
توج القادسية بلقب السوبر للمرة الخامسة في تاريخه، على حساب الكويت، بهدفين مقابل هدف، على ستاد صباح السالم بنادي العربي، في افتتاح الموسم الجديد.
سجل أهداف المباراة للقادسية الكاميروني رونالد وانجا «57، 90+3»، فيما أحرز للكويت جمعة سعيد «53».
المباراة جاءت قوية منذ بدايتها، تقاسم فيها الكويت والقادسية السيطرة.
ودفع مدربا الفريقين الفرنسي هوبير فيلود، والروماني إيوان مارين، بالقوة الضاربة في صفوفيهما.
واستهل القادسية هجماته في الدقيقة الأولى عن طريق تسديدة من خالد القحطاني، تصدى لها مصعب الكندري، ورد الكويت بأكثر من هجمة عن طريق صابر خليفة، وجمعة سعيد لكنها لم تسفر عن الخطورة المطلوبة.
واستلم الأبيض الأفضلية بعد الدقيقة الخامسة بفضل تحركات مثمرة لجمعة سعيد، وحمزة الأحمر، وفيصل زايد، الى جانب الجبهة الهجومية التي شكلها فهد الهاجري، فيما اكتفى الأصفر بالدفاع المتقن عبر مساعد ندا، وسلطان العنزي، وإبيابوي بكر.
ولم تظهر خطورة أكسل ماي، وفهد الأنصاري إلا في النصف الأخير من مجريات الشوط.
وجاءت أبرز فرص الكويت في الدقيقة 14، بعد تبادل مميز للكرة بين جمعة سعيد، وصابر خليفة، حيث انفرد الأخير بالمرمى إلا أن مساعد ندا أنقذ الموقف، وسط مطالبات بركلة جزاء لمصلحة خليفة.
وواصل الأبيض سيطرته على المباراة في النصف ساعة الأولى، إلا أن خطورة المهاجمين لم تصل لمستوى هز شباك الأصفر.
وفي الربع ساعة الأخيرة من الشوط، استطاع القادسية السيطرة على مجريات المباراة، وهدد مرمى القلاف عبر أكسل ماي، وخالد القحطاني، إلى جانب فهد الأنصاري، الذي سدد أخطر فرص الأصفر في اتجاه مرمى الكويت، والتي تكفل بها القائم الأيسر.
وفي الشوط الثاني، واصل الكويت بحثة عن هدف التقدم، وسط نشاط ملحوظ لخط الهجوم، لا سيما جمعة سعيد، وصابر خليفة، وهو ما تحقق في الدقيقة 53، بعد تبادل للكرة ناحج لخليفة، وسعيد، تمكن من خلاله الأخير من هز شباك خالد الرشيدي، معلنا تقدم الأبيض.
ولم يتأخر رد القادسية كثيرا، حيث تمكن الكاميروني رونالد من إدراك التعادل بعد 4 دقائق، عبر تسديدة من خارج منطقة الجزاء استقرت في شباك الحارس حميد القلاف.
ودفع مدرب القادسية مارين، ببدر المطوع، وعبدالله ماوي، ومن ثم حمد أمان، على حساب صالح الشيخ، وأكسل ماي، وسلطان العنزي في محاولة لاستغلال ارتباك صفوف الأبيص بعد هدف التعادل.
وأشرك مدرب الكويت فيلود، عبدالله البريكي، على حساب التونسي حمزة الأحمر، في محاولة لتنشيط صفوفه، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، بعد أن تمكن الكاميروني رونالد من خطف هدف الفوز في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل من الضائع.
وبذلك، أكد القادسية أنه يسير على الطريق الصحيح، خاصةً بتحقيقه للفوز في النهاية، رغم تأخره بهدف، ما يؤكد أن الروح القتالية، دبت في أوصال اللاعبين مجددا.
وقد تألق المهاجم الكاميروني، رونالد وانجا، الذي أكد أنه صفقة رابحة للقادسية، بتسجيله لهدفي فريقه.
