حقق ريال مدريد انتصارا عريضا بنتيجة (4-1) على حساب الأهلي المصري، على ملعب مولاي عبد الله بالرباط، في نصف نهائي كأس العالم للأندية.
سجل لريال مدريد فينيسيوس جونيور في الدقيقة 42، فيدي فالفيردي (47)، رودريجو جويس (90+2)، أريباس (90+8)، بينما أحرز هدف الأهلي الوحيد علي معلول من ركلة جزاء (65).
وبهذا الانتصار يعبر الميرنغي إلى نهائي مونديال الأندية، حيث يضرب موعدا مع الهلال السعودي، السبت المقبل، بينما يلعب الأهلي ضد فلامنجو البرازيلي على المركز الثالث.
هدوء وحذر
بدأت المباراة بهدوء من كلا الطرفين، دون أي خطورة تذكر، حيث كان أول تهديد عبر الأهلي، عندما انطلق محمد شريف وسدد كرة من داخل منطقة الجزاء مرت أعلى مرمى لونين في الدقيقة 19.
وصوب رودريجو جويس مهاجم ريال مدريد كرة قوية في الدقيقة 23، مرت بعيدا عن مرمى الشناوي.وتلقى محمد عبد المنعم كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، قابلها برأسية مرت أعلى العارضة الأفقية لمرمى ريال مدريد في الدقيقة 27.
وانطلق رودريجو على الطرف الأيسر وسدد كرة من أعلى محمد الشناوي، ارتطمت بالقائم الأيمن في الدقيقة 29.
وكاد حسين الشحات أن يفتتح التسجيل للأهلي، بتسديدة مباغتة من الطرف الأيمن داخل منطقة الجزاء، تصدى لها لونين حارس ريال مدريد وحولها إلى الركنية في الدقيقة 31.
ثنائية الميرنغي
تلقى فيدي فالفيردي كرة في عمق منطقة جزاء ريال مدريد، وسدد على الطائر لكن وصلت بسهولة بين أحضان محمد الشناوي في الدقيقة 37.
ونجح فينيسيوس جونيور في تسجيل هدف التقدم لريال مدريد في الدقيقة 42، حيث استغل خطأ قاتلا من متولي مدافع الأهلي، وانطلق وسدد الكرة أعلى محمد الشناوي.
وانتهى الشوط الأول بتقدم ريال مدريد بهدف دون رد.
ومع بداية الشوط الثاني، نجح فيدي فالفيردي في إضافة الهدف الثاني لريال مدريد، بدأت الكرة بتسديدة من رودريجو تصدى لها الشناوي لترتد أمام فالفيردي الذي راوغ حارس الشياطين الحمر ووضع الكرة في الشباك بالدقيقة 46.
وانطلق حسين الشحات وسدد كرة أرضية قوية مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى أندري لونين في الدقيقة 48.
وسدد محمد شريف كرة رأسية أمسك بها أندري لونين في الدقيقة 51، ثم تصدى محمد الشناوي لتسديدة بعيدة من تشواميني لاعب خط وسط الميرنغي في الدقيقة 55.
ضربة معلول
وطالب فينيسيوس جونيور بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 58، إثر سقوطه في منطقة الجزاء، وتم الرجوع لتقنية الفيديو، لكن حكم المباراة رفض احتساب شيء.
وتدخل كامافينجا بعنف على قدم حسين الشحات ليسقط داخل المنطقة، واحتسب حكم المباراة ركلة جزاء للأحمر، وانبرى للتنفيذ علي معلول وسجل بنجاح الهدف الأهلي للمارد الأحمر في الدقيقة 65. وأهدر أفشة فرصة إضافة الهدف الثاني، حيث تلقى كرة عرضية أرضية، وسدد بقوة زائدة لتمر الكرة أعلى العارضة الأفقية في الدقيقة 69.
وتألق أندري لونين في التصدي لتسديدة رأسية من البديل طاهر محمد طاهر داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 78.
استعراض الريال
واحتسب حكم المباراة بعد الرجوع لتقنية الفيديو ركلة جزاء لريال مدريد، إثر التحام من عمرو السولية على فينيسيوس جونيور، وانبرى للتنفيذ لوكا مودريتش الذي سدد أسفل يسار الشناوي الذي تألق في التصدي لها في الدقيقة 87.
وأضاف رودريغو الهدف الثالث لريال مدريد في الدقيقة 90+2، حيث تلقى تمريرة بالكعب من داني سيبايوس داخل منطقة الجزاء، وراوغ الحارس الشناوي قبل أن يضع الكرة في الشباك.
ونجح الشاب أريباس في إضافة الهدف الرابع لريال مدريد، من أول لمسة فور مشاركته كبديل، بتسديدة أرضية داخل منطقة الجزاء، اكتفى الحارس محمد الشناوي بمتابعتها تسكن شباكه.
