
قلب منتخب مصر الطاولة على مضيفه غينيا (2-1)، على ملعب مراكش الكبير بالمغرب، ضمن منافسات الجولة قبل الأخيرة للمجموعة الرابعة بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2023.
وتقدم منتخب غينيا بهدف في الدقيقة 26 عن طريق سيرهو جيراسي، قبل أن يتعادل الفراعنة في الدقيقة 42 بهدف محمود حسن "تريزيجيه" الذي صنع هدف الفوز لصالح مصطفى محمد في الدقيقة 79.
ورفع منتخب مصر، بقيادة مدربه البرتغالي روي فيتوريا، رصيده إلى 12 نقطة، متصدرا ترتيب المجموعة الرابعة، وضمن الظهور في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها كوت ديفوار يناير المقبل.
وتوقف رصيد منتخب غينيا، بقيادة مدربه كابا دياوارا، عند 9 نقاط في المركز الثاني، بينما يحتل منتخبا إثيوبيا ومالاوي المركزين الثالث والرابع برصيد 3 نقاط.
وقدم منتخب مصر أداء متواضعا في الشوط الأول، ولكن المستوى تحسن في الشوط الثاني، وحسم الفراعنة الفوز والتأهل بفضل تألق البديل "تريزيجيه" وخبرات بعض اللاعبين.
بدأت المباراة بالتحامات بدنية قوية بين لاعبي المنتخبين، وغادر عمر مرموش جناح منتخب مصر في الدقيقة 10، بعد إصابة في الظهر تعرض لها، رغم أنه حاول التحامل، ولكنه لم يستطع استكمال المباراة.
واستحوذ المنتخب الغيني على الكرة في وسط الملعب، وانطلق كامانو في إحدى الكرات ولكنه لم يستغل الفرصة رغم عدم تمركز دفاع الفراعنة بشكل جيد، وحاول صلاح الرد بانطلاقة سريعة ولكن الدفاع الغيني تعامل معها بهدوء.
ونجح المنتخب الغيني في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 26 عن طريق تبادل مميز بالكرة بين نابي كيتا وإيسياجا الظهير الأيسر، الذي مرر كرة عرضية حولها اللاعب سيرهو جيراسي في مرمى الشناوي.
وأضاع محمد صلاح هدفا محققا بعد تسديدة قوية من تريزيجيه صدها الحارس، وأهدرها قائد الفراعنة فوق العارضة بغرابة، قبل أن يسجل التعادل في الدقيقة 42.
بدأ الشوط الثاني بمحاولات غينية نشيطة، واختراق للجبهة اليمنى في ظل تباطؤ علي جبر ومحمد هاني، وأنقذ الشناوي كرة عرضية خطيرة، ثم تسديدة قوية من نابي كيتا علت العارضة.
وأشرك منتخب غينيا لاعبه محمد كامارا على حساب مختار دياكابيه في الدقيقة 59 للإصابة، وانطلق صلاح بهجمة معاكسة سريعة، ولكنه مرر كرة قصيرة أبعدها دفاع غينيا.
وطالب منتخب غينيا بضربة جزاء بداعي لمسة يد ضد محمد هاني، ولكن الحكم أكد عدم وجود مخالفة، قبل أن يشرك الفراعنة الثنائي أحمد رمضان (بيكهام) وحمدي فتحي بدلا من محمود حماده ومحمد هاني.
أحرز منتخب مصر هدف التقدم عن طريق مصطفى محمد في الدقيقة 79، بعد تمريرة عرضية من تريزيجيه حولها بتسديدة قوية في المرمى الغيني، قبل أن يدفع المنتخب الغيني بالثنائي خوسيه كانتي وموري كوناتي.
وضاعت تصويبة قريبة من صلاح في الدقيقة 89، قبل أن يدفع فيتوريا بالثنائي مصطفى فتحي وكهربا بدلا من زيزو ومصطفى محمد في الدقيقة 90.
ولعب روي فيتوريا المدير الفني لمنتخب مصر بتدخلاته على مستوى التغييرات الدور الأبرز في حسم نتيجة اللقاء رغم الأزمات الفنية التي عانى منها المنتخب معظم فترات المباراة.
تشكيل متوقع
بدأ البرتغالي روي فيتوريا المباراة بطريقته المعتادة 4-3-3 بتواجد مروان عطية ومحمود حمادة مع أحمد زيزو في وسط الملعب وثلاثي الهجوم محمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد.
