أكدت أكاديميات وناشطات كويتيات أن تركيز اجتماعات الدورة السادسة للجنة المرأة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الاسكوا» التابعة للأمم المتحدة التي تعقد بالكويت في الفترة من 4-5 ديسمبر المقبل يشكل خطوة نحو تعزيز التوعية بدور المرأة.
واتفقت الأكاديميات والناشطات في تصريحات بمناسبة اقتراب موعد دورة لجنة المرأة «الإسكوا» التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وتنظمها لجنة شؤون المرأة التابعة لمجلس الوزراء برئاسة الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح على أن المرأة العربية في تطور وحراك مستمرين.
وقالت المحامية والمستشارة بلجنة شئون المرأة التابعة لمجلس الوزراء د. سلمى العجمي أن المرأة العربية من حيث كفاءتها وإنتاجيتها في تطور مستمر نحو المزيد من الحقوق مشيرة إلى أنها تبوأت مناصب كبيرة في العديد من المجالات ما يعد بمستقبل يتناسب مع تطلعات المرأة العربية للمشاركة في صناعة القرار التي ما تزال حاليا بنسبة ضئيلة مقارنة بالرجال.
واعتبرت العجمي في معرض تعليقها على أهمية بنود دورة لجنة المرأة «الإسكوا» أن المرأة تقف أمام تحديات وعقبات كثيرة تعوق إنتاجيتها خاصة في ظل الحالة السياسية التي تعيشها بعض الدول العربية في الوقت الحاضر من اضطرابات وثورات.
وأضافت أن المرأة تقف أيضا أمام اتساع مساحات الفقر والجهل في بعض المناطق بالإضافة إلى بعض العوائق الاجتماعية ومنها الموروث الثقافي الذي ينظر عادة للمرأة كأنه كائن من الدرجة الثانية في بعض المناطق التي يسودها الجهل والفقر بالوطن العربي.
وطالبت بتضافر الجهود العربية من أجل مكافحة هذه المعوقات مشيرة إلى حرص رئيسة لجنة شؤون المرأة الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح على تعزيز التعاون مع مختلف المنظمات والهيئات العربية لتنسيق الجهود التى تخدم المرأة.
ولفتت إلى أن من أهم معوقات التنمية انعدام الأمن بكافة أشكاله وأبرزه الأمن الإنساني وهذا ما تفتقده حاليا المرأة العربية المهجرة والمشردة من أوطانها والفاقدة حتى لقوت يومها.
وأضافت أنه لا تنمية بلا أمن ولا تطوير للمرأة دون استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي خاصة وأن المرأة العربية هي التي تدفع ثمن تلك القرارات السياسية غير الصائبة في بعض الدول العربية.
وأضافت اننا نعيش هذه الأيام تراجعا بالنظر إلى حقوق المرأة في ظل وجود تيارات متشددة ترفض وجودها ومشاركتها بل ووصل الأمر إلى المناداة بعودتها للمنزل والحد من تعليمها.
إلا أنها أكدت أن المرأة العربية لا تزال صامدة أمام كل هذه التحديات على أمل أن تتوقف معاناتها خاصة في ظل أوضاع سياسية مؤلمة وواقع مجتمعي مرير يقع عليها.
من جانبها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت د. سهام القبندي أن المجتمع المؤمن بأفراده والذي يعمل على تحقيق التنمية البشرية هو المجتمع الذي ينافس على القمة دائما.
ووصفت القضايا التي تطرحها اجتماعات لجنة المرأة «الإسكوا» بأنها حيوية وغاية في الأهمية للمرأة المعاصرة في مجتمع يلقي عليها الكثير من الأعباء ويتوقع منها ان تقوم بمختلف الأدوار التي تسهم في تحقيق التنمية المجتمعية.
واعتبرت أن بند المرأة والتنمية المطروح على جدول أعمال الدورة السادسة للإسكوا محور فاعل ومؤثر لما له من قدرة رئيسية في دفع عجلة البناء والتطور مشيرة إلى أن تمكين النساء ومنحهن السلطة للمساهمة في التشريع والتنفيذ كلها أدوات فاعلة للمساهمة في دفع وتحريك عجلة التنمية.
وأكدت أن المرأة عماد بناء المجتمعات وان قضايا المرأة تنبع من روح المجتمع وإيديولوجيته وقناعته مشيرة إلى أن كل المواثيق الدولية تنادي بالمساواة بين الجنسين دون تفرقة والحرية التامة لكل الأفراد دون تمييز في الحقوق والواجبات ولكل إنسان حق التمتع بإنسانيته وحقوقه وهذا ما ينطبق على المرأة كما على الرجل.
لكن الأستاذة بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب جامعة الكويت د. ابتهال الخطيب ترى أن المرأة لم تؤد دورها كاملا في التنمية ولا الرجل كذلك.
كما رأت أنه لكي يناقش دور النساء في التنمية فلابد من تسليط الضوء على دور المرأة غير الفاعلة في المجتمع بشكل مباشر.
وأوضحت وجهة نظرها بأنها تقصد المرأة في المجتمع المنزلي التي وصفتها بأنها إحدى الدعائم الرئيسية في التطوير المجتمعي وفي التنمية الاقتصادية أيضا.
واعتبرت الخطيب أن الدور الذي تقوم به المرأة في منزلها وانعكاسه على التنمية لا يحظى بالتقدير وأنه لا يوجد أي نوع من التوعية لهذا الدور المهم للمرأة.
وبينت أن المرأة تحتاج لفرص متكافئة لكي تساهم بشكل صحيح في التنمية لكن هذا لن يأتي إلا بسعيها بنفسها في هذا الاتجاه، مؤكدة أن هذا حقها ولابد أن تسعى إليه، مشيرة إلى حاجة المرأة للتوقف عن الخوف الذي يسيطر عليها ويؤثر على كل تحركاتها نحو التنمية الصحيحة والمطلوبة.
وأكدت الخطيب على أن التنمية عموما بالنسبة للمرأة أو الرجل تبدأ بخطوات من أصحاب القرارات الفاعلة لوضع خطة تشمل كل فئات المجتمع من رجال ونساء.
وتتفق أمينة سر جمعية الخريجين الكويتية الناشطة في شؤون المرأة مها البرجس في هذا الإطار على أنه لا يمكن تحقيق أي عملية تنمية للمرأة إلا من خلال إتمام عملية تغيير شامل تركز على الإنسان بصورة أساسية.
وأوضحت أنه بما أن المرأة عنصر أساسي في عملية التنمية فإنه يتعين تعزيز المساواة بين الجنسين والقضاء على أشكال التمييز كافة إضافة إلى وضع سياسات اجتماعية واقتصادية تحقق العدالة الاجتماعية.