أعلن نادي الكويت، إقالة الأردني عبدالله أبو زمع، من تدريب الفريق الأول، وتعيين محمد عبدالله.
كان أبو زمع، تولى تدريب الكويت مطلع الموسم، وتوج بكأس السوبر، واحتل صدارة الدوري، لكنَّه أخفق في الحفاظ على كأس ولي العهد، كما تلقى الفريق خسارتين مؤخرًا، كان أكثرهما قسوة أمام الغريم التقليدي القادسية.
ووجَّه الأردني عبدالله أبو زمع، شُكره وتقديره لإدارة نادي الكويت، على الثقة التي مُنحت له طيلة الفترة الماضية، بتسلم مهمة المدير الفني لفريق كرة القدم.
وقال أبو زمع في «تشرفتُ بقيادة نادٍ كبيرٍ وعريقٍ بحجم الكويت، وأتمنى لهم التوفيق في الحصول على لقب بطولة الدوري، حيث يتصدر الفريق الترتيب».
وأضاف أبو زمع: «أتقبل قرار فسخ عقدي. هذه هي كرة القدم. أنا سعيد بالفترة التي أمضيتها، حيث كانت تجربة غنية ومفيدة، وستبقى مصدر فخر بمسيرتي التدريبية». ووجَّه أبو زمع، شكره العميق لرئيس النادي الفخري مرزوق الغانم، على دعمه ومساندته الدائمة له شخصيًا.
وكان أبو زمع، حقق نتائج باهرة خلال قيادته للفريق؛ حيث توج مع الفريق بكأس السوبر، وبلغ نهائي كأس ولي العهد، وخسره بركلات الترجيح، ويتصدر حاليًا ترتيب الدوري بفارق 8 نقاط عن أقرب مطارديه.
من جانبه قاد المدير الفني الجديد لفريق الكويت لكرة القدم، محمد عبد الله، أول تدريبات الأبيض، بعد استلامه المهمة خلفا للمدرب الأردني عبد الله أبو زمع.
ويعد عبد الله البديل الناجح في نادي الكويت، في حال تبديل الأجهزة الفنية، حيث نجح من قبل قيادة الأبيض إلى منصات التتويج في مهمات مشابهة.
ويستعد الكويت القادم من خسارة أمام القادسية، لمواجهة كاظمة غداً الثلاثاء في افتتاح مباريات الجولة الـ14 من منافسات الدوري الكويتي، حيث يحتل الأبيض الصدارة برصيد 29 نقطة، وبفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه فريق السالمية، فيما يحتل كاظمة المركز قبل الأخير برصيد 12، إلا أنه قادم من فوز على الجهراء في الجولة الماضية بهدفين مقابل هدف واحد. من جهة أخرى، أرجع نائب رئيس جهاز الكرة في الكويت، عادل عقلة، إعفاء مدرب الفريق السابق عبدا لله أبو زمع من منصبه لتراجع نتائج الفريق، مؤكدًا أن الأبيض يبحث عن الفوز إلى جانب العروض القوية، وهو ما لم يتوفر في وجود المدرب أبو زمع.
ولفت عقلة، خلال تصريحات صحفية، إلى احترامه الشديد لشخص أبو زمع، مؤكدا أنه من الأشخاص المميزين الذي حطوا الرحال لقيادة الأبيض، مؤكدًا أن أبو زمع لم يبخل بجهده مع الكويت. وشدد نائب رئيس جهاز الكرة في الكويت، على أحقية ناديه في البحث عن الأفضل، مؤكدًا أن الثقة كبيرة في المدرب محمد عبد الله، والذي سبق أن تسلم المهمة في مناسبات سابقة، وأثبت جدارة.
وكشف عقلة أن الاعتماد على عبدالله سيكون بصورة مؤقتة لنهاية الموسم الحالي.
جدير بالذكر أن الكويت حقق في الموسم السابق، رباعية تاريخية مع المدرب عبد الله، لكن إدارة النادي فضلت في بداية الموسم الحالي، الاستعانة بالمدرب الأردني عبد الله أبو زمع.
