدر قائمة الدخل السنوي منذ ذلك الحين.
واصبح ريال اول ناد يتجاوز حاجز 500 مليون يورو «669 مليون دولار» في الايرادات الموسم الماضي وفقا لاخر ترتيب نشرته ديلويت الشهر الماضي.
وتتفوق ايراداته البالغة 513 مليون يورو على غريمه الاسباني برشلونة الذي حل ثانيا بايرادات بلغت 483 مليون يورو وجاء يونايتد في المركز الثالث بفارق كبير عند 396 مليون يورو.
واستخدم ريال جزءا كبيرا من تلك الايرادات لتدعيم قائمة لاعبيه وتضمن ذلك التعاقد مع المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من يونايتد عام 2009 في صفقة قياسية بلغت 94 مليون يورو.
ووفقا لاخر مراجعة لانتقالات اللاعبين نشرتها برايم تايم سبورت انفق ريال 428 مليون يورو على اللاعبين خلال المواسم الاربعة الماضية وهو ما يزيد بأكثر من الضعف على يونايتد الذي انفق 193 مليون يورو.
وبينما فشل يونايتد في مجاراة سرعة نمو ايرادات ريال في السنوات الاخيرة نجح النادي الانكليزي في ابرام صفقة قيمتها 559 مليون دولار مع جنرال موتورز لوضع علامة شيفروليه التجارية على قميص الفريق لسبع سنوات بدءا من موسم 2014-2015.
ويستطيع يونايتد بذلك وبالاضافة الى النجاح في الملعب في البطولات المحلية والقارية ان ينافس ريال وبرشلونة - اللذين يجنيان أكثر بكثير من منافسهما الانكليزي من خلال حقوق البث التلفزيوني - على المراكز الاولى مجددا في المستقبل وفقا لديلويت.