
سيكون ملعب أحمد بن علي بقطر، اليوم الأربعاء، مسرحا لمباراة مثيرة بين الأهلي المصري والرجاء البيضاوي، في كأس السوبر الأفريقي.
ويبحث ممثل الكرة المغربية وبطل الكونفيدرالية، عن لقبه الثالث في المنافسة، بعد أن فاز به عامي 2000 و2019، بينما حقق الفريق المصري، بطل دوري الأبطال، كأس السوبر في 7 مناسبات، سنوات 2002، 2006، 2007، 2009، 2013، 2014 و2021.
وتميل الكفة للرجاء على مستوى المواجهات الثنائية الأفريقية، بعدما التقيا في البطولات القارية 6 مرات، وحقق الفريق البيضاوي الفوز مرتين وخسر مرة وتعادلا في 3 مباريات.
بينما تفوّق الأهلي في مواجهاته الـ24 ضد الأندية المغربية في المنافسات الأفريقية المختلفة، إذ فاز في 10 مباريات وتعادل في 8 وخسر 6 مرات.
ولم ينجح أي فريق مغربي في الفوز على الأندية المصرية في كأس السوبر ضمن 3 مواجهات، وكانت المباراة الأولى عام 2003، حيث اصطدم الوداد بالزمالك في القاهرة وفاز الأخير 3-1.
والتقى الأهلي بالجيش الملكي في القاهرة عام 2006، وانتهت المباراة بفوز الأهلاويين بركلات الترجيح، بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي.
أما المواجهة الثالث فكانت في النسخة الماضية، حيث التقى الأهلي بنهضة بركان في الدوحة، وفاز النادي المصري 2-0.
الأهلي يتسلح بالخبرة
يحسب للأهلي أن له شخصية البطل ودائما يدخل أي منافسة بهدف التتويج، ويعرف كيف يقتنص الألقاب بتاريخه المرصع بالكؤوس، وسيسعى لذلك أمام الرجاء، متسلحا بخبرة نجومه ومدربه الجنوب أفريقي موسيماني الذي له أيضا تجارب كبيرة على المستوى القاري.
وللأهلي كل الإمكانيات ليرشح نفسه للصعود على منصة التتويج، بفضل أسطول نجومه، يتقدمهم محمد مجدي "أفشة" ومحمد شريف وعمرو السولية وعلي معلول والحارس الشناوى وبيرسي تاو.
ويملك موسيماني عدة خيارات بشرية، خاصة أن كل اللاعبين حاضرين باستثناء احتمال غياب أيمن أشرف للإصابة، مع تسجيل 6 لاعبين جدد في القائمة، يتقدمهم تاو، بخلاف الرجاء الذي لم يسجل أي لاعب جديد.
من جانبه يسعى بيتسو موسيماني، مدرب القلعة الحمراء، لحصد اللقب القاري الرابع له مع الأهلي منذ توليه المسؤولية في أكتوبر 2020، بعدما حصد دوري أبطال إفريقيا (مرتين) والسوبر الإفريقي.
ورغم النجاح الكبير الذي حققه الجنوب إفريقي، بالحصول على النجمة التاسعة بعد غياب 7 سنوات لم يحصد فيها الأهلي اللقب، ثم العودة للمشاركة بكأس العالم للأندية، لم يسلم من الانتقادات العنيفة والقوية بعد خسارة لقبين محليين.
وتوج موسيماني بكأس مصر العام الماضي، وهو اللقب المحلي الوحيد الذي حصده مع المارد الأحمر حتى الآن.
وخسر موسيماني لقبين محليين بشكل متتالي نهاية الموسم المنقضي، وهما الدوري (لصالح الزمالك) والسوبر المصري (أمام طلائع الجيش)، ما عرضه لانتقادات جماهيرية، وصلت لمطالبة البعض برحيله.
ويعد السوبر الإفريقي فرصة جيدة أمام الجنوب إفريقي لاستعادة مكانته ورد الاعتبار على مستوى الإنجازات، بخاصة أن انطلاقة الفريق في الدوري أعادت إليه الثقة المفقودة بعد تحقيق الفوز في أول 6 جولات ليتصدر المسابقة مبكرا.