مسيرة أبو زمع مع الأبيض
في السابع والعشرين من يوليو الماضي، قدم نادي الكويت، المدرب الأردني، عبد الله أبو زمع، معلنا أنه سيتولى مهمة الأبيض، بعد موافقة الاتحاد الأردني، والأمير علي بن الحسين، حيث كان حينها أحد اعضاء الجهاز الفني لمنتخب بلاده.
وتمنى وقتها أبو زمع أن يكون عند حسن الظن، مع القلعة البيضاء، التي سبق أن عمل بها مساعدا للمدرب، موسم 2011-2012. واعترف أبو زمع وقتها بأن مهمته لن تكون سهلة مع الأبيض، لا سيما أن الفريق متوج برباعية تاريخية قبل وصوله، ما يعني أنه مطالب بالحفاظ عليها.
وبدأت رحلة أبو زمع مع الأبيض على أفضل ما يكون، حيث تمكن من حصد لقب السوبر، على حساب الغريم التقليدي القادسية. وقتها، أكد أبو زمع أن الفوز بالسوبر معنوي بدرجة كبيرة، وأن القادم أفضل، وبدأت رحلة الدوري، ونجح الأبيض في إنهاء الدور الأول في الصدارة، محققا الفوز في كل المباريات، باستثناء تعادل وحيد أمام السالمية، في بداية المسابقة.
وبعد تقدم الكويت اللافت مع أبو زمع، جاءت مسابقة كأس ولي العهد، واستطاع الفريق الوصول إلى المباراة النهائية، لكنه خسر اللقب أمام القادسية، بركلات الترجيح.
وعاد الأبيض بعد أن طوى صفحة خسارة كأس ولي العهد، إلى المشاركة في الدوري، لكن نتائج الفريق، كانت صادمة، حيث خسر خلال 5 مواجهات، في مناسبتين أمام الجهراء، والقادسية، وتعادل في مباراة، أمام متذيل الدوري، التضامن.
وهو ما رأت معه إدارة الكويت، تراجع النتائج، وضرورة اتخاذ قرار باعفاء أبو زمع من منصبه، لا سيما أن فارق النقاط الثماني مع الوصيف السالمية، سيمكن المدرب القادم من تدارك الوضع، قبل فوات الأوان.
وعلى صعيد أداء الأبيض، فإن الكويت قدم مستويات لافتة مع أبو زمع، لكنها لم ترتق في بعض المباريات لمستوى الطموح، لا سيما أن المدرب اتبع خططًا دفاعية، في بعض المباريات المهمة، وهو ما لا يناسب كثيرا طريقة لعب الفريق، حسب رؤية المتابعين، وحتى النقاد، لكون الكويت يجيد أكثر في الجانب الهجومي. وربما تكون القشة التي قسمت ظهر البعير، هي الخسارة الأخيرة أمام القادسية، خاصةً أن مواجهة الفريقين، بالنسبة للمنتمين لهما، تعني بطولة مستقلة، كان يطمح فيها الأبيض لتعويض خسارته، في كأس ولي العهد، والاقتراب أكثر من الحفاظ على لقب الدوري، حيث أن الفوز كان سيوسع الفارق، مع أقرب المنافسين، السالمية، لـ11 نقطة.
كما أن تدخل أبو زمع، في صفقة مواطنه بهاء فيصل، على حساب البرازيلي باتريك فابيانو، كان في غير محله، لا سيما أن فيصل لم يقدم المردود المطلوب، حتى الآن، ما زاد من الفجوة مع إدارة نادي الكويت.
وإجمالا، لم يكن مردود أبو زمع، المولود في الرابع من أبريل 1976، سيئا، لكن نادي الكويت، معروف عنه سعيه الدائم للبطولات، ورفضه لأي إخفاق قد يلوح في الأفق، ما يجعل الأجهزة الفنية، في مهب الريح، لمجرد الخسارة، أو حتى عدم تقديم مستوى مقنع، كما حدث مع الفرنسي لوران بانيد، في الموسم الماضي، عندما توج بلقب السوبر، لتتم إقالته بعدها بوقت قصير.
