على الرغم من أن البعض رأى في حديث وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله الذي قال فيه «إن وزارة الصحة لا تستطيع ان تقوم بعملها دون كرم المتبرعين سواء من الافراد او الشركات الخاصة والعامة» جانبا سلبيا ، فإننا على العكس من ذلك ننظر إلى الجانب الإيجابي في الموضوع ، ونراه «مضيئا» ، وليس فقط إيجابيا.
ركز المنتقدون على مسألة أن «انتظار الحكومة تبرعات أهل الخير» يعني ضعف الإنفاق الحكومي على الخدمات الصحية .. وبغض النظر عن مدى موضوعية ودقة هذا الكلام ، فإننا نعتقد أن تبرعات المحسنين وأهل الخير التي تتجه للجانب الصحي ، لا تدل فقط على «خيرية» أهل الكويت وحبهم للإنفاق والبذل ، وإنما هي تؤكد من جانب آخر ارتفاع الوعي لديهم ، وترسخ الفهم الصحيح لمبادئ الإسلام ، فهم يدركون أن زكواتهم وصدقاتهم ليس بالضرورة أن تنحصر في بناء المساجد ، فإقامة المستشفيات والمراكز الصحية تفي بالغرض ، ومثلها إقامة المدارس وكل ما ينفع الناس .
لا بد لنا أيضا أن نتذكر جيدا أنه حتى في الدول الأوروبية والأمريكية ، فإن الدولة لا تقيم بنفسها كل الإنشاءات والخدمات ، وإنما يشاركها القطاع الخاص ورجال الأعمال مشاركة كبيرة وفاعلة، ونموذج بيل غيتس في الولايات المتحدة ليس استثناء ، فهناك الكثير من الأثرياء الذي يتبرعون بالمليارات سنويا لدعم الجامعات ومعاهد الأبحاث والمستشفيات وغيرها من القطاعات التي تقدم خدماتها للمواطنين.
نحن بالتأكيد مع ضرورة أن تزيد الدولة من إنفاقها على الخدمات الصحية ، لكننا أيضا مع تشجيع إنفاق القادرين على تلك الخدمات ، فذلك ليس واجبا شرعيا فحسب ، بل واجب وطني أيضا