
يتطلع المنتخب الجزائري لكرة القدم لتحقيق إنجاز تاريخي والتتويج بلقب بطولة أفريقيا للاعبين المحليين (تشان)، بعدما كان قريبا من تحقيق هذا الهدف في مشاركتيه السابقتين، رغم إدراكه التام بأن المهمة لن تكون سهلة في مواجهة منتخبات يراودها نفس الطموح.
ظهرت الجزائر مرتين في الشان، حيث احتلت المركز الرابع في 2011، وضيّعت اللقب في دورة 2022 التي أقيمت على أرضها، بعدما خسرت أمام السنغال في النهائي بركلات الترجيح بنتيجة 4 / 5.
ولم يخف مجيد بوقرة، المدير الفني للمنتخب الجزائري، طموحه الكبير في تعويض ما ضاع في الدورة السابقة، وأكد في أكثر من مرة أن هدفه هو رفع الكأس والعودة بها إلى الجزائر.
لكن أمنيات بوقرة، يقابلها واقع صعب، حيث يستهل «الخضر» مشوارهم في البطولة بمواجهة منتخب أوغندا صاحب الأرض والجمهور، اليوم الإثنين، في اختبار سيحدد بلا شك وجه الفريق في بقية مشواره في
ويفتقد المنتخب الجزائري لأبرز لاعبيه خاصة على مستوى خط الوسط، فبعد إصابة عبد الرؤوف بن غيث، ومحمد بن خماسة، اللذين لم يسافرا مع زملائهما إلى أوغندا، لا زال أكرم بوراس، ينتظر الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات الجماعية، وهو ما يضع بوقرة، أمام خيارات محدودة في هذه المنطقة الحساسة.
كما أن اختيار لاعبين بدا للبعض أنهم غير جاهزين لكونهم لم يلعبوا كثيرا مع أنديتهم في الموسم الماضي على غرار إلياس شتي، والطيب مزياني، وسفيان بايزيد، وزكرياء دراوي، وحتى سعدي رضواني، شكّل ضغطا إضافيا على المدرب بوقرة، الذي يبدو أنه وضع الثقة في لاعبين يعرف إمكانياتهم جيدا، بعدما سبق لهم وأن فازوا معه بكأس العرب 2021، وبلوغ نهائي النسخة الماضية من أمم أفريقيا للمحليين.
ورغم هذه العوامل، فإن المنتخب الجزائري يملك مقومات النجاح، إذ يضم لاعبين شباب مفعمين بالحيوية والإرادة، في صورة المدافع عبد الرحمن بكور، ولاعب خط الوسط بلال بوكرشاوي، والمهاجمان ضياء الدين مشيد، ولحلو اخريب، إضافة إلى لاعبين من أصحاب الخبرة، على غرار المهاجم أيمن محيوص، الذي أهدر ركلة الترجيح التي أهدت السنغال اللقب، وعيد الرحمن مزيان، والمدافعين آدم عليلات، ورضا حلايمية، ونوفل خاسف.
والأكيد أن نتيجة المباراة أمام أوغندا الذي سيرمي بكل ثقله من أجل الفوز بها، ستكون مهمة لبقية المشوار، علما بأن «محاربي الصحراء» سيواجهون منتخب جنوب أفريقيا بعد 4 أيام، وهما المباراتان اللتان ستحددان بشكل كبير مصيرهم في هذه البطولة، قبل لقاء غينيا يوم 15 أغسطس، ثم النيجر يوم 19 من نفس الشهر في ختام دور المجموعات.
يجمع المتابعون أن منتخب الجزائر قادر على الذهاب على أبعد محطة في هذه المنافسة، مثلما يمكن له أن يودع من الدور الأول، فهل سينجح بوقرة ولاعبيه في رفع التحدي والعودة بالكأس إلى الجزائر؟