
تدخل بطولة دوري أبطال أوروبا منعطفاً حاسماً اليوم مع إستكمال مواجهات الإياب بدور الستة عشر للبطولة والتي سترسم معالم دور الثمانية للبطولة الأقوى في العالم بين بطولات الأندية.
وتقام اليوم مواجهتان ،تجمع الأولى بين اليوفنتوس الإيطالي وسيلتيك الأسكتلندي ،بينما يلتقي في الثانية باريس سان جيرمان الفرنسي وفالنسيا الإسباني.
مواجهة محسومة عملياً
يدخل اليوفنتوس مواجهة محسومة عملياً اليوم عندما يستضيف سيلتيك على ملعب يوفنتوس أرينا ،ويدخل أبناء السيدة العجوز هذه المواجهة وفي جعبتهم ثلاثة أهداف غالية أحرزوها في الأياب تجعل البطل الأسكتلندي في حاجة إلى معجزة كي يواصل مشواره.
ويتصدر يوفنتوس الدوري الايطالي متقدما بست نقاط على نابولي بعد التعادل في المواجهة التي جمعت بينهما الجمعة الماضي ،وتبدو الفرصة سانحة للبطل الإيطالي من أجل إستعادة أمجاد الماضي والتأهل لدور الثمانية لأول مرة منذ عام 2006.
سيلتيك يدخل المواجهة وليس هناك شيئاً يبكي عليه ويبدو موقفه صعباً للغاية في مواصلة مشواره بعد أن توقع له الجميع أن يصل إلى أبعد نقطة في البطولة عقب أدائه الجيد في دوري المجموعات ونجاحه في تحقيق الفوز على برشلونة.
ولكن على الجانب الاخر قد يلتمس العذر لاندريا بيرلو صانع لعب يوفنتوس في وجود نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005 في ذهنه عندما يدخل الفريق الإيطالي مباراة الإياب في دور الستة عشر ضد سيلتيك وهو متقدم 3 - صفر.
وكان بيرلو ضمن صفوف ميلان المصدوم الذي أهدر تقدمه 3 - صفر في الشوط الاول ضد ليفربول قبل أن يخسر بركلات الترجيح في واحدة من أكثر المباريات النهائية الأوروبية إثارة في التاريخ.
ويحتاج سيلتيك - الذي خسر 3 - صفر على أرضه - إلى وضع حد لمسيرة من 17 مباراة متتالية خالية من الهزيمة ليوفنتوس على ملعبه أوروبياً وإعادة كتابة سجلات التاريخ في دوري أبطال أوروبا عندما يحل ضيفاً على بطل إيطاليا لكن بيرلو - الفائز بكأس العالم 2006 مع إيطاليا - على دراية بكل شيء.
وقال بيرلو «33 عاماً» لصحيفة «ديلي ريكورد الاسكتلندية» بعد مباراة الذهاب «أنا موجود في كرة القدم منذ فترة طويلة تكفي لأعلم أن المعجزات تحدث، لا زلت أتذكر نهائي دوري الأبطال ضد ليفربول.»
وأضاف «ليفربول سجل ثلاثة أهداف في شوط واحد بينما يمتلك سيلتيك مباراة كاملة، سيكون من الخطورة اعتبار أننا فزنا بالمواجهة.»
ويستطيع الفريق الاسكتلندي الحصول على الإلهام من كأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية حيث حقق أميركا المكسيكي انتصاراً تاريخياً على فلامنغو البرازيلي في استاد ماراكانا منذ خمسة أعوام.
وبعد خسارته في لقاء الذهاب 4-2 اسكت الفريق المكسيكي الجماهير في الاستاد الشهير حين فاز 3-صفر في واحدة من أكبر الهزائم المذلة في تاريخ فلامنغو.
لكن نظرة سريعة على احصاءات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ستوضح جسامة المهمة التي تواجه سيلتيك في استاد يوفنتوس.