ومن المؤكد أن لقب السوبر الإفريقي، سيزيد من ثقة إدارة النادي، بقيادة محمود الخطيب، في موسيماني، حيث تعتزم تجديد تعاقده لموسم جديد على الأقل.
ظروف مختلفة
يخوض الأهلي المواجهة في ظروف مختلفة بعض الشيء عن لقائه قبل 7 أشهر أمام نهضة بركان.
ويلتقي المارد الأحمر بالرجاء، وقد تمكن من الحصول على قسط من الراحة عقب توقف الدوري المصري، بسبب بطولة كأس العرب، فآخر مباراة رسمية لعبها كانت يوم 25 نوفمبر الماضي أمام سموحة بالدوري، وفاز بنتيجة 4-0.
واستعد الأهلي بمباراتين وديتين ضد طلائع الجيش (1-1) وسموحة (5-1)، خلال فترة التوقف.
وقدم الفريق بداية قوية في الدوري المصري، بعدما حقق 6 انتصارات في بداية مشواره بالبطولة المحلية بالعلامة الكاملة.
أما قبل موقعة بركان، فكان الأهلي منشغلا بمواجهتي ربع نهائي دوري الأبطال، حيث فاز على صن داونز في القاهرة 2-0، ثم سافر إلى جنوب إفريقيا وتعادلا بنتيجة 1-1، قبل أن يطير إلى قطر لخوض السوبر.
صفقات جديدة
كما دعم الأهلي صفوفه بعدة صفقات قوية، على رأسها الدولي الجنوب إفريقي بيرسي تاو والموزمبيقي لويس ميكيسوني، بجانب حسام حسن وكريم فؤاد، بخلاف عودة الثنائي المعار أحمد عبد القادر وعمار حمدي.
ويغيب عن صفوف القلعة الحمراء في مواجهة السوبر، اللاعب صلاح محسن، الذي سجل الهدف الثاني للفريق في مرمى نهضة بركان.
طريقة اللعب
اعتمد بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي، على طريقة لعب جديدة في الموسم الحالي (3-4-3)، بعكس الموسم الماضي (4-2-3-1).
وخاض السوبر أمام نهضة بركان، بتشكيلة ضمت "محمد الشناوي وأمامه الرباعي بدر بانون وياسر إبراهيم ومحمد هاني وأيمن أشرف في خط الدفاع، وقاد خط الوسط أليو ديانج وعمرو السولية وأمامهما محمد مجدي أفشة، مع الثنائي حسين الشحات وطاهر محمد طاهر على الأطراف، وفي الهجوم محمد شريف".
وشارك على مستوى البدلاء رامي ربيعة وعلي معلول وحمدي فتحي ومحمود عبد المنعم كهربا وصلاح محسن.
وتبدو الخيارات مختلفة أمام موسيماني في خطة اللعب الجديدة، فلا خلاف على استمرار الشناوي حارسا كما أن بانون سيقود خط الدفاع لكن بجواره حمدي فتحي وأيمن أشرف أو ياسر إبراهيم.
وتستمر ثنائية السولية وديانج، لكن أكرم توفيق سيكون الأقرب لشغل دور الظهير الأيمن، كما أن معلول سيكون الأقرب لشغل الجبهة اليسرى، بينما تغيرت المعادلة الهجومة بوجود بيرسي تاو بجوار أفشة وشريف على حساب الشحات وطاهر.
طموحات الرجاء
يسعى الرجاء لكسير هيمنة الأهلي، لكنه يدرك أن المهمة لن تكون سهلة أمام واحد من أقوى الأندية الأفريقية.
ويقود الكتيبة الرجاوية المدرب البلجيكي مارك فيلموتس في رابع مباراة مع الفريق البيضاوي، بعد أن جاء بديلا للتونسي الأسعد الشابي، حيث سجل فوزين وخسارة في الدوري المغربي، ويطارد أول لقب له مع الرجاء.