وبعد 8 دقائق فقط أجرى فيتوريا تبديلا إضطراريا بنزول محمود تريزيجيه بدلا من عمر مرموش دون تغيير في طريقة اللعب.
مرت الربع ساعة الأولى من اللقاء دون خطورة على كلا المرميين رغم الاستحواذ النسبي لمنتخب مصر على وسط الملعب.
ووضحت من إنطلاقة المباراة اعتماد فيتوريا على تحرك زيزو على الطرف الأيمن عن الاستحواذ على الكرة في الثلث الهجومي ليتحول صلاح إلى العمق بجانب مصطفى محمد.
أزمة تكتيكية
في المقابل اعتمد المنتخب الغيني بشكل كبير على الجبهة اليسرى في محاولة لاستغلال انطلاقات الجناح السريع فرانسوا كامانو في المساحة بين قلب الدفاع علي جبر ومحمد هاني الظهير الأيمن.
وشكلت الانطلاقات الغينية من الجانب الأيسر خطورة كبيرة، وذلك باستغلال المساحات الواسعة في ظهر محمد هاني، مع انطلاقات الظهير اسياجا سيلا لدعم كومانو.
وفشل المنتخب في إيجاد حل لإيقاف هذه الجبهة في ظل عدم تراجع محمد صلاح دفاعيا مع تواجد زيزو بشكل أكبر في عمق وسط الملعب مع استحواذ غينيا على الكرة.
وزاد من صعوبة مهمة الفراعنة عدم قدرة لاعبي الوسط على قطع الكرة بشكل سريع ما منح الاستحواذ لغينيا.
انتفاضة مصرية
غير منتخب مصر من أسلوبه في العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول، وبدأ في الضغط المتقدم على دفاعات غينيا لحرمانهم من الخروج بالكرة بشكل سليم.
وتسبب الضغط في تحسن أداء المنتخب المصري الذي وصل بكثافة عددية أكبر إلى مناطق غينيا الدفاعية.
ومن أحدى الكرات المقطوعة نجح الفراعنة في إدراك التعادل بمرتدة سريعة بعد 3 تمريرات فقط انهاها تريزيجيه بنجاح.
تراجع جديد
شهدت انطلاقة الشوط الثاني تراجعا في أداء المنتخب المصري ووضح على لاعبيه الإرهاق الشديد وعدم الجاهزية.
وواجه لاعبو منتخب مصر صعوبة كبيرة في عملية الارتداد الدفاعي أو مجارات لاعبي غينيا في انطلاقاتهم السريعة.
وتسبب هذا التراجع في ثغرة جديدة في عمق الملعب كادت أن تتسبب في تلقي منتخب مصر هدفا ثانيا بعدما أهدر موريبا لاعب غينيا فرصتين من على حدود منطقة الجزاء دون أي رقابة دفاعية من المنتخب المصري.
في المقابل جاء إعتماد منتخب مصر بشكل كامل على تحركات الثنائي المتفاهم محمد صلاح وتريزيجيه وسط غياب تام للاعبي وسط الملعب فيما يتعلق بالمساندة الهجومية.
تدخل فيتوريا
تدخل روي فيتوريا في محاولة لإغلاق الثغرات الواضحة في صفوف منتخب مصر سواء على الجانب الأيمن ليدفع باحمد رمضان بيكهام صاحب النزعة الدفاعية بدلا من محمد هاني، أو في عمق الملعب ليدفع بحمدي فتحي بدلا من محمود حمادة في منتصف الشوط.
وحاول المدرب البرتغالي خلق كثافة عددية بشكل أكبر في عمق وسط الملعب وإغلاق المساحات أمام الهجوم والاستحواذ الغيني وهو ما أتى بنتائج سريعة بتحسن أداء المنتخب بشكل نسبي.
هدف التأهل
وترجم منتخب مصر تحسن أدائه سريعا بعدما سجل هدفه الثاني في الدقيقة 79 بعد تحرك مميز من الثلاثي زيزو وتريزيجيه ومصطفى محمد الذي وضع الكرة في الشباك.
نجح المنتخب المصري في الدقائق المتبقية في إغلاق المساحات تماما أمام غينيا ووضح تأثير تبديلات فيتوريا على مردود الفراعنة بينما تراجع أداء غينيا بصورة كبيرة.
وواصل فيتوريا تبديلاته ليدفع بالثنائي كهربا ومصطفى فتحي في الدقائق الأخيرة بدلا من زيزو ومصطفى محمد في الدقائق القليلة المتبقية قبل إطلاق صافرة نهاية المباراة.