
حقق أولمبياكوس اليوناني فوزا قاتلا على حساب فيورنتينا، بنتيجة 1-0، في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، ليتوج بطلا للمسابقة.
سجل المغربي أيوب الكعبي هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 116 من عمر الشوط الإضافي الثاني والمباراة.
وأصبح أولمبياكوس ثالث بطل للمسابقة بعد روما ووست هام يونايتد اللذين توجا باللقب في النسختين الماضيتين.
وذكرت شبكة «بليتشر ريبورت»، أن أولمبياكوس هو أول ناد يوناني يتوج بلقب أوروبي كبير عبر التاريخ.
من ناحية أخرى، خسر فيورنتينا نهائي البطولة للمرة الثانية على التوالي، بعدما وصل لنهائي النسخة الماضية وخسر أمام وست هام يونايتد الإنجليزي بنتيجة 2-1.
وبالعودة إلى المباراة جاءت المحاولة الأولى بعد 4 دقائق فقط لأولمبياكوس، عبر انطلاقة بودينسي من الجناح الأيسر ليتوغل ويسدد كرة أرضية زاحفة تألق فيها حارس فيورنتينا وحولها لركنية.
وبعد ثوان رد الفيولا بفرصة أولى من خلال مراوغة نيكو جونزاليس داخل المنطقة ليمرر كرة مرت من أمام قدم كوامي لتجد بيلوتي ويسددها بجوار المرمى.
في الدقيقة التاسعة، سجل فيورنتينا هدفا بعد عرضية من اليسار مرت من الجميع ليلمسها المدافع ميلنكوفيتش وتسكن الشباك، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل.
وسنحت فرصة كبيرة أمام بونافنتورا للتقدم في النتيجة للفيولا بالدقيقة 20، بعدما شتت الدفاع الكرة لتصل إليه داخل المنطقة ويسدد مباشرة بالمرمى، لكن الحارس تزولاكيس كان لها بالمرصاد، وعاد الأخير ليتصدى لانفراد من اللاعب ذاته بعد ثوان.
تيراتشيانو حارس فيورنتينا، تصدى لكرة خطيرة كادت أن تمر للشباك بعد ركنية نفذت بعرضية خدعت الجميع وذهبت مباشرة للشباك، لولا الحارس الذي أنقذها من على الخط.
في نهاية الشوط الأول حصل الكعبي على كرة واعدة داخل منطقة جزاء فيورنتينا، لكن تيراتشيانو تألق وأسرع في الخروج من مرماه ليبعد الكرة قبله ويصطدم اللاعبان ببعضهما.
مرت أكثر من ثلث ساعة على بداية الشوط الثاني دون أي خطورة تذكر على مرمى الفريقين، وسط انحصار اللعب في وسط الملعب وكثير من التمريرات المقطوعة.
وفي الدقيقة 68، كاد كوامي أن يضع فيورنتينا في المقدمة لولا تزولاكيس، فمن مرتدة وصلت لنزولا مررها إلى دودو الذي وضع كرة على طبق من ذهب إلى كوامي ليسدد كرة خادعة كادت أن تذهب من فوق الحارس الذي تألق وحولها لركنية بصعوبة.
أولمبياكوس حصل على ركلة حرة من ناحية اليمين في الدقيقة 80، لتنفذ بعرضية داخل المنطقة، قابلها إيبورا برأسية خطيرة مرت بجوار قائم تيراتشيانو الأيمن.
ومن كرة ثابتة جديدة حصل عليها الجانب اليوناني بعد دقائق، نفذت بنفس الطريقة لكن المغربي أيوب الكعبي ارتقى وحولها برأسية إلى جانب المرمى.
وانتهى الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي، ليلجأ الطرفان للأشواط الإضافية.
يوفيتيتش هدد مرمى فيورنتينا ببداية الشوط الإضافي الأول، بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، أبعدها الحارس بأطراف أصابعه لركنية.
وتصدى تزولاكيس حارس أولمبياكوس لكرة خطيرة من إيكوني الذي قابل كرة مرت من الجميع، ليرسل تسديدة مباشرة للمرمى لكن الحارس أبعدها.
وفي الدقيقة 116، وضع أيوب الكعبي أولمبياكوس في المقدمة بأول الأهداف، بعد كرة مرتدة وعرضية من اليسار قابلها المغربي برأسية في الشباك.
وانتهى اللقاء بفوز أولمبياكوس اليوناني (1-0) على الفيولا ويتوج بطلا للمسابقة.
أبعد من الخيال
لم يكن المهاجم المغربي أيوب الكعبي، ليحلم بالوصول إلى ما حققه في أثينا، حين تسبب زلزال تركيا بمغادرته فريقه هاتاي سبور للبحث عن بديل كان السد القطري الذي شكل محطة عبوره نحو الانتقال الى أولمبياكوس اليوناني.
وحتى أن أولمبياكوس لم يكن في حساباته على الإطلاق حين تعاقد مع المغربي بأنه سيحقق ما عجزت عنه جميع الأندية اليونانية مجتمعة، وهو منح البلاد لقبها القاري الأول.
