تصرف تربوي رائع ذلك الذي أقدم عليه وزير التربية وزير التعليم العالي د.نايف الحجرف أمس ، باستقباله والد الطفلة «ملاك» التي ظهرت منذ أيام في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تبكي في أول أيام العام الدراسي، بسبب توجيه إحدى المعلمات كلمات قاسية لها ، وتقديم اعتذار للوالد .
هذا الاعتذار لا يقلل مطلقا من قيمة الوزير ، بل يزيد احترام الجميع وتقديرهم له ، ذلك أنه في غمرة انشغالاته التي تضاعفت بالتأكيد مع بداية عام دراسي جديد ، يهتم بمشاعر طفلة صغيرة تأذت مما حدث لها من إحدى المعلمات ، ويحرص على تطييب خاطرها وتهدئة روعها ، ويحسن استقبال والدها ، لإنهاء ذلك الأثر النفسي السيئ الذي قد يكون ترتب على الواقعة ، وهو تصرف مقدر ومشكور .
نحن أيضا لا نريد القسوة الزائدة على المعلمة ، فما رأيناه لا يوحي بأنها أرادت بالتلميذة الصغيرة شرا ، أو تعمدت إيذاءها ، وإنما سلكت معها سلوكا مألوفا من كثير من المعلمين والمعلمات – بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه - ولا يثير في العادة مثل تلك الضجة .. ربما حساسية الطفلة كانت مضاعفة لصغر سنها ، وهي حساسية مقدرة ومتفهمة بالتأكيد ، وتستحق أن نوليها كل اهتمام .
ودعونا نعترف أن مدارسنا لا تزال – بفضل الله – بخير ، وأبرز دلالات «خيريتها» أن حادثا بسيطا يثير ضجة كبيرة .. لكن الاعتدال مطلوب ، وينبغي أن نتعامل مع أمورنا كلها بغير تهوين مخل ، أو تهويل مضر !