يتكرر يوميا مشهد تدافع المواطنين من ذوي الدخل المحدود الباحثين عن شيك لاتتجاوز قيمته 250 ديناراً فى اروقة سوق الكويت للاوراق المالية دون أن يحرك أحد ساكناً حتى وصل الامر الى التشابك بالايدى والى الصراخ وكل عبارات الاحتجاج والسخط اضافة الى الهرج والمرج مادفع رجال الامن الى التدخل.
الايعكس هذا المشهد الماساوى حجم معاناة المواطنين رجالاً ونساء الذين اضطروا الى الذهاب الى مبنى البورصة مرغمين لبيع اسهم بنك وربة على أمل تسديد فاتورة هنا أو سد ثغرة معيشية هناك.
الا يدل هذا المشهد المسيء الى الكويت فى الخارج على الحاجة الماسة للمواطنين الى اى مبلغ من المال لمواجهة ظروف المعيشة التى تزداد تعقيدا بسبب التسهيلات المقدمة للمتنفذين المتحكمين بالاسعار .
وهل يعقل ان تغيب هذه المعاناة عن استبيان مجلس الامة الذى وضع قضية غلاء الاسعار فى ذيل القائمة وفي آخر الاعتبارات وكانها غير ضرورية وليس لها اهمية وكأن جميع المواطنين يتمتعون برفاه غير عادى وبرخاء غير مسبوق ولايعانون من ظاهرة ارتفاع الاسعار التى يقف وراءها متنفذون تخصصوا بعقد الصفقات والتحكم بالاسعار دون حسيب أو رقيب انها مهزلة اولويات لاتختلف عن مأساة وربة التى دفعت المواطنين الى الانتظار بطوابير طويلة عريضة قريبة من طوابير الدول الفقيرة. فرفقاً بأبناء الشعب ورفقاً بـ«وربة»