
دشن المنتخب البرازيلي مشاركته في كأس القارات وحقق أول فوز رسمي له منذ ما يقرب من عامين، بفوز مهم للغاية على المنتخب الياباني بثلاثية في المباراة الافتتاحية للبطولة التي أقيمت على ملعب ماني جارينشا بالعاصمة البرازيلية.
افتتح نيمار أهداف اللقاء والبطولة في الدقيقة 3،وأضاف باولينيو الهدف الثاني في الدقيقة 48، وأحرز البديل جو الهدف الثالث في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.
قدم المنتخب البرازيلي مباراة مقنعة إلى حد كبير، وإن كانت غير كفيلة للحكم على مستوى الفريق بصورة عامة خاصة بعد الشكوك التي حامت حول أداء السامبا في الآونة الأخيرة.
لم يظهر المنتخب الياباني بالشكل الجيد الذي يتناسب مع كونه بطل آسيا وكونه أول المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، ووقف الفريق عاجزاً عن مجاراة البرازيليين وافتقد سرعته ولياقته ليقدم مواجهة تعد الأسوأ له منذ فترة.
وكانت أخر مباراة رسمية فاز فيها المنتخب البرازيلي يوم 14 يوليو 2011 في بطولة كوبا أمريكا، قبل أن يخسر بركلات الترجيح بعدها بثلاثة أيام من باراغواي ويودع البطولة من دور الثمانية، ومنذ هذا اليوم اكتفى الفريق بخوض مواجهات ودية نظراً لاستضافته مونديال 2014.
دخل سكولاري المواجهة بطريقة 4-2-3-1 بتشكيل يغلب عليه الطابع الهجومي، فدفع بالرباعي مارسيلو و ديفيد لويز وتياغو سيلفا وداني ألفيش في الدفاع، واعتمد على الثنائي لويس جوستافو وباولينيو كمحوري إرتكاز أمامهما الثلاثي هالك ونيمار وأوسكار، بينما شغل فريد مركز رأس الحربة.
اعتمد الإيطالي زاكيروني على نفس الطريقة التي دخلت بها البرازيل لكن مع تكليف ثلاثي الأمام ببعض الواجبات الدفاعية، وتكفل الرباعي أتسوتو يوشيدا و مايا يوشيدا وياسويوكي كونو وناغاتومو بمهام الدفاع عن مرمى الساموراي ،ودفع بالثنائي ماكوتو هاسيبي وياسيهوتو إندو كمحوري إرتكاز أمامهم الثلاثي الهجومي المكلف بواجبات دفاعية هيروشي كيوتاكي وكيسوكي هوندا وشينجي كاجاوا، واعتمد على شينجي أوكازاكي كرأس حربة وحيد.
بدا الإرتباك واضحاً على لاعبي اليابان في بداية اللقاء كنتيجة للعب أمام البرازيل في عقر دارهم وأمام جماهير تحرك الحجر، وعلى العكس دخل نجوم السامبا اللقاء بثقة كبيرة وسيطرة على منطقة الوسط.
لم ينتظر البرازيليون كثيراً كي يترجموا هذه البداية لهدف رائع قبل أن تمر الدقيقة الثالثة عندما هيأ فريد الكرة بصدره على حدود منطقة الجزاء لنيمار ليطلق صاروخ لا يصد ولايرد شق طريقه نحو الشباك اليابانية.
حاصر الثلاثي هالك ونيمار وأوسكار محاربو السامواري في منطقة وسط ملعبهم وساعدهم على ذلك الثنائي جوستافو وباولينيو إلى جانب الإنطلاقات المتعددة لألفيش ومارسيلو، ولكن ورغم كل هذا الحصار لم تكن هناك فرص تذكر على مرمى كواشيما وذلك بسبب افتقاد الفريق لعقل مفكر يقود الفريق ويترجم هذه السيطرة لفرص.
الضغط البرازيلي من كافة مناطق الملعب حرم هوندا وكيوتاكي وكاجاوا من القيام بمهامهم الهجومية ولم تكن هناك خطورة تذكر على سيزار حارس البرازيل باستثناء تسديدات هوندا القوية التي أزعجت الدفاع الأصفر.
تبادل هالك وأوسكار مركزيهما كجناحين أحدهما في اليمين والأخر في اليسار الأمر الذي شكل صعوبة كبيرة على الدفاع الياباني لفرض رقابة عليهما، وفي الدقيقة 21 ظهر هالك في الجبهة اليسرى المفضلة لديه وأرسل كرة عرضية كاد أن يحولها يوشيدا في مرماه.
نجح المنتخب الياباني في الحد كثيراً من الخطورة البرازيلية عما كانت عليه في بداية اللقاء،لكنه لم ينجح في تطوير الهجوم بشكل فعال، والغريب أن الفريق إفتقد أهم ما يميزه كفريق وهو السرعة وفشل في نقل الهجمات من الخلف للأمام بالصورة المطلوبة.
أحرز نيمار الهدف واختفى تماماً عن الأنظار بعد ذلك في وقت بذل فيه هالك وفريد مجهوداً واضح وظهرا في الصورة من خلال عدة فرص.
دخل المنتخب الشوط الثاني بقوة باحثاً عن التعادل، لكن باولينيو كان له رأي أخر بعدما استقبل كرة ألفيش العرضية داخل المنطقة وهيأها لنفسه وسددها قوية فشل الحارس كواشيما في التصدى لها لتعلن عن الهدف البرازيلي الثاني في الدقيقة 48 في هدف مشابه لهدفه في إنكلترا.
الهدف الثاني دفع زاكيروني إلى إجراء تغييره الأول بإشراك ريوتشي مايدا بديلاً لكيوتاكي على أمل تنشيط الخط الأمامي وتحسين صورة الفريق.
لكن على العكس، تراجع أداء المنتخب الياباني بعد الهدف الثاني، ونجح نجوم السامبا البرازيلية في فرض سيطرتهم التامة على مجريات اللقاء، وتحول أداءهم من البحث عن الأهداف إلى الميل للإستعراض بعدما إطمأنوا بشكل كبير للنتيجة.
إختفاء نيمار داخل الملعب وظهوره على فترات متباعدة، دفع سكولاري لسحبه وإشراك لوكاس مورا من أجل مزيد من الفاعلية الهجومية،وبعدها بدقيقة دفع بهيرنانيس بديلاً لهالك، ورد زاكيروني بتغيير ثان حيث أشرك هوسوجاي محل إيندو،ثم عاد سكولاري وسحب فريد وأشرك جو بدلاً منه، وأجرى زاكيروني تغييره الأخير بإشراك تاكاشي إينوي بدلاً من هوندا.
وقف المنتخب الياباني عاجزاً أمام التفوق البرازيلي، ولم تكن هناك أية محاولات تذكر على مرمى سيزار،في الوقت الذي لم يكتف فيه نجوم السامبا بالثنائية، بعدما أهدى أوسكار تمريرة سحرية للبديل جو لينفرد بكاواشيما ويحرز الهدف الثالث في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليعلن بعده حكم اللقاء صافرة النهاية.