كنا نتمنى أن تكون ذكرى هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – التي صادفت أمس ، مناسبة للاحتفال والسعادة والبهجة ، في كل أنحاء العالم الإسلامي ، وهي بذلك جديرة ، لأنها تمثل المرتكز الذي نقل هذه الرسالة الخاتمة من الضيق والحصار والمعاناة ، طوال ثلاثة عشر عاما في مكة ، إلى رحابة الانتصارات والفتوحات ودخول الناس في دين الله أفواجا .
لكن الذكرى مرت هذا العام وفي النفس ما فيها من الغصص والآلام ، بسبب معاناة أهلنا وأشقائنا في سوريا ، الذين مازالوا يرزحون تحت حكم قمعي استبدادي ، رافض لإنهاء هذه النكبة التي تمر بها بلاده منذ ثلاث سنوات .. ورغم أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قد عقد جولات مكوكية مع مسؤولين أمريكيين وروس ، في محاولة جديدة لتحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف 2 ، فإن النظام الحاكم في دمشق لا يزال يؤكد أنه لن يشارك في أي مؤتمر إذا كان هدفه إجبار الرئيس بشار الأسد على ترك السلطة ، فيما تشترط المعارضة بدورها استبعاد نظام الأسد ، قبل الجلوس على مائدة الحوار ، وهو وضع مؤلم ومؤذ بالفعل .. ومع أننا مع المقاومة الوطنية في أن نظام الأسد من المستحيل أن يستمر في حكم سوريا ، بعد كل هذا الدمار والخراب والقتل والتشريد ، فإننا نأمل أن يعقد المؤتمر المرتقب تحت أي ظرف ، حتى لو تأجل خيار بقاء النظام أو رحيله إلى الجولة الأخيرة من المفاوضات ، كما يقترح بعض الدبلوماسيين .. المهم ألا يستمر هذا الوضع الذي لايرى أحد فيه بصيص أمل أو طاقة النور ، فالشعب المظلوم هو الذي يدفع وحده الثمن غاليا !