
اكتفى المنتخب الإسباني بالتألق في شوط واحد ليهزم منتخب أوروغواي بهدفين مقابل هدف في افتتاح مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس القارات المقامة حاليا في البرازيل في الفترة من 15 إلى 30 يونيو.
قدم المنتخب الاسباني أداء باهراً في الشوط الأول، نجح في حسم المباراة من خلاله بهدفين سجلهما بيدرو رودريغز في الدقيقة 20، وسولدادو في الدقيقة 32، بينما لم ينجح منتخب أوروغواي في شن هجمة منظمة وحيدة. وجاء الشوط الثاني أقل إمتاعا من نظيره الأول غير أنه شهد تحسناً في أداء منتخب أوروغواي، وتراجعاً نسبياً للأسبان مقارنة بما قدموه في الشوط الأول، ونجح لويس سواريز في حفظ ماء وجه فريقه بتسجيله هدفا في الدقيقة 88 لا يقل روعة عن هدف الإيطالي بيرلو في شباك المكسيك.
أحدث فيثنتي ديل بوسكي تغييرا في طريقة لعبه في المباريات الرسمية حيث قرر تطبيق طريقة 4-3-3 التي تتحول في حالة الدفاع إلى 4-3-2-1 للضغط على المنافس، واعتمد في هذه المرة على مهاجم صريح هو سولدادو الذي شارك أساسيا على حساب كل من توريس وفيا، ودفع بالثنائي بيدرو وانييستا في مركزي الجناح الأيمن والأيسر على التوالي، بينما تمركز كل من تشافي وفابريغاس وبوسكتس في منتصف الملعب، أمام رباعي الدفاع اربيلوا وبيكي وراموس والبا، واستعاد القائد المخضرم ايكر كاسياس مركزه في حراسة المرمى رغم ابتعاده عن المشاركة بصورة أساسية مع فريقه ريال مدريد منذ يناير الماضي.
ولم تفتقد التشكيلة التي دفع بها المدرب أوسكار تباريز للنزعة الهجومية «نظريا» في منتخب أوروغواي، وأشرك ثنائي الهجوم الخطير لويس سواريز وادينسون كافاني في المقدمة سعيا لتطبيق خطة 4-2-2، وترك مهمة الوسط والأجناح إلى كل من بيريز وجارجانو وراميريز ورودريغز.
شكل الثلاثي انييستا فابريغاس والبا «رعبا» هجوميا في الجبهة اليسرى لأسبانيا، وتحرك لاعبو برشلونة بمهارة وتبادلوا المراكز طوال الوقت لفتح ثغرات في الدفاع الأوروغواياني الذي اكتفى بالتكتل ومشاهدة الفريق الأسباني وهو يتناقل الكرة بمهارة، لم تمر 10 دقائق حتى أنقذ القائم الأيسر لمرمى الحارس موسليرا منتخب أوروغواي من هدف محقق بعدما أفسح فابريغاس المجال لنفسه وسدد ببراعة.
لم يستحوذ الفريق اللاتيني على الكرة لمدة تزيد عن 5 دقائق، وبدا أن مسألة إحراز الأسبان لهدفهم الأول مسألة وقت، وهو ما حدث بالرغم من وجود نسبة من الحظ حيث سدد بيدرو كرة قوية مرتدة من ضربة ركنية ارتطمت في القائد لوجانو قبل أن تسكن الشباك في الدقيقة 20.
استسلم لاعبو أوروغواي تماما للأمر الواقع، واقتصرت محاولاتهم على عدم تلقي هدف جديد، بل ولم يحاولوا شن هجمات مرتدة حيث واجهوا صعوبة كبيرة في استخلاص الكرة من بين أنياب أبطال أوروبا.
ولم يجد المنتخب الاسباني صعوبة كبيرة في مضاعفة النتيجة بعدما اتحد انييستا وفابريغاس ليقدما واحدة من أفضل الجمل الفنية والمهارية ليوصلا الكرة إلى سولدادو الذي وضع الكرة بسهولة واتقان في مرمى الفريق اللاتيني ليتقدم الأسبان بهدفين نظيفين بعد مرور 32 دقيقة.
وتألق الحارس موسليرا وأنقذ مرماه من هدف ثالث بعدما تصدة لمحاولة بيكي لينتهي الشوط الأول بتقدم أسبانيا بهدفين فقط دون مقابل.
تحرك اوسكار تاباريز مدرب أوروغواي مع بداية الشوط الثاني في محاولة لإصلاح فريقه معنويا وفنيا، واستغنى عن خدمات راميريز الذي لم يلمس الكرة إلا نادرا في الشوط الأول، ودفع بالفارو غونزاليس مع بداية الشوط الثاني.
تحسن أداء أوروغواي قليلا عما كان عليه، وحاول الوصول إلى منتصف ملعب أسبانيا عن طريق الكرات الطولية أملا في استغلال سرعة كافاني وسواريز، غير ان هذه الهجمات لم تشكل خطورة كبيرة على الأقل حتى الدقيقة 60 بسبب عدم الدقة في التمرير والتحرك الخاطئ.
وفي مغامرة جديدة، قرر تاباريز تغيير طريقة اللعب من 4-4-2 إلى 4-3-3 بعدما دفع بالمخضرم دييغو فورلان كمهاجم ثالث بجوار سواريز وكافاني بدلا من لاعب الوسط بيريز، بعدما أيقن أنه لا يوجد ما يخسره بعد مرور 69 دقيقة.
تطور أداء أوروغواي بالفعل وسط تراجع من المنتخب الاسباني، وهو ما دفع ديل بوسكي إلى تنشيط فريقه بالدفع بكل من كازورلا وخافي مارتينيز بدلا من فابريغاس وتشافي في الدقائق 64 و 76 على التوالي.
وتحقق لتاباريز مدرب أوروغواي ما أراده بعدما نجح المشاغب لويس سواريز في تقليص الفارق في وقت متأخر بهدف من ركلة حرة مباشرة نفذها بطريقة رائعة لتسكن شباك القائد كاسياس في الدقيقة 88، ولم تشهد المباراة جديدا لتنتهي بفوز الأسبان بهدفين لهدف.