أدت عاصفة ترابية شديدة، إلى تحويل السماء إلى اللون الأحمر والبرتقالي في مدينتي بنغازي ودرنة شمال ليبيا، قبل أن تعبر البحر المتوسط وتصل إلى جنوب اليونان أيضا.
وأظهرت مقاطع الفيديو مشاهد للسماء البرتقالية والحمراء المروعة التي غطت المباني والأشجار في كلا البلدين.
وفي طبرق، اضطر سكان البيضاء وأجدابيا إلى البقاء في منازلهم حيث تحولت السماء إلى اللون الأصفر.
وعلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، قال مسؤولون إن سحب الغبار المنبعثة من الصحراء الكبرى غطت أثينا ومدنا يونانية أخرى، الثلاثاء، في واحدة من أسوأ الأحداث التي ضربت البلاد منذ عام 2018.
ومن خلال الأقمار الصناعية، يمكن رؤية الغبار على جزء واسع من الساحل الشمالي لليبيا، ويمتد جنوبا إلى الصحراء وشمالا إلى اليونان، ما حدّ من الرؤية ودفع السلطات إلى إصدار تحذيرات من مخاطر التنفس.
وحذرت السلطات من أن تركيزات الغبار يمكن أن تقلل من ضوء الشمس والرؤية مع زيادة تركيزات جزيئات التلوث الدقيقة، مما يشكل مخاطر على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية كامنة.
وقال مدير أبحاث الطقس في مرصد أثينا كوستاس لاغوفاردوس، «إنها واحدة من أخطر حلقات تركزات الغبار والرمال من الصحراء الكبرى منذ 21-22 مارس/آذار 2018، عندما غزت السحب جزيرة كريت على وجه الخصوص».
كما أدت الرياح الجنوبية القوية خلال الأيام القليلة الماضية إلى إشعال حرائق الغابات المبكرة غير الموسمية في جنوب البلاد، وقالت خدمة الإطفاء، مساء الثلاثاء، إن إجمالي 25 حريق غابات اندلعت في جميع أنحاء البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكانت اليونان قد تعرضت بالفعل لسحب ترابية في الصحراء الكبرى في أواخر مارس وأوائل أبريل، مما أدى أيضًا إلى اختناق أجزاء من سويسرا وجنوب فرنسا.
وكانت السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في تواتر العواصف الرملية وشدتها بسبب النشاط البشري والتغيرات المناخية، وباتت هذه الظاهرة الطبيعية المتنامية مصدر تهديد للأراضي الزراعية ومصادر الغذاء وللصحة البشرية في عدد من مناطق العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعتبر منشأ نسبة مهمة من هذه العواصف ذات التأثير العالمي.