عواصم – وكالات : يتابع التحالف الذي تقوده السعودية الضغط العسكري على المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عشية بدء سريان هدنة مؤقتة تهدف الى تسهيل وصول المساعدات الانسانية للسكان.
وقصفت طائرات التحالف مواقع الحوثيين في صعدة بشمال البلاد، وفي عدن جنوب البلاد، وفي خمس مناطق اخرى.
وقامت طائرات التحالف بسبع طلعات متتالية وقصفت مواقع للحوثيين بالقرب من عتق عاصمة محافظة شبوة الجنوبية.
كما قصفت طائرات التحالف مواقع المتمردين في تعز بجنوب غرب البلاد وفي مارب (شرق صنعاء) وفي حجة (شمال) والبيضاء (غرب) بحسب شهود عيان.
وكثف التحالف الغارات على معاقل الحوثيين في صعدة بشكل خاص لليلة ثالثة على التوالي.
وذكرت وكالات اغاثية ان حوالى 70 الف مدني غادروا محافظة صعدة خلال ثلاثة ايام، وذلك بعد ان استهدفت الاراضي السعودية انطلاقا منها قبل ايام.
وقال احد السكان طالبا عدم الكشف عن اسمه «نحن نعيش وضعا صعبا للغاية».
واضاف «نريد ان نغادر صعدة لكن لا يمكننا ذلك لانه ليس لدينا مال او وقود».
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش التحالف الذي يفرض حصارا على اليمن ب»انتهاك قوانين الحرب».
وقال المنظمة ومقرها نيويورك ان «الحصار المفروض من جانب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن يمنع وصول الوقود اللازم لحياة السكان اليمنيين، في انتهاك لقوانين الحرب».
وذكرت المنظمة ان اليمنيين «بامس الحاجة الى الوقود لتشغيل المولدات في المستشفيات التي تواجه فيضا من الجرحى جراء القتال، وكذلك لضخ الماء إلى السكان المدنيين».
واعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجمعة هدنة انسانية لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى اليمنيين، وذلك بدعم من واشنطن التي تؤمن بدورها المساعدة اللوجستية للتحالف العسكري ضد الحوثيين.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي جون كيري في باريس الجمعة، اكد الجبير ان «الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق».
ومن دون الاشارة مباشرة الى الاعلان السعودي، اكد الحوثيون الاحد استعدادهم لـ»التعاطي بايجابية» مع جهود «رفع المعاناة» في اليمن، وفق ما نقلت محطة المسيرة التابعة لهم.
الى ذلك، اعلن المتمردون الحوثيون الاثنين اسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية ضدهم في اليمن، وذلك بعد ان اعلن المغرب فقدان احدى مقاتلاته خلال مهمة في هذا البلد.
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين ان «مضادات القبائل» اسقطت الطائرة في منطقة وادي النشور في صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، كما بثت القناة صورا لمسلحين يحتفلون بالقرب من حطام طائرة.
وبدا العلم المغربي على احدى قطع الحطام.
وفي الرباط، اعلنت القوات المسلحة الاثنين ان طائرة من طراز اف 16 كانت تعمل ضمن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن فقدت مساء الاحد.
ونقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية عن بيان للقوات المسلحة ان «طائرة ثانية قامت باستطلاع ولم تتأكد ما اذا كان قائد الطائرة تمكن من قذف نفسه».
وذكر مصدر رسمي في الرياض لوكالة فرانس برس ان طائرة مغربية قد فقدت وتجري تحقيقات «للتأكد من موقعها».
وبحسب المصدر، فان الطائرة «موجودة بالتأكيد على الاراضي اليمنية وكان على متنها طيار واحد.
ويشارك المغرب في تحالف تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن وضد قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ 26 مارس.
وعلى صعيد ميداني منفصل افاد مراسلون بمقتل وجرح عشرات من جماعة الحوثي في شبوة خلال معارك مع المقاومة الشعبية التي تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة المصينعة غرب عتق.
