ليست مستغربة بالطبع هذه الوقفة الخليجية والعربية الرائعة مع مصر ، والتي تقودها الكويت والسعودية ،
مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي أمس برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ صباح الخالد وقوف دولة الكويت وتضامنها الكامل مع مصر الشقيقة ، ودعمها للاجراءات والجهود الإيجابية التي تقوم بها الحكومة المصرية لتكريس الأمن والاستقرار والحفاظ على سلامة المواطنين ، كما نوه بدور مصر في الانتصار للحق الكويتي ، إبان الغزو العراقي الآثم ، ومساندتها الفاعلة لنيل الكويت حريتها وسيادتها ..
هذا الموقف الأصيل النابع من عروبة الكويت وانتصارها الدائم للقضايا العربية والإسلامية ، هو ما يميز بلادنا ويزيدنا اعتزازا وفخرا بها . لقد اعتادت الكويت ألا تنعزل أو تنزوي بعيدا ، بحجة أنها بلد صغير ، وأن من الأفضل لها الابتعاد عن الأزمات والمشكلات الإقليمية والدولية ، فهي ترى أن سياستها القائمة على احترام الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها ، لايعني مطلقا السلبية ودفن الرؤوس في الرمال ، إذ ان ما يهم مصر يهم الكويت بالضرورة ، ولا يمكن لنا أن نصمت تجاه ما يتعرض له هذا البلد الكبير الشقيق من محاولات لشق صفوفه ونشر العنف والإرهاب في ربوعه .
ومن فضل الله علينا ان هذا الموقف جاء متزامنا ومتلاقيا تماما مع الموقف السعودي القوي والعظيم حقا في نصرة الأشقاء المصريين ، والذي جدد تأكيده أمس وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ، عندما وجه رسالة إلى المجتمع الدولي والدول التي اتخذت مواقف سلبية تجاه ما يحدث في مصر، مؤكدا أن المملكة لن تسمح أن يرتهن مصير مصر على تقديرات خاطئة .وقال : «إن على تلك الدول أن تعلم أن السعير والخراب لن يقتصر على مصر وحدها، بل سينعكس على كل من ساهم أو وقف مع ما ينالها من مشاكل واضطرابات تجري على أرضها اليوم».
إن العروبة ليست شعارا يرفع ، وإنما هي مبادئ تطبق على أرض الواقع ، وهذا ما تفعله الكويت والسعودية وكل الدول الشقيقة التي تعرف ما لمصر من وزن سياسي وحضاري كبير .