وسيخوض الفريق البيضاوي المباراة بصفوف مكتملة، ويبقى مركز الهجوم من المراكز التي تقلق المدرب البلجيكي، بسبب تراجعه والفراغ الذي تركه رحيل رحيمي ومالانجو.
ويعول فيلموتس على نجوم الفريق، من أمثال أنس الزنيتي ومحمد نهيري والحافيظي وأحداد ومتولي، لكنه يدرك أن الحوار مع موسيماني سيكون قويا على المستوى التكتيكي، كما أن طريق الوصول لشطِّ كأس السوبر لن يكون سهلا.
ويملك الفريقان الكبيران حارسين مميزين وهما محمد الشناوي حارس مرمى الأهلي وأنس الزنيتي حارس مرمى الرجاء.
الشناوي.. حامي عرين الأهلي
فرض محمد الشناوي اسمه بين الحراس الكبار داخل القلعة الحمراء، بعدما نجح في حجز مقعده لسنوات في التشكيلة الأهلاوية وقاد الفريق بقوة لتحقيق الألقاب.
الشناوي صاحب الـ33 عامًا بدأ مشواره في الأهلي بقطاع الناشئين بعد انضمامه من أحد الأندية الصغيرة في محافظة كفر الشيخ، ولكن لم يجد فرصته في الفريق الأول ورحل إلى طلائع الجيش ثم حرس الحدود.
وكانت خطوة الرحيل إلى بتروجيت في صيف 2013 بداية توهج الشناوي وظهوره بصورة طيبة ومميزة دفعت الأهلي لإعادته من جديد إلى صفوفه في صيف 2016.
الشناوي ظل على مقاعد البدلاء لمدة عام كامل قبل أن يحجز مقعده في التشكيلة الحمراء على حساب شريف إكرامي وتألق بشكل لافت وساهم في تحقيق العديد من الألقاب.
وحقق الشناوي مع الأهلي لقب دوري أبطال إفريقيا مرتين بجانب السوبر الإفريقي واحتلال المركز الثالث ببطولة العالم للأندية في النسخة الماضية بخلاف أنه توج مع الأهلي بلقب الدوري 5 مرات في تاريخه وكأس مصر مرتين وكأس السوبر المصري مرتين.
وساهم الشناوي بشكل مباشر في هذه الإنجازات خاصة بتألقه اللافت في اللقاءات وإبعاد العديد من المحاولات الخطيرة بخلاف أنه تألق في التصدي لضربات الترجيح في عدة بطولات.
وبتألق الشناوي مع الأهلي، حجز مقعده في تشكيلة منتخب مصر وخاض منافسات كأس العالم 2018 بجانب بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 وخاض 29 مباراة دولية كما لعب في أولمبياد طوكيو مؤخرًا.
الزنيتي.. نسر الرجاء
لا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للحارس أنس الزنيتي، الذي تألق مع الرجاء بشكل لافت وصار أحد أبرز الحراس في الكرة المغربية.
الزنيتي صاحب الـ33 عامًا بدأ مشواره في المغرب الفاسي ثم انتقل إلى الفتح الرباطي في صيف 2013 قبل أن يلفت أنظار مسؤولي الرجاء وينضم للقلعة الخضراء في صيف 2015.
مسيرة الزنيتي حافلة أيضًا بالألقاب بعدما نجح في التتويج مع المغرب الفاسي بلقب الكأس موسم 2010 – 2011 كما توج ببطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2011.وفاز الزنيتي مع الرجاء أيضًا بلقب الدوري المغربي بخلاف تتويجه بلقب الكونفدرالية الإفريقية مرتين، كما فاز بلقب السوبر الإفريقي مرتين مع المغرب الفاسي والرجاء كما توج بلقب دوري أبطال العرب.
وساهم الزنيتي بشكل مباشر في هذه الإنجازات سواء مع الرجاء والمغرب الفاسي وهو ما يجعله أحد أهم الأسلحة بالنسبة للرجاء في موقعة السوبر.
وانضم الزنيتي إلى منتخب المغرب في عام 2013 وخاض 17 مباراة دولية وشارك في بطولة كأس العرب مؤخرًا مع أسود الأطلس.