ومن جهة أخرى، ما زال بدر المطوع هو الورقة الرابحة للقادسية، فرغم مشاركته في الشوط الثاني، لكنه نجح في قلب دفة الأمور لمصلحة فريقه، وصناعة هدف رونالد الثاني، من تمريرة سحرية.
وللمباراة الثانية على التوالي، ينجح المدرب الروماني للقادسية، إيوان مارين، في قراءة الأحداث جيدا، ويتمكن من صنع الفارق بتغييراته.
السلبيات
لكن من زاوية عكسية، لم يصل القادسية للمستوى المأمول بعد، فالفريق يفتقد للانسجام بشكل واضح، رغم أن اللاعبين يشاركون معا منذ فترة ليست قصيرة، باستثناء المحترفين الثلاثة، الذين تم التعاقد معهم مؤخرا.
ورغم نجوميته وإمكانياته، إلا أن فهد الأنصاري، لاعب القادسية، لم يظهر بالمستوى المنتظر منه، حيث يبدو مشتتًا ومفتقدًا للتركيز.
ويحتاج القادسية لعمل كبير، من أجل تكثيف الوصول لمرمى المنافسين، حيث يعاني الفريق من ندرة الهجمات، بالإضافة إلى ضرورة تلافي أخطاء الدفاع، الذي يسهل اختراقه.
فيما جاءت أبرز أسباب خسارة الكويت في مباراة السوبر كالآتي:-
غياب الانسجام
بدت تشكيلة الكويت التي اعتمد عليها الفرنسي هوبير فيلود تركز بشكل كبير على الأسماء اللامعة في الفريق مثل جمعة سعيد، وصابر خليفة، وحمزة الأحمر، وفيصل زايد، وذلك رغم تشابه أداء الرباعي، واعتمادهم على المهارات الفردية.
وتسبب ذلك في أزمة بأداء الفريق خلال أوقات كثيرة، كما أنه أدى إلى وضع ضغط زائد على خطي الوسط والدفاع.
ارتباك فيلود
لم يتفاعل مدرب الكويت فيلود مع المباراة بالصورة المطلوبة، وظل محتفظًا بأوراق رابحة على مقاعد البدلاء مثل طلال جازع، ويوسف الخبيزي، ويعقوب الطراورة.
ولم يدفع فيلود إلا بتبديل وحيد، وهو عبدالله البريكي قبل 20 دقيقة من النهاية، وذلك على حساب أفضل لاعبي الأبيض حمزة الأحمر.
وظهر الارتباك على فيلود، في التعامل مع المباراة، خاصة بعد أن تقدم الأبيض، بهدف جمعة سعيد، حيث لم يتمكن الكويت من الحفاظ على هذا التقدم كثيرًا، قبل أن يتمكن الكاميروني رونالد من إدراك التعادل بعد 4 دقائق فقط.
استدراج الأبيض
نجح القادسية ومدربه المخضرم مارين في استدراج الكويت، لطريقة اللعب التي يفضلها الأصفر، والتي ركزت على إنهاك الأبيض بدنيًا، تمهيدًا للدفع بثلاثي سريع ومهاري هم بدر المطوع، وعبدالله ماوي، وحمد أمان، لحسم نتيجة المباراة.
ونجحت بالفعل خطة القادسية، حيث تمكن المطوع، وماري، وأمان من خلخلة دفاعات الكويت، وهو ما أسفر عن تسجيل هدف في وقت قاتل.
وأعرب بدر المطوع، نجم القادسية، عن سعادته بفوز الأصفر بلقب السوبر المحلي، بانتصاره على الكويت (2-1).
وقال المطوع، في تصريحات لوسائل الإعلام «القادسية كان في حاجة ماسة لتحقيق بطولة، مع بداية الموسم، لتحفيز اللاعبين لما هو قادم».
وأضاف: «الفوز بلقب السوبر، سيكون له مردودًا إيجابيًا على مستوى القادسية، في الموسم الجاري، حيث سنعمل من أجل تحقيق أكبر عدد من الألقاب».
واختتم المطوع قائلا: «أنا تحت أمر القادسية، سواء في التشكيل الأساسي أو الاحتياطي.. لم ولن أعترض على مشاركتي في الشوط الثاني، فكل ما يهمني هو فوز الفريق».