تقول الحكمة "ارتفاع صوتك دليل على ضعف موقفك"..هكذا تعلمنا هذه الحكمة منذ الصغر، كذلك تعلمنا منذ نشأتنا الأولى أن الحوار الهادئ والنقد البناء الموضوعي دائما ما يؤدي إلى نتائج جيدة.
أما ما نسمعه اليوم من "صراخ" في الندوات الانتخابية، حيث تنطلق حنجرة بعض المرشحين، ويعلو صراخهم، وضجيجهم، ضاربين بأساليب الحوار الرزينة ، والهادئة عرض الحائط، وكل ذلك من أجل جذب الانتباه إليهم من قبل الناخبين، فهم يظنون أن الناخبين يعجبون بالصوت المجلجل، وبالحنجرة التي تصدر ضجيجا.
الشعب الكويتي شعب ذكي جدا يستطيع أن يميز بين الأصوات التي ترتفع فتؤدي إلى "جعجعة بلا طحين" لا شيء أكثر من ذلك، وبين الأصوات التي تمتلك بالفعل برامج إصلاحية تستطيع من خلالها أن تدفع هذا الوطن الغالي والعزيز إلى الأمام.
بصراحة فالمرشحون مطالبون أن يظهروا لنا كناخبين نمتلك أصواتا توصلهم إلى قاعة عبدالله السالم، مطالبون ببرامج انتخابية، ورؤية اقتصادية وسياسية تساهم في تطور وتقدم هذا البلد، وعندها سنتقتنع بهم، وسنصوت لهم وفق برامجهم الانتخابية، أما ما يحدث من "تهليل" و"صراخ" و"نعيق" فهو لا ينطلي على الناخب الكويتي الذي يرجو أن يرى بلاده في مصاف الدول المتقدمة على كل المستويات، ونتمنى أن نرى في الأيام المقبلة الكثير من المرشحين أصحاب الطرح "الرزين والهادئ والمفيد".