المخدرات ذلك العدو المتخفي الذي يفتك بشباب أي بلد ، فيحول نشاطهم وتفوقهم الإنتاجي والعلمي إلى إدمان لمادة تفتك بالصحة ،فتدمر المستقبل ، والمخدرات أصبحت وسيلة بيد بعض أعداء الحياة لمحاربة البلاد والعباد ، وهي غاية عند معدومي الضمير من تجار السموم ، والذين لا يعنيهم إلا المكسب ، وجمع الأموال ، وإن كانت وسيلتهم إلى ذلك العبور على أشلاء الناس ، وتدمير مستقبل الشباب وصحته .
وللأمانة لا يختلف اثنان على المجهود الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية في ضبط الخارجين على القانون من تجار السموم ، كما أنه لا يختلف اثنان على أن الكميات التي تقوم بضبطها الجهات الأمنية كميات كبيرة ، تدعو إلى القلق ، كما أنها تدعو إلى مضاعفة الجهود ، والبحث الدائم عن حلول .
وفي الحقيقة فإن الحل الأمني في مثل هذه الحالات يعتبر حلاً فعالاً من خلال تكثيف عمليات التفتيش في المطارات والمنافذ البرية ، والعمل على تدريب الأفراد المسؤولين عن ذلك على أعلى مستوى ، إلا أن الحل الأمني بمفرده يظل قاصراً إن لم تتواكب معه توعية ثقافية ، تبدأ من الأسرة لأطفالها وأبنائها وشبابها ، ثم المدرسة لطلابها وطالباتها ، ثم الجامعات لشبابها ، ثم منظمات المجتمع المدني ، وصولاً إلى أجهزة الأعلام الرسمية والخاصة ، والتي سيكون لها دور فعال في التوعية إن هي تبنت مسؤولية التعريف بالأخطار عن هذه السموم.