كما أفاد بمقتل وإصابة خمسة عشر من مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اشتباكات في تعز.
وقالت مصادر إن المقاومة الشعبية في مدينة تعز سيطرت على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة الحوثيين بينها شارع المرور ومبنى البحث الجنائي ومواقع عسكرية في المنطقة.
يأتي ذلك بينما تواصل القوات المسلحة السعودية قصف تحركات أرتال وعربات الحوثيين قرب الحدود مع اليمن، كما ترد بالمدفعية الثقيلة على مصادر إطلاق النار في المناطق المتاخمة لمنطقتي جازان ونجران (جنوبي السعودية).
وتستمر المناوشات في مناطق مختلفة من الشريط الحدودي، حيث تنشط في الحدود ذات التضاريس الجبلية وخلال النهار، بينما تهدأ وتيرتها في المناطق الصحراوية وبعد غروب الشمس.
في الوقت نفسه، ذكر مراسلون أن طائرات التحالف الذي تقوده السعودية قصفت مواقع للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في تعز (جنوبي اليمن)، بينما يستمر قصف الحوثيين وقوات صالح عشوائيا على أحياء الإخوة والكوثر والشماسي والروضة، حيث جرى تبادل لإطلاق النار خلال الليل.
وقد أكدت مصادر طبية مقتل امرأتين وإصابة أربع أخريات جراء القصف العشوائي الذي استهدف حيي الإخوة والروضة، كما جرح في القصف عدد من الأطفال.
وقد تصاعدت وتيرة قصف طائرات التحالف على مناطق في محافظة صعدة معقل الحوثيين بشمالي اليمن، وتظهر الصور الواردة من المنطقة الدمار الناجم عن قصف طائرات التحالف مواقع ومخازن أسلحة كان يستخدمها مسلحو الحوثي داخل صعدة القديمة.
كما شنت طائرات التحالف غارات على مواقع عدة في صنعاء الأحد, بينها منزل الرئيس المخلوع صالح الذي قصفته مرتين على مدى اليوم. وأوردت وكالة رويترز أن المنطقة التي يقع فيها المنزل دوت فيها ثلاثة انفجارات قوية, وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها.
وفي كلمة له من أمام منزله المدمر أعلن صالح أنه مستعد للتحالف مع كل من يدافع عن مقدرات الوطن، على حد تعبيره.
وقال صالح «أنا لم أكن قد تحالفت مع أنصار الله، ولكن سأعلنها اليوم ومن هذا المكان أن الشعب اليمني سيتحالف مع كل من يدافع عن مقدرات الوطن».
من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إن صفحة الرئيس المخلوع ستطوى بالكامل, وأضاف في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية أن ما أثاره صالح من خلال إعلانه التحالف مع الحوثيين يؤكد تورطه في تدمير اليمن.
في غضون ذلك، سيطرت المقاومة الشعبية في الجوف على عدد من المواقع بمنطقة اليتمة التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها سابقا.
وفي الضالع (جنوبي اليمن) أفاد مراسلون بأن قتيلا وثلاثة جرحى سقطوا برصاص قناص حوثي.
في المقابل، قال المراسلون إن المقاومة الشعبية قتلت العشرات من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح، وسيطرت على مناطق عدة بعد معركة استمرت 14 ساعة.
وقصف طيران التحالف الأحد لواء عسكريا للحوثيين بمحافظة أبين، وقال شهود عبر اتصالات هاتفية مع وكالة الأناضول إن قوات التحالف شنت عدة غارات على مقر اللواء «15 مشاة» الموالي للحوثيين في مديرية زنجبار.
وأضاف الشهود أن أعمدة الدخان تصاعدت من مكان القصف دون معرفة الخسائر الناجمة عن ذلك على الفور، وتحدثوا عن استهداف آخر لتجمع الحوثيين في زنجبار.
