دمشق – «وكالات» : استهجنت دمشق امس موقف الاتحاد الاوروبي الذي وصف الانتخابات الرئاسية التي اعيد نتيجتها انتخاب الرئيس بشار الاسد بغالبية تقارب التسعين في المئة من الاصوات، بانها «غير شرعية»، معتبرة انه «انتهاك سافر» للقانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية «سانا» انها «تستهجن ما ورد في بيان الاتحاد الاوروبي حول الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية» مضيفة انه «يشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي الذي ينص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
واعتبر الاتحاد الاوروبي الاربعاء في بيان صادر عن وزيرة خارجيته كاثرين اشتون ان الانتخابات السورية «غير شرعية» وتسيء الى الجهود السياسية المبذولة لايجاد حل لهذا النزاع المريع».
ودعم الاتحاد الاوروبي بقوة جهود الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي التي ادت الى تنظيم مطلع العام في جنيف اول مباحثات مباشرة بين السلطات والمعارضة، لكن هذه المفاوضات وصلت الى طريق مسدود، ما دفع الابراهيمي الى الاستقالة الشهر الماضي.
وقالت الخارجية السورية ان «هذا الموقف مناقض لابسط قواعد الديمقراطية واحترام حق الشعب في اختيار قيادته ورسم مستقبله عبر صناديق الاقتراع، باعتبار أن الشرعية الحقيقية تستمد من الارادة الشعبية حصرا وليس من رضى هذه الدولة أو تلك».
ولفت الى ان «اقبال السوريين الكثيف في الداخل والخارج على ممارسة حق الاقتراع هو أكبر دليل على مصداقية العملية الانتخابية».
ورات الوزارة في بيانها ان «السوريين الذين يتصدون منذ ثلاث سنوات وأكثر للحرب الكونية على بلادهم ببسالة أذهلت العالم والذين أقبلوا بمثل هذه الكثافة على صناديق الاقتراع، هم اليوم أكثر تصميما على التمسك بالسيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل، وعلى الاخرين أن يدركوا بان لا مكان بعد اليوم لاي شكل من أشكال الاستعمار والوصاية والهيمنة».
واعلن في دمشق مساء الاربعاء اعادة انتخاب الاسد رئيسا بغالبية 88.7 في المئة من اصوات الناخبين، وهي نتيجة كانت متوقعة لانتخابات لم تشارك فيها المعارضة واقتصرت على مناطق سيطرة النظام، ووصفتها دول غربية بـ«العار» و»المهزلة».
ووصف المسؤولون السوريون فوز الأسد الذي كان متوقعا بأنه شهادة تبرئة لحملته على مقاتلي المعارضة وبأنه خطوة مهمة على طريق الديمقراطية. وهذه هي المرة الأولى منذ نصف قرن التي تجري فيها انتخابات تنافسية في سوريا.
وبدأت الازمة السورية في منتصف مارس 2011 بحركة احتجاجية تطالب باسقاط الاسد قمعت بالقوة قبل ان تتحول الى نزاع دام اوقع اكثر من 162 الف قتيل. ويوجد ثلاثة ملايين لاجىء سوري خارج البلاد، فيما نزح ملايين اخرون داخلها.
وعلي صعيد غير بعيد رد الوطني لقوى الثورة والعارضة السورية، امس على كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، والتي ربط فيها الحل السياسي في سوريا بالأسد، معتبرا هذه التصريحات «منطقية بالنسبة له، حيث أن بقاء قوته مرتبط ببقاء الأسد.»
ونقل بيان الائتلاف على لسان محمد خير الوزير، العضو فيه، قوله: «إن ميليشيا حزب الله، لا تملك قراراها، ولكن تعتبر اللسان والعصا والناطق الرسمي للنظام الإيراني، وتصريح نصرالله يعني أنّ هناك منهجية واضحة من الأسد وحلفائه، برمي الجهود الدولية بعرض الحائط، ومحاولة العودة بالملف السوري إلى نقطة الصفر، من أجل استنزاف الثورة ودماء السوريين عن طريق الوقت، من خلال عدم الاعتراف بما أقر عليه المجتمع الدولي في جنيف.»
وكان أمين عام حزب الله حسن نصر الله قد قال يوم الجمعة ان الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الاسد بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الاسبوع.
وأضاف «من واجبنا ان نبارك للشعب السوري هذا الانجاز السياسي المصير وللرئيس الاسد هذه الثقة المتجددة بقيادته لسوريا مجددا نحو السلام والبناء والوحدة الوطنية.»
وقال نصر الله موجها حديثه لخصوم الاسد «لم يعد بامكانكم وضع شرط مسبق باستقالة الرئيس ولا تستطيعون ان تضعوا شرطا ان المفاوضات او الحل السياسي يفضي الى استقالة الرئيس.»
وأضاف «الانتخابات هذه تقول لكل المعارضة ولكل الدول العالمية والاقليمية وللمعارضة السورية الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الاسد.» وأشار نصر الله الى ان السوريين في الانتخابات قالوا «نحن من يصنع مستقبل سوريا لا امريكا ولا جنيف واحد ولا جنيف 2 ولا اي عاصمة في العالم»
وأضاف «ان الحرب العسكرية والتدميرية على سوريا قد فشلت. الانتخابات هي اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب.»
وكان حزب الله قد انضم إلى القوات الحكومية السورية في الصراع الذي تحول الى حرب أهلية اجتذبت المقاتلين السنة من المنطقة وزعزت الاستقرار في الدول المجاورة.
وانضمت جماعات إسلامية سنية بعضها على صلة بتنظيم القاعدة إلى مقاتلي المعارضة السورية ضد الاسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية المحسوبة على الشيعة.
وقال نصر الله «غير صحيح ان الحل يستند الى جنيف واحد ولا الى جنيف. ليس صحيحا ان الحل يستند الى صيغة كما يقولون في المعارضة استقالة الرئيس بشار الاسد وتسليمه للسلطة. بعدما اعاد الشعب انتخابه هذا لم يعد صالحا.»
وأضاف «هناك رئيس منتخب بولاية جديدة عمرها سبع سنوات انتخبته الملايين. الذي يريد ان يعمل حلاً سياسياً يجب ان يحكي معه يجب ان يتفاوض معه يجب ان يتناقش معه ويجب ان يصل الى حل معه.»