فاز ريال مدريد بلقبه العاشر أوروبياً بعد أن قلب النتيجة بطريقة درامية على أتلتيكو مدريد بنتيجة 4-1، تحقق الحلم الذي طال انتظاره 12 عاماً، وعمل لأجله النادي الملكي كثيراً وأنفق مبالغ طائلة كي يراه واقعاً.
تحقيق الحلم بعد كل هذا الجهد والمحاولات والأموال المنفقة أقلق مشجعي ريال مدريد بإمكانية توقف العمل لتطوير صفوف الفريق، فهم اعتادوا مؤخراً على جلب أفضل اللاعبين في كل صيف، وارتفاع جودة خطوط الفريق كل موسم.
هناك أسباب ترفض هذا القلق ، فهناك ظروف ودواعي منطقية تجبر ريال مدريد على مواصلة التطور في المواسم المقبلة، بغض النظر عن تحقيق الحلم الأساسي المتمثل بالعاشرة.
أول هذه الأسباب يتعلق بكون ريال مدريد ليس مشروع كرة قدم فحسب، بل هو مشروع اقتصادي متداخل للغاية بالمشروع الرياضي، وكي ينجح أي من المشروعين يجب أن ينجح نظيره، ومن أجل ذلك فلابد أن يواصل ريال مدريد مسيرة التطور وجلب النجوم.
طريقة التعاقدات وجلب أفضل اللاعبين ضمان وحيد ليستمر التواجد في واجهة كرة القدم الأوروبية، وبالتالي يتواصل النجاح المالي الكبير الذي يحققه النادي المدريدي في السنوات الأخيرة بوصوله إلى المرتبة الأولى من حيث الدخل السنوي وكذلك المرتبة الثانية من حيث قيمة العلامة التجارية.
ثاني سبب يدفع إدارة ريال مدريد إلى مواصلة التطور وجود أمور لم تتحقق بعد يتفوق فيها خصمه اللدود، فما زالت سداسية برشلونة نقطة تفوق تاريخية للكتالونيين، كما أن عصر البرسا الذهبي ما بين 2009-2012 يبقى عنصراً يحتاج ريال مدريد ليعادله، فالعاشرة لن تستطيع معادلة ما تم في سنوات العصر الذهبي الكتالوني مع جوارديولا، ولا بد من تطوير أكثر للمستوى الفني والنتائج كي يتم تسوية هذه الفجوة.
سبب ثالث يجعل إدارة النادي غير مطمئنة هذا الصيف يتمثل بخسارة الدوري هذا الموسم للمرة الثانية على التوالي، وإنقاذ العاشرة في اللحظات الأخيرة، إضافة إلى الأداء السيء في عدد من المباريات، وانكشاف الدكة خلال الموسم مع الإصابات وانخفاض مستوى البعض كلها أمور تجعل إدارة الفريق مقتنعة بضرورة تدعيم الصفوف بشكل جيد الموسم المقبل وإن تحققت العاشرة.
السبب الرابع يتعلق بالأجواء المحيطة أوروبياً وليس بريال مدريد، فبرشلونة مقبل على مرحلة تغيير شاملة، ومن المتوقع أن يعزز تشلسي وباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي صفوفهم بشكل كبير، كما أنه من المفترض ظهور بايرن أكثر تطوراً الموسم المقبل، كلها تغييرات مهمة تجعل المدريديين مطالبين بتعزيز صفوفهم حتى لا يفوتهم القطار ويصبحوا خارج الصورة.
أخر الأسباب الجديرة بالذكر والتي ستدفع ريال مدريد إلى مواصلة تطوير الفريق هو الدرس التاريخي، فعندما فقد ريال مدريد توازنه الرياضي واهتم بالنجوم فقط بعد التاسعة خسر على المدى الطويل كثيراً، وغاب عن واجهة الأحداث، فشل لمدة 5 سنوات متتتالية من اجتياز دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، واحتاج لمجهود جبار على مستوى الإدارة والتعاقدات والمدربين كي ينجح بالتتويج وبشق الأنفس بالعاشرة. . درس أيقنه فلورنتينو بيريز الذي عاصر التجربتين، فصرح لسكاي سبورتس بعد تحقيق العاشرة «سنواصل العمل على تطوير جودة الفريق».
الأسباب السابقة كلها تدفع فلورنتينو بيريز رئيس النادي وفريق عمله وفريق ريال مدريد الفني للتخطيط منذ اليوم للموسم المقبل، فحلم العاشرة تحقق، لكن هناك أحلام أخرى تلوح بالأفق.
