
سيتحتم على فريق برشلونة بذل جهد مضاعف عن الذي قدمه في ملعب سان سيرو إذا أراد تفادي الخروج من بطولة دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 للمرة الأولى منذ 6 سنوات وذلك عندما يستضيف فريق اي سي ميلان الإيطالي.
ورغم قوة وهيمنة البرشا على ملعبه في الكامب نو، إلا أنه يمر بأصعب فتراته الموسم الحالي في ظل استمرار غياب مديره الفني تيتو فيلانوفا، وتولي المدرب المساعد رورا مسؤولية توجيه اللاعبين وتدريبهم.
وستتجه أنظار محبي كرة القدم بشكل عام إلى معقل البلوغرانا حيث يحل العملاق الإيطالي ضيفا على نظيره الأسباني اليوم بعدما حقق فوزا ثمينا بهدفين نظيفين على ملعب سان سيرو في مباراة الذهاب.
ولا تعد النتيجة هي العقبة الأساسية أمام فريق بحجم البرشا عندما يخوض مباراة على ملعبه، حيث سبق وأن تغلب على فرق كبيرة سواء أوروبيا أو محليا بثلاثة أهداف أو أكثر مثل ارسنال «4-1»، و ريال مدريد «5-0»، لكن العقبة الأساسية هي أداء الفريق الكتالوني الذي لم يعد مقنعا رغم تصدره الدوري الأسباني بفارق كبير عن الريال.
فقد عانى برشلونة أشد المعاناة في مباراة الذهاب أمام «الروسونيري» ويكفي القول أنه لم يصنع ولو فرصة خطيرة وحيدة على مرمى الحارس ابياتي، بالإضافة إلى أن نجمه ليونيل ميسي لم يسدد ولو مرة وحيدة على مرمى أصحاب الأرض، بل ولم يلمس الكرة داخل منطقة الجزاء سوى مرة وحيدة فقط.
وما يزيد من معاناة البرشا النفسية هو خسارته مرتين متتاليتين أمام الغريم ريال مدريد في كلاسيكو الكأس والدوري، وفشله في الحفاظ على لقبه في البطولة الأولى، وفي المباراتين ظهر البرشا شاحبا لا يشكل رعبا لمنافسيه، خاصة في مباراة الكأس التي فاز بها ريال مدريد بثلاثة أهداف لهدف في الكامب نو.
ويتعين على البلوغرانا إيجاد حل «فعّال» لصلابة الدفاع الإيطالي الذي لم يرتكب أي أخطاء في مباراة الذهاب، ونجح في الحفاظ على شباكه نظيفة ليصعب من مهمة أصحاب الأرض في لقاء العودة ويقترب نظريا من التأهل لدور الثمانية.
ولم يتذوق برشلونة مرارة توديع بطولة دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 طوال الحقبة التي تولى فيها غوارديولا تدريب الفريق الكتالوني، وكانت المرة الأخيرة التي فشل فيها البرشا من التأهل لدور الثمانية في موسم 2006-2007 عندما تعثر أمام ليفربول الانكليزي بالخسارة على ملعبه بهدفين لهدف، بعد فوزه في انكلترا بهدف وحيد. وللمفارقة، كانت هذه هي المرة الأخيرة التي يتوج فيها فريق اي سي ميلان الإيطالي بالبطولة!
في المقابل، يملك ميلان العديد من الدوافع التي تحفزه للإجهاز على البرشا وإقصائه من البطولة، أولها هو الثأر لهزيمته الموسم الماضي على ملعب الكامب نو بثلاثة أهداف لهدف، سجلهم ميسي «ركلتي جزاء»، وانييستا ليودع الروسونيري البطولة من دور الثمانية.
ومن بين دوافع ميلان لتجنب الخسارة، هو تصحيح الصورة السيئة التي قدمها الموسم الماضي في نفس الدور من البطولة، بعدما تغلب على منافسه الانكليزي بأربعة أهداف نظيفة في ملعب سان سيرو في مباراة الذهاب، قبل أن يخسر بثلاثية نظيفة في مباراة الإياب على ملعب الإمارات، بل واستقبلت شباكه الأهداف الثلاثة في الشوط الأول من المباراة وكان على وشك الخروج من البطولة، لولا اهدار لاعبي «الغانرز» العديد من الفرص طوال الشوط الثاني.
ويبدو أن ماسيميليانو اليغيري قد استوعب درس ارسنال الموسم الماضي، ويرغب في إثبات قوته أمام البرشا مجددا، وفتح الطريق أمام لاعبيه للتأهل لدور الثمانية وتعزيز حلم المنافسة على لقب البطولة التي لم يتوج بها منذ 6 سنوات.
وسيسعى اليغيري مجددا إلى اقتفاء أثر «الاستثنائي» جوزيه مورينيو الذي هزم البرشا مرتين في أقل من أسبوع، منها مباراة على ملعب الكامب نو بنتيجة 3-1. وكان اليغيري قد اعتمد في مباراة الذهاب على خطة مشابهة لتلك التي طبقها مورينيو عام 2010 عندما قاد انتر ميلان لإقصاء برشلونة من الدور قبل النهائي للبطولة.
ولن يشكل غياب بالوتيللي مشكلة كبيرة لميلان كونه لم يشارك في مباراة الذهاب، لكن الفريق الإيطالي سيفتقد مهاجمه باتزيني أمام البرشا، وسيعتمد بشكل أكبر على نجمه ستيفان شعراوي.