في زمن «تبادل المصالح» وفي زمن «شيلني وأشيلك» تظهر ملامح «التعاون المشترك» على حساب المصلحة العامة.
أعداء الامس تحولوا الى اصدقاء اليوم من اجل تقاسم «المكاسب» وتوزيع «المهام» وكأن التاريخ يعيد نفسه، وكأن النهج السابق الذي اعطى اولويات «المنافع» اهمية قصوى، فكانت على حساب اولويات المواطنين.
ففي كل يوم تظهر مفاجأة جديدة تكشف عن «تنسيق» وتحرك لوجيستي من اجل الحصول على اعلى «مصلحة» حتى لو كانت هناك خلافات سابقة، فالاهم السير في خارطة طريق جديدة تؤدي في نهاية المطاف الى «الغنائم المشتركة».
ان المرحلة الحالية تتطلب المزيد من العمل ومن الانجاز وليس المزيد من «الاتفاقات السرية» التي تقود في النهاية الى تحقيق اهداف شخصية، لذلك فان الضغوطات الشعبية على النواب تدفعهم الى فتح الملفات بشكل دقيق ودون مبالغة للوصول الى الحقيقة حتى لو تطلب الامر المساءلة السياسية دفاعا عن المبادئ الدستورية والقانونية وتحقيقا لمبادئ المساواة والعدالة في دولة المؤسسات والقانون.
فالكويت امام مرحلة حاسمة لا تحتمل المجاملات والسكوت عن الاخطاء، لانها تطمح الى تحقيق مشاريع التنمية التي تقودها الى مصاف الدول الكبرى والعظمى، وان لم تتحرك في هذا الاتجاه تخسر الكثير، لذلك لا يقبل احد بان تخسر الكويت كما خسرت في الماضي القريب المليارات بسبب مشاريع التسوية السياسية وابرزها «الداو»، ولا يقبل الشعب بان تتراجع عمرانيا وتنمويا واقتصاديا وسياسيا، لانها كانت ومازالت رائدة في مختلف المجالات، وتتمتع بسقف عال من الحرية والديمقراطية.