لكن هذا الأمر تحقق على الأراضي اليونانية، في العاصمة أثينا بالتحديد، حين تغلب أولمبياكوس على فيورنتينا الإيطالي في نهائي مسابقة دوري المؤتمر الأرووبي بهدف وحيد سجله قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الإضافي الثاني.
وكان الكعبي الذي يحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين، بطل هذا الإنجاز بتسجيله برأسية الهدف الوحيد الذي أدخله التاريخ بعدما جعله أول لاعب على الإطلاق يسجل 11 هدفا في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية، متفوقا على كل من النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو (10 في دوري الأبطال عام 2017)، الفرنسي كريم بنزيمه (10 أيضا في دوري الأبطال عام 2022) والكولومبي راداميل فالكاو (10 في يوروبا ليغ عام 2011).
وتقديرا لحجم الإنجاز الذي حققه أولمبياكوس لليونان على أرضها، وصف رئيس وزراء البلاد كيرياكوس ميتسوتاكيس النادي ب»الأسطورة الحقيقية»، مضيفا في حسابه على موقع «أكس»: «فاز أولمبياكوس باللقب وصنع التاريخ! أمسية رائعة للنادي نفسه، لكن أيضا لكرة القدم اليونانية ككل».
عائلة واحد
وبعد النهائي، نقل موقع الاتحاد الأوروبي «ويفا» عن الكعبي قوله «فزنا به (اللقب) معا جميعا. نحن جميعنا عائلة واحدة».
كان الكعبي لاعبا مجهولا إلى حد كبير على الساحة القارية قبل الدور نصف النهائي للمسابقة القارية حين سجل خمسة أهداف في أسبوع واحد ليقصي أستون فيلا ومدربه المتخصص بإحراز الألقاب القارية الإسباني أوناي إيمري.
بالنظر إلى مسيرة الكعبي، لم يكن بالسهولة توقع بروزه على الساحة الأوروبية وفي مواجهة قوية كما حصل ضد أستون فيلا، فبعد أن دك مرمى الأخير بثلاثية نارية في لقاء الذهاب خارج قواعده في فيلا بارك (4-2)، في موسم يقدم فيه النادي الإنجليزي أفضل عروضه، عاد وسجل هدفين في مرمى إيميليانو مارتينيز حارس منتخب الأرجنتين الفائز بكأس العالم 2022 التي وللمفارقة غاب عنها الكعبي.
لم يحظ الكعبي قبل وصوله إلى أولمبياكس بمسيرة مستقرة، فهو عانى الأمرين كي يفرض نفسه بطريقة تسمح له بالانضمام إلى ناد أوروبي كبير، رغم سجله التهديفي الرفيع في محطاته السابقة.
وعززت الأهداف الخمسة من رصيد مشجع نادي ريال مدريد الإسباني الذي كان يخوض مشاركته الأولى على الساحة القارية الأوروبية.
وبهدفه في النهائي، رفع المغربي رصيده إلى 16هدفا في 19 مباراة في أوروبا هذا الموسم (من ضمنها الأدوار التمهيدية وصولا إلى دور المجموعات في الدوري الأوروبي يوروبا ليغ حيث احتل أولمبياكوس المركز الثالث في مجموعته)، ليكون أكثر لاعب يسجل في مسابقة قارية هذا الموسم.
مسيرة متقلبة
ولم يسبق لأي لاعب أفريقي أن سجل هذا العدد من الأهداف في موسم واحد ضمن أي من المسابقات القارية.
وقال المغربي بعد نهاية المواجهة مع أستون فيلا لقناة كوسموت «إنها لحظة كبيرة، لقد تغلبنا على العديد من الصعوبات للوصول الى هذه المرحلة».
قبل وصوله إلى أولمبياكوس صيف عام 2023، لعب الكعبي لموسمين مع هاتاي سبور التركي الذي كان فعليا محطته الأولى في أوروبا.
خلال هذه الفترة، نجح في تسجيل 26 هدفا في 55 مباراة، إلا أن موسمه الثاني مع الفريق وصل إلى نهاية مبكرة بعدما انسحب الأخير من الدوري بسبب الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وأدى الى تدمير مقر النادي.
ولإنقاذ موسمه، انضم الكعبي إلى نادي السد القطري حيث سجل معه 6 أهداف في 13 مباراة.
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع أولمبياكوس لينضم إليه في صفقة انتقال حر وهنا بدأت حكاية التألق، إذ احتل المركز الثاني على لائحة أفضل هدافي الدوري ب17 هدفا وبفارق ثلاثة عن المتصدر الإسباني لورين مورون (أريس).
وهذا ليس بأمر غريب للاعب كان هداف الدوري المغربي في موسم 2020-21 برصيد 18 هدفا.
وبعد قيادته أولمبياكوس إلى الإنجاز التاريخي، ارتفعت بالتأكيد أسهم الكعبي على صعيدي الأندية والمنتخب المغربي الذي غاب عن مشاركته التاريخية في مونديال 2022 قبل استدعائه من المدرب وليد الركراكي لخوض كأس أمم إفريقيا الأخيرة.