
تتأهب مدينة البصرة العراقية لاستضافة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها 25 بعد أيام قليلة، وفي الحسبان الكثير من الأهداف التي تأمل في تحقيقها، أبرزها تلافي العادة السلبية الأبرز في تاريخ المسابقة.
وعلى مدار تاريخ البطولة الخليجية ظهرت آفة انسحاب المنتخبات التي أثرت في الأداء الفني للمسابقة، إلا أنها تضاءلت كثيرا في السنوات الأخيرة.
تاريخ الانسحابات
وكانت البداية في النسخة الثانية بالرياض 1972، حين قرر المنتخب البحريني الانسحاب احتجاجا على قرارات الحكم السوداني زين العابدين في مباراته أمام السعودية في الجولة الحاسمة للبطولة.
وقبل المباراة كان الأخضر السعودي مطالبا بالانتصار على البحرين بفارق 7 أهداف للفوز باللقب.واعتدى لاعبو البحرين على الحكم زين العابدين بعد احتسابه ركلة جزاء تقدمت بها السعودية 2-1، إذ كانوا يرون أن القرار الصحيح هو احتساب تسلل.
وبعد الاحتجاجات البحرينية الشديدة طرد الحكم لاعبين اثنين من "الأحمر" هما يوسف المالكي وجاسم محمد، فقرروا الانسحاب.
ولاحقا تم شطب نتائج البحرين وتوج منتخب الكويت باللقب بفارق الأهداف عن منتخب السعودية.
وسجل منتخب العراق اسمه في قائمة الانسحابات مرتين، كانت الأولى في بطولة خليجي 6 في الإمارات عام 1982، قبل ساعات من مواجهة الكويت.
وتأكد الانسحاب برسالة تضمنت القرار من جانب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لوفد أسود الرافدين.
واستكملت البطولة دون العراق، وحصدت الكويت اللقب رغم أنها خاضت البطولة آنذاك بالاحتياطيين.
وفي خليجي 10 التي استضافتها الكويت عام 1990، أعلن المنتخب العراقي انسحابه من البطولة، احتجاجا على قرار الحكم، إذ اتهموه بالتحيز ضدهم عندما احتسب ركلة جزاء على قائد منتخب العراق عدنان درجال، قبل أن يطرده بسبب الاعتراض في مباراته أمام الإمارات التي حسمت بعد كل ذلك بالتعادل الإيجابي 2-2.
وطلبت بعدها البعثة العراقية إعادة المباراة لكن اللجنة المنظمة رفضت ذلك لعدم وجود خطأ فني يستدعي ذلك، لكن منتخب العراق لم يتراجع وانسحب.
كما كان للمنتخب السعودي حضورا في الانسحاب من بطولة خليجي، إذ سجل انسحابه الأول في البطولة بالنسخة العاشرة في الكويت، وذلك قبل انطلاق تلك النسخة اعتراضا على التميمة الخاصة، حملت رمزا لمعركة قديمة بين قبائل سعودية وكويتية، ورغم مبادرة الكويت بإلغاء تلك التميمة، لكن تمسك الأخضر بقراره.
تهديدات
كما هددت منتخبات عديدة بالانسحاب، على غرار قطر والكويت وعمان.
وشهدت بطولة خليجي الرابعة بالعاصمة القطرية الدوحة عام 1976، تهديد العنابي نفسه بالانسحاب من البطولة التي تلعب على أرضه بعدما رفض اعتراض المنتخبات المشاركة في تلك النسخة على وجود لاعبين غير قطريين ضمن تشكيلته المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب، لكن سرعان ما عاد ووافق على طلب استبعاد اللاعبين.
وكذلك هدد الثلاثي السعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة بطولة كأس الخليج 2019، بنسختها 24 بالدوحة، قبل انطلاقها لأسباب سياسية قبل أن يتراجعوا عن قرارهم ويشاركوا في البطولة بشكل طبيعي.
أحداث نادرة
وشهدت البطولة الخليجية على مدار تاريخها عدة أحداث نادرة وقعت في نسخ قليلة، منها إقامة مباراة فاصلة لتحديد البطل.
وكان ذلك في ظل نظام مختلف لكأس الخليج في نسختي "خليجي 4" عام 1976 و"خليجي 7" عام 1984.
قطر "خليجي 4"
أقيمت النسخة الرابعة من كأس الخليج العربي في دولة قطر عام 1976.
وشارك في البطولة 7 منتخبات لأول مرة هي: الكويت "حامل اللقب" وقطر صاحبة الأرض، والسعودية وعمان والبحرين والإمارات، بجانب المنتخب العراقي، الوافد الجديد وقتها.
وخلال تلك النسخة عادت بطولة كأس الخليج لنظام الدوري من دور واحد، بعدما أقيمت النسخة السابقة "الثالثة" بنظام المجموعات ثم خروج المغلوب.
وبعد نهاية مباريات البطولة من دور واحد، لعبت مباراة فاصلة على اللقب بين الكويت والعراق بعد تساويهما برصيد 10 نقاط، وكذلك في فارق الأهداف (+17) لكل منهما.
وتوج المنتخب الكويتي باللقب بعد فوزه على العراق في اللقاء الفاصل 4-2.
وسجل رباعية "الأزرق" الكويتي عبد العزيز العنبري (هاتريك) وجاسم يعقوب، بينما سجل أحمد صبحي ثنائية العراق.
ودخلت المسابقة عالم النقل التلفزيوني في دول الخليج لأول مرة في هذه النسخة "خليجي 4".
عمان "خليجي 7"
أقيمت بطولة كأس الخليج في نسختها السابعة في سلطنة عمان عام 1984.
وشارك في البطولة 7 منتخبات هي: العراق، قطر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، الكويت وعمان.
وأقيمت جميع المباريات على ستاد الشرطة، وفاز المنتخب العراقي باللقب للمرة الثانية في تاريخه.
وجاء تتويج أسود الرافدين من الطريق النادر: المباراة الفاصلة التي أقيمت للمرة الثانية والأخيرة في تاريخ كأس الخليج.
وأقيمت البطولة بنظام الدوري من دور واحد أيضا، حيث تساوى المنتخبين العراقي والقطري برصيد 9 نقاط، من 4 انتصارات وتعادل وخسارة.
وفي اللقاء الفاصل لتحديد البطل، تعادل المنتخبين القطري والعراقي 1-1، حيث سجل للعراق عدنان درجال، وسأحرز هدف قطر منصور مفتاح، ليلجأ المنتخبان لركلات الترجيح التي ابتسمت للعراق (4/3).
ونال لقب هداف هذه النسخة النجم العراقي حسين سعيد برصيد 7 أهداف.
ونال حسين سعيد أيضا جائزة أفضل لاعب في "خليجي 7" مناصفة مع العماني غلام خميس، بينما فاز بلقب أحسن حارس مرمى العراقي فتاح نصيف.