لا نملك إلا الإشادة بالموقف النيابي الصلب، تجاه الاستجواب الذي تقدم به رسميا أمس النائب عبدالحميد دشتي، إلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بشأن ما زعمه من «مخالفة احكام الدستور والتهاون في هيبة الدولة والاضرار بمقدراتها»، و»عدم مراعاة احكام الدستور فيما يتعلق بالاتفاقية الامنية الخليجية»، وغير ذلك مما تضمنته المحاور الأربعة للاستجواب .
فقد تصدى عدد غير قليل من النواب لما اعتبروه «جنوحا» في الممارسة النيابية، واستخدام الحقوق الدستورية، وخروجا عن الإجماع الوطني الذي تجلى في اجتماع موسع عقد بمجلس الأمس، بحضور غالبية أعضاء المجلس، إضافة إلى الجانب الحكومي، وجرى خلاله إعلان التأييد الكامل للمشاركة الكويتية في حملة «عاصفة الحزم»، لردع المليشيات الحوثية، ومنعها من تهديد الحدود السعودية، وإعادة الشرعية إلى اليمن .
لا أحد يتخوف من هذا الاستجواب، فالكل يعرف مسبقا مصيره، فهو – كما وصفه أحد النواب – قد «ولد ميتا» و«لن يجد نائبا واحدا يؤيده»، لكن مع ذلك يعز علينا كثيرا أن يخرق أحد ممثلي الأمة هذا الإجماع الوطني الرائع الذي أصر على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، والتأكيد على التاييد الكامل لها، في هذا الظرف التاريخي الدقيق والخطير .
لسنا نشكك أبدا في وطنية النائب دشتي وحرصه على بلاده، لكن نظن فقط أن حساباته هذه المرة قد أخطات تماما، وعليه أن يراجع نفسه ويسحب استجوابه، حتى لا يترك في النفوس اي رواسب سلبية تجاهه، ونعتقد أن له من العقل والحكمة ما يجعله يتجنب ذلك ويحذره !