
تمتلك بولندا سجلا دفاعيا يثير الإعجاب في بطولة اوروبا لكرة القدم 2016 لكن يقف في طريق حصولها على بطاقة التأهل للدور قبل النهائي أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة وهو كريستيانو رونالدو.
ويواجه ثنائي الدفاع البولندي الرهيب المكون من ميخاو بازدان وكاميل جليك أصعب اختبار لهما حتى الآن أمام البرتغال بدور الثمانية في مارسيليا اليوم الخميس رغم أن المباريات الأخيرة لبولندا لم تقدم الكثير على صعيد الاستعداد لمواجهة مهاجم ريال مدريد.
وتصف مجلة هيلث الأمريكية رونالدو (29 عاما) بأنه «الرياضي المثالي» إذ يركض بسرعة تزيد على 32 كيلومترا في الساعة ويقفز لنحو متر في الهواء ويقطع مسافة 16 كيلومترا في المتوسط في المباراة الواحدة ويسجل أهداف فوز في أخر 20 دقيقة أكثر من أي لاعب آخر.
يعد رونالد اللاعب الوحيد الذي هز الشباك في أربع بطولات لأوروبا وهو أمر يعود تاريخه إلى 2004 وبينما واجه صعوبات في الوصول لمستواه في بداية بطولة هذا العام فإن هناك علامات على عودته لأفضل حالاته.
وسجل رونالدو هدفين في أخر مباراة للبرتغال بدور المجموعات ضد المجر - أحدهما بكعب القدم والآخر بضربة رأس - ولعب دورا في هدفين من الأهداف الثلاثة الأخرى لبلاده وأهمها التسديدة التي أتاحت الفرصة لريكاردو كواريزما ليحرز بسهولة هدف الفوز في الوقت الإضافي على كرواتيا في دور الستة عشر.
ومن جهته يعد المنتخب البولندي جيدا في إيقاف المهاجمين حيث استقبلت شباكه ثلاثة أهداف فقط طيلة هذا العام وهدفا واحدا في بطولة أوروبا وكان بركلة خلفية رائعة من السويسري شيردان شاكيري في مباراتهما بدور الستة عشر التي انتهت لصالح البولنديين بركلات الترجيح، بينما منتخب المانيا فقط هو الذي لا تزال شباكه نظيفة في بطولة أوروبا 2016.
لكن مباريات بولندا في فرنسا لم تقدم حتى الآن الكثير من ناحية الاستعداد لمواجهة سرعة وقوة وقدرات رونالدو غير العادية في اللعب بالرأس.
وأشركت ألمانيا - أعلى منافسي بولندا تصنيفا حتى الآن - ماريو غوتزه صاحب الجسد الضئيل كمهاجم متأخر في تعادلهما بدون أهداف في دور المجموعات ولم يشكل الكثير من الخطورة داخل منطقة الجزاء مع تراجعه كثيرا لوسط الملعب من أجل الحصول على الكرة.
وكانت المباراتان الأخريان في دور المجموعات أسهل ضد أيرلندا الشمالية - التي لم تقم بأي محاولة خطيرة على المرمى - واوكرانيا التي خرجت من البطولة دون تسجيل أي هدف.
وتسبب هدف شاكيري المتأخر المذهل في متاعب للمنتخب البولندي في المباراة الأخيرة إذ منح سويسرا اليد العليا في الوقت الإضافي، لكن الدفاع صمد لتصل المباراة إلى ركلات الترجيح.
ويجب أن يلعب هذا الدفاع بشكل مثالي مرة أخرى إذا أرادت بولندا أن يكون لها أي فرصة في التأهل لأنها لم تقدم الكثير في الهجوم.
وسجلت بولندا هدفين أقل من أي منافس آخر في دور الثمانية ولم يكن للمهاجم روبرت ليفاندوفسكي هداف التصفيات برصيد 13 هدفا سوى محاولتين على المرمى خلال البطولة.
وقد يكون التنفيذ الهادئ من القائد لركلة الترجيح الأولى مصدر الثقة الذي يحتاجه.
