يستحق وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله التحية والتقدير ، على ما أبداه من ترحيبه بمناقشة استجوابه الذي قدمه له النائب حسين القويعان ، وتأكيده بأن الاستجواب ليس تصعيداً ، استنادا إلى أنه اداة رقابية منصوص عليها بالدستور ، ويجب أن لا نجزع ونعطي أي أداة قيمة أكبر من الأخرى ، وأن المهم هو التزام كل الأطراف بالحدود الدستورية واللائحية.
ذلك بالضبط ما نريده من الوزراء ، أن يكون الواحد منهم قادرا على مواجهة ما يقدم إليه من استجوابات ، والتعامل مع البرلمان كرجل دولة ، وكفانا تلك النوعية من الوزراء التي تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها ، ولا يصعد المنصة ليرد على استجواب وجه إليه ، فهو يؤثر السلامة ويقدم استقالته ، ويريح نفسه من «عوار الراس» !
صحيح أن هناك نوابا يتعسفون في استخدام أدواتهم الدستورية ، وصحيح أيضا أن بعضهم يصر – بداع أحيانا ومن دون داع في أكثر الأحيان – على الوصول بالمساءلة إلى أقصى مداها ، وقد رأينا مرارا من يجهز طلب طرح الثقة في الوزير المستجوَب ، حتى قبل أن تبدأ جلسة المناقشة ، لكن ذلك لا مبرر لهروب الوزير ، أو رعبه من مجرد صعود المنصة .
الوزراء الشجعان وحدهم هم الذين سيجبرون المجلس على احترامهم ، وسيسهمون بشجاعتهم تلك في تقويم الممارسة النيابية ، والأخذ بيدها إلى الطريق الصحيح !