انكماش أحمر
بدأ الأهلي المباراة بتعديل خططي، بعد أن تخلى كولر عن طريقته المعتادة 4-3-3، والتي بدأ بها مباراتي أوكلاند سيتي وسياتل الأمريكي.
ولعب كولر، الليلة، 4-2-3-1، بتواجد محمد مجدي "أفشة" كصانع لعب أمام الثنائي عمرو السولية وأليو ديانج، مع عودة ثلاثي الهجوم حسين الشحات ومحمد شريف وأحمد عبد القادر للمشاركة منذ البداية.
في المقابل، ضغط الميرينجي كما هو متوقع، بكامل خطوطه، ونجح في حرمان الأحمر في الخروج بأي هجمة، باستثناء فرصة وحيدة أتيحت لمحمد شريف.
واعتمد كارلو أنشيلوتي على ثنائي هجومي متحرك يضم الثنائي البرازيلي فينسيوس جونيور ورودريجو، مع الاعتماد على تقدم مودريتش وفالفيردي المستمر إلى الثلث الهجومي، إلا أن أسلوب كولر في فرض رقابة فردية من خلال ثلاثي وسط الملعب، سواء على مودريتش من خلال ديانج.. أو كروس الذي تكفل برقابته "أفشة".
انتظار الأخطاء
وضحت نوايا كولر بعد مرور الـ 20 دقيقة الأولى، بالتمركز الدفاعي بشكل كبير في آخر 30 مترًا، وعدم الضغط على لاعبي ريال مدريد في وسط ملعبهم، وانتظار أخطاء التمركز من دفاعات ريال مدريد والتي شكل من خلالها الأهلي خطورة واضحة في الشوط الأول.
في المقابل، هيمن الملكي تمامًا على ملعب اللقاء بفضل قدرة لاعبي وسط الملعب على الفوز بكل الالتحامات واستعادة الكرة بأسرع وقت ممكن، من خلال الرباعي تشواميني وكامافينجا وتوني كروس ومودريتش، الأمر الذي حرم الأحمر من فرصة الخروج من منطقته إلا في كرات قليلة، كاد من خلالها أن يباغت دفاعات الريال.
ورغم تحسن أداء الأهلي بشكل ملحوظ خلال الـ 15 دقيقة الأخيرة من عمر الشوط، إلا أن المهارة الفردية لفينسيوس مكنته من تسجيل هدف التقدم لريال مدريد، مستغلاً خطأ المدافع محمود متولي أثناء عملية بناء الهجمة التي لعب الفريق الإسباني على استغلالها طوال أحداث الشوط.
ورطة كولر
مع بداية الشوط الثاني، وقبل أن ينجح الأهلي في تنظيم صفوفه.. ضاعف ريال مدريد تقدمه بهدف من فالفيردي المندفع دائمًا للمناطق الهجومية، ليلعب حامل لقب دوري أبطال أوروبا بهدوء أكبر، ويضع مارسيل كولر في ورطة.
منح التقدم أريحية أكبر للاعبي الريال، بينما فشل وسط ملعب الأهلي ودفاعه في السيطرة على تمريرات مودريتش الذي لعب بحرية أكبر في الشوط الثاني، مع تراجع مستوى ديانج، بجانب انطلاقات فينسيوس المستمرة في المساحة بين متولي ومحمد هاني.
وحافظ مارسيل كولر على الشكل التكتيكي حتى مع إجراء أول تبديلين بعد 60 دقيقة، بنزول حمدي فتحي وبيرسي تاو بدلاً من شريف وديانج، ليستمر الفريق بطريقة 4-2-3-1.
عودة مستحيلة
نجح حسين الشحات المتألق في الحصول على ركلة جزاء سجل منها علي معلول هدف تقليص الفارق للأهلي، لتتغير معطيات اللقاء مرة أخرى، ويتحرك هجوميًا، ويصبح أكثر شجاعة على أرضية ملعب اللقاء.
وأهدر "أفشة" فرصة محقق لتسجيل التعادل في الدقيقة 68، ترجمت عودة الأهلي القوية لأجواء اللقاء، وحالة الارتباك التي أصابت نجوم ريال مدريد.
تفطن أنشيلوتي لخطورة الأهلي بعد تسجيل هدفه الأول، ليتخلى نسبيًا عن الضغط المتقدم، مع محاولة استعادة السيطرة من خلال التمريرات القصيرة في وسط الميدان.
تغيرت الأمور في الـ 15 دقيقة الأخيرة، وحاول كولر فرض ضغط هجومي على دفاع ريال مدريد، إلا أن خبرات الميرينجي وفارق الإمكانيات الفردية لعبت الدور الأبرز في الدقائق الأخيرة التي سجل خلالها هدفين رائعين حسم به التأهل لنهائي البطولة.