وسيشكل الجناح الأيسر المتألق كاميل جروشيتشكي الخطر الأكبر على دفاع البرتغال المتقدم في السن لكن يمتلك الخبرة بقيادة بيبي البالغ عمره 33 عاما.
وبالنسبة لمدرب بولندا آدم نافالكا يمثل رونالدو معضلة خططية، هل هو مستعد للضغط من الأمام بحثا عن هدف مع معرفة أن أي تحرك خاطئ قد يبدأ هجمة مرتدة برتغالية أم يتراجع للدفاع ويخاطر بلعب دور المتفرج لأحد إبداعات رونالدو؟.
ولم يصل الثنائي روبرت ليفاندوفسكي وكريستيانو رونالدو إلى قمة مستواهما خلال منافسات بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حاليًا بفرنسا، لكنهما مازالا يحظيان بالاحترام قبل المواجهة التي تجمع بين منتخبي بلديهما اليوم في دور الـ 8 بمدينة مارسيليا.
وقال فويتشيك تشيزني، حارس مرمى بولندا «البرتغال فريق رائع، فهم ليسوا فقط كريستيانو رونالدو. والبعض يقول إنه لا يلعب في أفضل حالاته. أود أن يكون في فريقي».
ولم يسبق لبولندا الوصول لهذا الدور من قبل ولا مواجهة البرتغال، وصيفة البطولة عام 2004 .
ويصعد الفائز من هذه المباراة للدور قبل النهائي لمواجهة الفائز من المباراة التي تجمع بين بلجيكا وويلز.
ويرجح ألا يكون رونالدو هو مشكلة تشيزيني الوحيدة، اليوم خاصة أنه مازال يتعافى من إصابة في الفخذ تعرض لها خلال مباراة بولندا الافتتاحية امام أيرلندا الشمالية.
وقال تشيزني «لست جاهزًا تماما. بدأت التدريب مجددا، ولكنني بحاجة لبعض الوقت لأستعيد لياقتي. لن أكون قادرًا على مساعدة الفريق مثل لوكاس فابيانسكي في هذه اللحظة، لذلك بالطبع لن ألعب أمام البرتغال».
وأضاف حارس بولندا «بالطبع لست سعيدًا بهذه الإصابة ولكن هذه هي الحياة. لن أبكي بسببها. ومازال الأمر ممتعًا أن أكون هنا مع الفريق».
وصعد منتخب بولندا لدور الـ 8، بفضل الفوز بضربات الترجيح على سويسرا في دور الـ 16، بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1 / 1.
وسجل جاكوب بواشتشيكوفسكي، هدف التقدم، وهو الثاني له في البطولة، في المباراة التي شهدت أداء متواضع ملحوظ للمهاجم ليفاندوفسكي.
وتعرض مهاجم بايرن ميونيخ لعرقلة قوية في المباراة، ولكن هذا حدث في الشوط الثاني ولا يمكنه أن يعتبرها مبررًا لأدائه في هذه المباراة خاصة وأنه فشل في الوصول للشباك في مرحلة المجموعات.
وقال هوبرت مالوفيسكي، المدرب المساعد «لسنا قلقين على روبرت، على الإطلاق. بالطبع شعر ببعض الآلام بعد المباراة، ولكن لا يوجد أي شك حول مشاركته في المباراة».
وبغض النظر عن مشكلة ليفاندوفسكي أمام المرمى، لن يقوم منتخب البرتغال بالتقليل منه.
وقال المدافع جوزيه فونتي «لديهم لاعبون جيدون، وليفاندوفسكي أحدهم. لكننا لا نبدي اهتمامنا بلاعب، نهتم بالفريق ككل».
وأضاف فونتي «بوضوح، ليفاندوفسكي لاعب كبير ولن أقول ماذا سنفعله ولكن بالتأكيد ستكون لدينا خطة لعب لإبطال قوة المنتخب البولندي».
ويجد المنتخب البرتغالي نفسه يبعد مباراتين عن الوصول للمباراة النهائية لبطولة كبرى على الرغم من التعادل في المباريات الثلاث بدور المجموعات واحتياجه للوقت الإضافي للفوز على كرواتيا في دور الـ 16.