يتحدى النصر عقدة طويلة عندما يلاقي غريمه الهلال اليوم في مباراة مرتقبة بنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
وبعد أن أنهى النصر والهلال الدوري السعودي للمحترفين، يلتقي الفريقان اليوم على ملعب "الجوهرة المشعة" بنهائي الكأس، آخر مباريات الموسم الكروي السعودي.
ولم يتمكن الفريق الأصفر من هزيمة الهلال في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين منذ 1987، أي منذ 37 عامًا.
وبالتالي ستكون مباراة اليوم فرصة للنصر، الذي يضم بين صفوفه كريستيانو رونالدو، للتخلص من هذه العقدة، خصوصًا أن الفريق لم يتوج باللقب – أمام الهلال أو غيره – منذ 1990.
لكن تجدر الإشارة إلى أن البطولة توقفت بعد نسخة 1990، قبل أن تعود مجددًا في 2008.
ويلتقي النصر والهلال في نهائي كأس خادم الحرمين للمرة السادسة في تاريخ البطولة، علمًا بأن العالمي توج مرتين، مقابل 3 مرات للزعيم.
أول نهائي جاء عام 1981 وحسمه النصر لصالحه بنتيجة 3-1، فيما كرر الأصفر تفوقه على الغريم في النهائي الثاني عام 1987 عندما فاز 1-0.
لكن النصر لم يعرف طعم الانتصار في ديربي النهائي منذ تلك المباراة، إذ توج الهلال بـ3 ألقاب على حساب غريمه.
فبعدها بعامين (1989)، نجح الهلال في خطف أول لقب من أنياب النصر بعدما فاز في النهائي بثلاثية دون رد.
وانتظر الهلال 26 عامًا (عام 2015) حتى تجدد اللقاء مع النصر في النهائي، ليحقق ثاني ألقابه على حساب الجار، حين انتصر بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وكان هذا أول نهائي بين الفريقين في البطولة بشكلها الحالي.
وجدد الهلال تفوقه على النصر للمرة الثالثة على التوالي في نهائي نسخة 2020، بفوزه 2-1.
من جهته أبدى البرتغالي لويس كاسترو، المدير الفني لنادي النصر، ثقته في قدرة فريقه على الفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين، عندما يواجه الهلال في النهائي اليوم.
وقال كاسترو في المؤتمر الصحافي "أنا سعيد بتواجدي في النهائي وهذه البطولة لديها ميزة خاصة، ونحن سنقدم كل ما لدينا في النهائي من أجل حصد اللقب."
وتابع: "النهائيات تترك انطباعاً خاصا بالنسبة لنا كمدربين ولاعبين، وهي مباراة واحدة نريد الانتصار فيها من أجل مواصلة نجاحنا في البطولة، ونريد أن تعود هذه الكأس لخزينة النصر."
وأضاف: "جهزنا الفريق بشكل عادي كما جرت العادة قبل مواجهات الهلال، ولدينا أكثر من خطة لتطبيقها في مباراة الغد لصنع الفارق."
وأوضح: "أتمنى أن تكون الثلاث فرق المتواجدة في النهائي حاضرة بشكل كلي وذلك من أجل تقديم مباراة تليق بهذا الحدث، فريق النصر وفريق الهلال وفريق الحكام، ومن أهمهم أن يكون طاقم الحكام غدا في الموعد وننتظر صافرة عادلة في النهائي."
وأردف: "بدأنا الموسم بالفوز بالبطولة العربية، ونتطلع لإنهاء الموسم بكأس أخرى، هذا هو تفكيري وطموحي، قد يكون تفكير جيسوس مختلفا، لأنه بدأ الموسم بخسارة ويريد إضافة لقب جديد لموسمه الآن."
وزاد: "أنا لا أبحث عن الأعذار والنجاح ليس بالنتائج فقط والنتائج لا تعكس العمل أحيانا، العمل الذي قام به الهلال يستحق تتويجه بلقب الدوري، لكن هذا لا يعني أن المركز الثاني لم يقم بالعمل والنجاح."
وأتم: "في حال لم تكن الإدارة أو الجماهير راضية عما قدمته سأكون محبطا للغاية، أنا أقوى بعملي بأفضل شكل والجميع راض عما أقدمه، لكن لا يمكن التحكم بالنتائج".
سوابق الديربي
دائما ما تشهد هذه المباريات، العديد من الحالات الجدلية على مستوى التحكيم، بالإضافة إلى صراع الجماهير مع اللاعبين والأجهزة الفنية.
وخير دليل على ذلك رونالدو الذي عانى كثيرا من هجوم أنصار الهلال عليه عن طريق ترديد اسم غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بشكل متكرر.
وتسبب ذلك في غضب "الدون" خلال عدة مناسبات حتى خرج عن النص بالإشارة لجماهير "الأزرق" بحركة مشينة.
وبخلاف ذلك، فإن مباراة الدور الأول بين الفريقين في الدوري والتي انتهت بفوز الهلال بثلاثية دون رد، شهدت إلغاء هدف لرونالدو بداعي التسلل، ما أثار جدلا كبيرا حول القرار.
وفي مباراة نصف نهائي السوبر السعودي التي حسمها الهلال بنتيجة (2-1)، فجر حكم اللقاء جدلا كبيرا، بإلغاء هدف للبرتغالي أوتافيو في الوقت الضائع من الشوط الأول، بحجة اشتراك رونالدو في الكرة أثناء التواجد في موقف تسلل.
وأدى ذلك القرار لاعتراضات بالجملة من لاعبي النصر ورونالدو نفسه الذي ظهر بملامح غاضبة قبل الخروج لغرفة خلع الملابس، قبل أن يتعرض للطرد قبل دقائق قليلة من النهاية بسبب ضرب علي البليهي مدافع الهلال.
وقبل الخروج أشار "صاروخ ماديرا" للجماهير بأن الجميع شاهد ماذا حدث في إشارة للظلم الذي تعرض له مع فريقه في الديربي.
الحرب الباردة
يعاني الهلال من اتهامات دائمة متمثلة في المجاملة من التحكيم في مختلف المباريات وخاصة أمام الأندية الكبرى، وهو ما دفع رونالدو للخروج بالإشارة المذكورة خلال ديربي السوبر.
وشهدت المباراة الأخيرة بين الفريقين في الدوري السعودي والتي انتهت بالتعادل (1-1)، خروج العديد من خبراء التحكيم ليؤكدون أن ركلة الجزاء التي حصل عليها الهلال بالدقائق الأخيرة ليست صحيحة.
واعترض وقتها الجهاز الفني ولاعبو النصر بشدة على الحكم، ولكنه قرر احتسابها ليسجل الهلال التعادل بالدقائق الأخيرة، محافظا على سلسلة اللا هزيمة في الدوري.
كل هذه الأمور، دفعت أسطورة البرتغال لخطة الحرب الباردة والمتمثلة في الضغط على الهلال وحكم المباراة المنتظر، بتصريح مثير قبل أيام قليلة، قال خلاله: "أتمنى تحقيق لقب كأس الملك وأرغب في تطبيق العدالة فقط".
تصريح رونالدو لم يكن عاديا، فهو ضغط من خلاله على الحكم والهلال ووضعهما في مرمى الجماهير والإعلام، وذلك من أجل الحرص على تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والتركيز على أدق التفاصيل.
وبالتالي، فإن الديربي المنتظر سيشهد تركيزا كبيرا على أدق القرارات وتصرفات لاعبي الهلال، بعد إشارة رونالدو لتعرض ناديه للظلم خلال مواجهات الزعيم.