وعوض فريقان فقط خسارتهما في لقاء الذهاب على ملعبيهما ليفوزا بالمواجهة في أدوار خروج المهزوم بدوري أبطال أوروبا منذ بدء البطولة بشكلها الحالي قبل 21 عاماً.
وفعلها انتر ميلان منذ موسمين عندما خسر 1-صفر على أرضه أمام بايرن ميونيخ لكنه فاز 3-2 خارج ملعبه ليتأهل بقاعدة الهدف خارج الأرض وقام اياكس امستردام بانتفاضة مماثلة ضد باناثينايكوس في موسم 1995-1996.
ومثل انتر ميلان كان على الفريق الهولندي تعويض خسارة بفارق هدف واحد مقارنة بثلاثة أهداف أمام سيلتيك.
وإذا لم يكن ذلك كافياً فأن سيلتيك سيواجه فريقاً لم يخسر في أي بطولة أوروبية منذ ثلاث سنوات عندما انهزم 4-1 أمام فولهام في كأس الأندية الأوروبية.
وخرج يوفنتوس من كأس الأندية الأوروبية في الموسم التالي بدون أن يخسر أي من مبارياته العشر ويخلو سجله من الهزيمة في سبع مباريات بالبطولة الحالية.
ولا يترك متصدر دوري الدرجة الأولى الإيطالي أي شيء للصدفة رغم أن المدرب انطونيو كونتي قد يستجيب لإغراء إراحة ارتورو فيدال وستيفان ليختشتاينر وكلاوديو ماركيزيو وفي رصيد كل منهم بطاقة صفراء.
وخالف جيورجيو كيليني مدافع يوفنتوس التقليد المتبع برفض الحديث عن منافسين محتملين في الأدوار التالية بقوله إنه يرغب في تفادي مواجهة بورتو في دور الثمانية.
وقال «إنه فريق مغمور لكنه قادر على أي شيء لأنه يمتلك لاعبين لهم قيمة رائعة، لكني اعتقد حقاً أن كرة القدم الإيطالية تستطيع الذهاب بعيداً في أوروبا.»
وسيلعب سيلتيك بدون القائد سكوت براون الذي يعاني من إصابة في الفخذ وسينضم إليه في قائمة الغائبين المدافع ميكائيل لوستيغ المصاب أيضا.
واستعد سيلتيك للمباراة بالفوز 2-1 على سانت ميرين في كأس اسكتلندا.
مخاوف فرنسية وطموحات إسبانية
يستضيف باريس سان جيرمان اليوم فالنسيا الإسباني في مواجهة محفوفة بالمخاطر على ملعب الأمراء بالعاصمة الفرنسية ،وذلك على الرغم من الفوز الثمين الذي حققه الفريق الباريسي في الذهاب بالمستايا بنتيجة 2-1.
وأثارت هزيمة سان جيرمان مؤخراً في الدوري المحلي أمام ستاد رينس الذي يصارع الهبوط بهدف نظيف الكثير من القلق قبل مواجهة فالنسيا خاصة وأن هذ المواجهة ستشهد غياب لاعب الوسط فيراتي للايقاف إلى جانب الغياب الأبرز للمهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش بعد طرده في لقاء الذهاب.
ويتوقع أن يسجل ديفيد بيكهام ظهوره الأول في البطولة بعد إنتقاله لصفوف باريس سان جيرمان لتعويض غياب فيراتي في الوسط .
في الوقت ذاته يدخل فالنسيا اللقاء بطموحات كبيرة لتعويض نتيجة الذهاب وإن كان الفريق يتعرض لنقص كبير في صفوفه خاصة على مستوى الدفاع ،حيث تحوم الشكوك حول مشاركة ريكاردو كوستا بعد خروجه من مران الأمس ،إلى جانب عدم وضوح موقف عادل رامي .
ويتحتم على خفافيش فالنسيا الفوز بهدفين أو معادلة نتيجة لقاء الذهاب كي تكون له فرصة في مواصلة المشوار .