
بعد غياب 25 عاماً كاملة، حصد فريق الوداد البيضاوي المغربي لقب دوري أبطال أفريقيا، بعد تغلبه على ضيفه الأهلي المصري بهدف نظيف، في المباراة التي أقيمت، على ملعب «محمد الخامس» بجولة الإياب للدور النهائي.
سجل هدف اللقاء وليد الكرتي من ضربة رأس في الدقيقة 69، ليفوز الوداد باللقب بفضل تعادله في لقاء الذهاب بإستاد برج العرب بالإسكندرية (1-1).
وحقق الوداد البطولة القارية للمرة الثانية في تاريخه، بعد أن توج بها عام 1992.
المباراة بصفة عامة اتسمت بالندية الشديدة والصراع التكتيكي المثير بين الحسين عموتة المدير الفني للوداد وحسام البدري مدرب الأهلي، مع تفوق مغربي عن طريق الثلاثي المميز أشرف بن شرقي وإسماعيل الحداد ووليد الكرتي.
بدأت المباراة بهدوء تام من لاعبي الوداد الذين أحسنوا التمركز في نصف ملعبهم مع سيطرة من جانب الأهلي على منطقة وسط الملعب وتمريرات متبادلة ومحاولات لخطف هدف مبكر، وهو ما كاد أن يحققه وليد أزارو بكرة عرضية قابلها بضربة رأس اصطدمت بمدافع الوداد ثم تسديدة من مؤمن لم يتابعها أزارو.
وحرم التسلل الأهلي من فرصة قريبة، وهدأ إيقاع اللقاء مع نجاح الوداد ومدربه الحسين عموتة في إغلاق مناطق الدفاع، قبل أن يتقدم الفريق المغربي لمبادلة الهجمات، وخاصة عن طريق إسماعيل الحداد وأشرف بن شرقي.
وحرمت العارضة الوداد من تسجيل هدف محقق من تسديدة قوية لعبد العظيم خضروف، تحولت في جسم حسين السيد ظهير أيسر الأهلي، لتصطدم في العارضة.
نال جونيور أجاي مهاجم الأهلي البطاقة الصفراء، وتقدم إسماعيل الحداد بكرة عرضية خطيرة كادت أن تصنع الخطورة على مرمى إكرامي.
أهدر مؤمن زكريا فرصة خطيرة للأهلي، من انفراد بمرمى زهير العروبي، ليسدد في يد الحارس، وحاول بن شرقي بكرة أبعدها سعد سمير.
وحصل أحمد فتحي لاعب الأهلي ويوسف رابح مدافع الوداد على البطاقة الصفراء، وسقط العروبي حارس الوداد بعد التحام مع عبد الله السعيد.
وحاول سعد سمير بكرة عرضية لينتهي الشوط الأول بالتعادل دون أهداف.
الشوط الثاني بدأ بمحاولات من جانب الوداد وتراجع أهلاوي مع إشعال الشماريخ من جانب جماهير الفريق المغربي، ما أوقف اللعب مع ضربة رأس من أجاي.
ووجه الحدادي تسديدة بجوار القائم مع فرصة أخرى من خضروف.
وأشرك الأهلي أول تغييراته بنزول أحمد حمودي بدلا من المغربي وليد أزارو في الدقيقة 60، ووجه حمودي تسديدة سهلة في يد الحارس، ونال مؤمن زكريا مهاجم الأهلي إنذارا بداعي التمثيل.
وسجل وليد الكرتي هدف التقدم للوداد في الدقيقة 69 عن طريق مراوغة رائعة من جانب المهاجم المتميز أشرف بن شرقي، الذي مرر كرة عرضية ليسجل الكرتي بضربة رأس، وسط اعتراضات أهلاوية بداعي سقوط بن شرقي في مصيدة التسلل.
انطلق محمد هاني في الجبهة اليمنى ومرر كرة عرضية أبعدها الدفاع، وأجرى الأهلي ثاني تغييراته بنزول عماد متعب في الدقيقة 72 على حساب أحمد فتحي.
ووجه متعب ضربة رأس بينما أطلق السولية تسديدة طائشة.
ألقى الأهلي بآخر أوراقه بنزول وليد سليمان على حساب حسين السيد، ونال عمرو السولية إنذارا للاعتراض.
وأنقذ شريف إكرامي حارس الأهلي فرصة خطيرة من انطلاقة رائعة للمتألق بن شرقي، الذي مرر للحدادي ولكن الأخير سدد في جسم الحارس.
ووجه حمودي تسديدة في يد الحارس، ونال خضروف البطاقة الصفراء لإهدار الوقت.
وأشرك الوداد لاعبه الهاشمي بدلاً من خضروف في الدقيقة 86، ووجه مؤمن زكريا تسديدة في الزاوية الضيقة مرت بجوار القائم.
كثف الأهلي ضغطه على دفاع الوداد مع كرات عرضية مرت دون خطورة آخرها من وليد سليمان ثم تغيير للوداد بنزول محمد واتارا المدافع البوركيني بدلا من إسماعيل الحداد، في الوقت بدل الضائع، لينتهي اللقاء بفوز الوداد.
من جانبه فتح المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي، النار على الحكم الجامبي بكاري جاساما الذي أدار مباراة فريقه أمام الوداد، في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.
وأبدى الأهلي، اعتراضات كثيرة على سوء إدارة الحكم بكاري جاساما، لمباراته أمام الوداد، التي خسرها الفريق المصري (0-1) ، ليتوج منافسه المغربي باللقب القاري.
وقال طاهر في تصريحات للصحفيين المرافقين لبعثة الأهلي في المغرب، إنَّ «الحكم ارتكب أخطاء جسيمة، ونعتزم التقدم بشكوى رسمية للاتحاد الأفريقي ضده».
وأضاف «للأهلي لديه أكثر من دافع لتقديم الشكوى؛ منها ما جرى باللقاء النهائي، والأخطاء الجسيمة والواضحة والتي ارتكبها الحكم، سواء بقرارات خاطئة، أو تعمد عدم احتساب الوقت الضائع، بعدما امتلأ الملعب بدخانٍ حجب الرؤية، فتوقفت المباراة بضع دقائق، ولم يضفها الحكم للوقت الضائع».
وأوضح «كما أنَّ الحكم لم يكترث بهذا الدخان الذي ملأ أرجاء الملعب، وعدم الالتفات لشكوى لاعبي الأهلي من ذلك».
وتابع «الأهلي واجه هذا التعنت التحكيمي الواضح والفاضح في مبارياته الأفريقية الأخيرة، ما جعل الفريق يواجه في كل مباراة بالبطولة، فريقًا ينافسه، وحكمًا يظلمه، وهو الأمر الذي لم يعد يقبل السكوت».
ختم: «ما حدث يضطر الأهلي للتقدم بالشكوى، مرفقًا بها كافة المستندات، والصور، والفيديوهات، التي تؤكد هذه الحقوق الضائعة للنادي».