
يستعد منتخب المغرب لمواجهة البرتغال، غداً السبت المقبل، في ربع نهائي بطولة كأس العالم، المقامة حاليا في قطر.
وصعد منتخب المغرب إلى دور الثمانية بعد فوزه بركلات الترجيح على إسبانيا.
أما البرتغال بلغت ربع نهائي كأس العالم، بعد فوزها الساحق 6-1 على سويسرا.
الإرهاق
مهمة المنتخب المغربي لم تكن سهلة في مباراته الماضية أمام إسبانيا، وبذل لاعبو الأسود جهدا مضاعفا من أجل قهر الماتادور.
ولعب المنتخب المغربي 120 دقيقة أمام إسبانيا، حيث جرى التمديد للوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل.
وعرفت المباراة، معركة بدنية وتكتيكية، مما استنزف قدرات لاعبي المغرب خاصة على المستوى البدني.
وبات المدرب وليد الركراكي مطالبا بتجهيز لاعبيه في أسرع وقت قبل لقاء البرتغال، التي خاضت 90 دقيقة أمام سويسرا.
إصابات في الدفاع
ينتظر وليد الركراكي، معرفة الحالة الصحية لثلاثي الدفاع، غانم سايس ونوصير مزراوي ونايف أكرد، الذين لم يكملوا مباراة إسبانيا، وخرجوا في تبديلات اضطرارية.
وستكون الأيام المقبلة، مهمة للغاية، من أجل تجهيز ثلاثي الدفاع لمواجهة البرتغال.
الهاجس الذهني
يدرك وليد الركراكي مدرب الأسود، أهمية العمل على الجانب الذهني، خاصة مع الضغط الذي بات يعاني منه اللاعبون أمام مطالب الجماهير.
وتطالب الجماهير المغربية والعربية، منتخب الأسود، بمواصلة المشوار في المونديال، والذهاب لأبعد نقطة.
وبات منتخب المغرب، الممثل الوحيد للعرب في كأس العالم، بعد خروج قطر والسعودية وتونس من الدور الأول.
ومن المقرر أن يرتدي الأسود القميص الأبيض، الذي شهد على 3 انتصارات في تاريخ مشاركاته بالمونديال، من أصل 5، منها انتصارين في نسخة قطر الحالية أمام بلجيكا وكندا، قبل أن يتخلى عنه أمام إسبانيا التي واجهها باللون الأحمر، كونه متصدرا مجموعته.
وكان الأسود قد انتصروا تاريخيا بالقميص الأحمر مرتين فقط، الأولى أمام البرتغال عام 1986، والثانية أمام إسبانيا بركلات الترجيح (3-0) بعدما انتهى وقت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وخلافا لما حدث على ملعب لوزنيكي في دور المجموعات في مونديال روسيا 2018، حين واجه المغرب البرتغال بالقميص الأحمر، سيعود هذه المرة للعب أمامه بالأبيض، لتحتفظ برازيل أوروبا بزيها الأحمر التقليدي.. إذ يفضل الجمهور المغربي ظهور لاعبيه باللون الأبيض، خصوصا في مباريات كأس العالم.
ومنذ ارتداء الأسود اللون الأبيض، انتصر المغرب أمام أسكتلندا (3-1) في مونديال فرنسا، و(2-0) أمام بلجيكا، و(2-1) أمام كندا في مونديال قطر.
ساوثجيت ومعضلة مبابي
كحال جميع المدربين الذين يواجهون المنتخب الفرنسي أو باريس سان جرمان، سيكون جاريث ساوثجيت غداً السبت أمام معضلة كيفية إيقاف كيليان مبابي، وذلك حين يلتقي الإنكليز مع حاملي اللقب في ربع نهائي مونديال قطر 2022.
وسيكون تأهل إنكلترا إلى نصف النهائي الكبير الثالث توالياً مرتبطاً بشكل كبير بإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع معضلة مبابي التي عجز أي فريق عن حلها حتى الآن في النهائيات القطرية.
كيف يمكن لأي فريق إخضاع لاعب يتمتع بمزيج رهيب من السرعة الخارقة والمهارات المذهلة والحس التهديفي القاتل؟
من أستراليا إلى الدنمارك وبولندا. فشلت جميع المنتخبات التي واجهها مبابي في النهائيات الحالية في إيجاد الإجابة المناسبة، وكانت النتيجة أنه سجل خمسة أهداف في ثلاث مباريات وفشل في واحدة كانت ضد تونس (صفر-1)، لكنه شارك فيها كبديل بما أن بلاده كانت ضامنة لتأهلها.
ولخّص مدافع بولندا ماتي كاش اللغز الذي طرحه مبابي بعد هدفين رائعين لمهاجم باريس سان جرمان في فوز فرنسا 3-1 الأحد خلال الدور ثمن النهائي.
