تعتبر دورة الألعاب الآسيوية أكبر الدورات التي يشرف عليها المجلس الأولمبي الآسيوي، وهي ثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.
وتستعد الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي للتصويت في السادس عشر من الشهر الجاري في العاصمة العمانية مسقط للتصويت على منح إستضافة النسخة الحادية والعشرين من دورة الألعاب الآسيوية، والمنافسة محصورة بين الرياض والدوحة عاصمتي السعودية وقطر.
وتقام دورة الالعاب الاسيوية التاسعة عشرة في مدينة هانغزهو بالصين من 10 إلى 25 سبتمبر 2022، والنسخة التي تليها في أيتشي-ناغويا باليابان عام 2026.
تعود فكرة اقامة الالعاب الاسيوية الى رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، وأقيمت النسخة الأولى في نيودلهي عام 1951 بمشاركة نحو 500 رياضي يمثلون 11 دولة تنافسوا في ست رياضات فقط. وحلت اليابان أولى في الترتيب العام لجدول الميداليات.
إنتقلت الدورة ألى مانيلا عاصمة الفيلبين عام 1954 وارتفع فيها عدد المشاركين إلى نحو 1300 رياضي من 18 دولة. واحتفظت اليابان بموقعها في الصدارة.
أقيمت النسخة الثالثة في طوكيو عام 1958، وكان عدد المشاركين في إزدياد أيضا حيث وصل إلى نحو 1800 رياضي من 20 دولة، كما ارتفع عدد الرياضات إلى 13، ولم يحل ذلك دون إحراز اليابان المركز الأول أيضا.
إستضافت العاصمة الاندونيسية جاكرتا الدورة الرابعة عام 1962 بمشاركة نحو 1500 رياضي تنافسوا في 13 لعبة، وكانت الريادة لليابان أيضا.
وصل عدد المشاركين في النسخة الخامسة ببانكوك عام 1966 إلى نحو 2500 رياضي، وأكدت اليابان مجددا زعامتها للألعاب برصيد كبير من الميداليات الذهبية وبفارق بعيد عن باقي الدول.
أقيمت الدورة السادسة في بانكوك عام 1970 بمشاركة نحو 2400 رياضي من 18 دولة تنافسوا في 13 لعبة رياضية، وبقيت فيها صدارة جدول الميداليات يابانية، وهو ما حصل أيضا في الدورة السابعة في إيران عام 1974 التي شارك فيها قرابة 3 آلاف رياضي تنافسوا في 16 لعبة.
واستضافت بانكوك الدورة مجددا عام 1978 بمشاركة قياسية في حينها وصلت إلى نحو 2850 رياضي من 25 دولة، كما ارتفع عدد الالعاب إلى 19 لعبة، وحلت اليابان أولى في صدارة جدول الميداليات للنسخة الثامنة على التوالي.
عادت الدورة إلى نيودلهي بالهند في النسخة التاسعة عام 1982 بمشاركة نحو 4600 رياضي مثلوا 33 دولة في 21 لعبة، وشهدت هذه الدورة انتزاع الصين صدارة ترتيب الميداليات بفارق بسيط أمام اليابان.
وشكلت الدول الآسيوية على هامش هذه الدورة المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الراحل الشيخ فهد الأحمد الصباح، ليحل مكان إتحاد الألعاب الآسيوية، كما انتقل مقر المنظمة من الهند إلى الكويت.
أقيمت الدورة العاشرة في سيول عاصمة كوريا الجنوبية في 1986 بمشاركة نحو 2400 رياضي من 27 دولة، تنافسوا في 25 لعبة.
وكان التنافس على صدارة الميداليات على أشده بين الصين واليابان إلى أن حسمته الأولى بفارق ميدالية ذهبية واحدة عن الثانية.
إنتقلت الدورة إلى العاصمة الصينية بكين التي إستضافت النسخة الحادية عشرة عام 1990 بمشاركة نحو 4700 رياضي من 37 دولة.
وكانت المنافسة ثلاثية على الصدارة لكن الصين حلت أولى أمام أصحاب الأرض واليابان.
شهدت الدورة الثانية عشرة في هيروشيما باليابان إرتفاعا ملحوظا في عدد المشاركين الذي وصل إلى قرابة 6800 رياضي من 42 دولة تنافسوا في 34 لعبة. وكانت صدارة ترتيب الميداليات للصين.
حلت الألعاب الآسيوية من جديد في العاصمة التايلاندية بانكوك التي إستضافت الدورة الثالثة عشرة عام 1998 بمشاركة نحو 6500 رياضي من 42 دولة، وفرضت فيها الصين سيطرة شبه مطلقة على الصدارة.
وبقيت الريادة صينية في مدينة بوسان الكورية الجنوبية التي استضافت الدورة الرابعة عشرة عام 2002 بمشاركة قياسية جديدة وصلت إلى نحو 7800 رياضي تنافسوا في 38 لعبة.
أقيمت الألعاب الآسيوية للمرة الأولى في إحدى الدول العربية حين احتضنت العاصمة القطرية الدوحة الدورة الخامسة عشرة عام 2006 بمشاركة أكثر من 10 الآف رياضي رياضية من 45 دولة، أي جميع الدول الأعضاء في المجلس الأولمبي الآسيوي.
وكانت الدولة المضيفة الأولى في ترتيب الدول العربية في جدول الميداليات أمام السعودية والبحرين، بينما كانت الصين تبتعد كثيرا في صدارة الترتيب العام بفارق بعيد عن منافساتها.
ولم يكن من الصعب على الصين التفوق تماما على أرضها في الدورة السادسة عشرة في مدينة غوانغجو عام 2010 حيث حققت عددا قياسيا من الميداليات وصل إلى 416 ميدالية ملونة.
وتعتبر الصين دورات الألعاب الآسيوية خير إعداد لرياضييها للمنافسة على الميداليات في دورات الألعاب الأولمبية، فكان لها التفوق مجددا في النسخة السابعة عشرة بإنشون الكورية الجنوبية عام 2014، ثم في الدورة الثامنة عشرة عام 2018 بجاكرتا وبالمبانغ في إندونيسيا، والتي شهدت مشاركة قياسية بلغت نحو 11 ألف رياضي ورياضية.