وقال كاش "لم أكن أعرف ما إذا كان علي الدفاع متراجعاً أمامه أو التضييق عليه. عندما ضيّقت الخناق عليه، التف عليّ وتخطاني. عندما يستلم الكرة ثم يتوقف ومن بعدها ينطلق، فهو أسرع شيء رأيته في حياتي".
وتابع "إنه من مستوى آخر. السرعة، الحركة. انظروا إلى الطريقة التي ينهي بها الهجمات. لديه كل شيء".
فبعد أربعة أعوام من تألقه في مونديال روسيا ومساهمته في قيادة فرنسا إلى لقبها العالمي الثاني، بات مبابي كابوس الدفاعات.
سجل ابن الـ23 عاماً خمسة أهداف في أربع مباريات خاضها حتى الآن في المونديال الروسي، ليصبح في مشاركتين على المسافة ذاتها من زميله في سان جرمان الأرجنتيني ليونيل ميسي وأكثر بهدف من البرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك على الرغم من أن الأخيرين يخوضان النهائيات للمرة الخامسة.
الآن، حان دور ساوثجيت كي ينشغل بمعضلة إيقاف مبابي.
علق مدرب "الأسود الثلاثة" على مواجهة نجم موناكو السابق، قائلاً "انظروا، إنه لاعب من الطراز العالمي ودائماً على الموعد حين يكون الفريق بحاجة إليه. هذا ما يفعله هؤلاء اللاعبون الكبار. هذا هو التحدي الذي نواجهه".
إذن، ما الذي سيفعله ساوثجيت لمواجهة تهديد مبابي؟
هل يكون ووكر الحل؟ قد يجد الحل بالانتقال من خطة 4 ـ3 ـ3 إلى 3-4-3 أو 3-5-2، ما سيسمح لكايل ووكر بالانتقال من الظهير الأيمن لقلب الدفاع.
ما يشغل بال ساوثجيت هو كيفية تجنب الموقف الذي يجد فيه مبابي وزميله عثمان ديمبلي نفسيهما مع سرعتهما الهائلة في مواجهة بطء المدافع هاري ماجواير.
نقل ووكر من شأنه أن يمنح ماجواير المساعدة، لكنه سيترك أيضاً ساوثجيت عرضة للانتقادات باتهامه أنه مدرب سلبي يهتم بخنق الخصم أكثر من السماح لنجومه بالتعبير عن أنفسهم.
تعرض ساوثجيت لانتقادات شديدة بعد عودته إلى خطة 3-4-3 في نهائي كأس أوروبا صيف 2021 أمام إيطاليا، مما تسبب بتراجع أداء المنتخب الذي خسر في نهاية المطاف بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وعوضاً عن تغيير تشكيل الفريق، قد يستلهم ساوثجيت من دور ووكر في فوز مانشستر سيتي على باريس سان جرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
وأوكل المدرب الإسباني بيب غوارديولا لووكر مهمة تحجيم مبابي من مركز الظهير الأيمن، ونجح في هذه المهمة ليمنع النجم الفرنسي من التسجيل.
وتحدث المدافع الإنكليزي السابق جاري نيفيل عن فرص ووكر في تحجيم مبابي، قائلا "لا أستطيع التفكير بأي ظهير أيمن آخر في العالم أفضل لمواجهته (مبابي)".
وتابع "كايل سيضيق الخناق عليه، لديه سرعة أكبر من المدافعين البولنديين. هذا لا يعني أن كايل سيخرجه من اللعبة. إنه لاعب مذهل، أفضل لاعب جديد في العالم".
بالإضافة إلى فوز ووكر في مبارزاته الفردية مع مبابي، يعتقد نيفيل أنه من الضروري حرمان نجم سان جرمان من تلقي الكرات من زميليه المهاجمين أوليفييه جيرو وأنطوان جريزمان.
ورأى "إذا نجحوا في منعه من استلام الكرات من جيرو وغريزمان في المنطقة الوسطية، فهذا يعني أن مبابي سيتلقى تمريرات أقل خطورة بكثير".
لكن بغض النظر عن حجم التخطيط الإنكليزي لإيقاف مبابي، يعلم كاش من تجربته المؤلمة أن لا شيء يمكن أن يعدهم حقاً لمواجهة مثل هذه الموهبة الفريدة.
وقال البولندي في هذا الصدد "قضيت فترة ما بعد الظهر في مشاهدة مقاطع فيديو عنه، لكني أشاهد مقاطع الفيديو وأنا مستلق على السرير. في الحياة الواقعية، إنه يحرق ساقَيَّ، هذا هو الفارق".