من أخطر التداعيات التي يمكن أن تترتب على فشل تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر ، أن يحمل الناس هذا الفشل على الإسلام نفسه ، وينسبوا إليه ما هو بريء منه تماما .
فالإسلام «ذلك الدين القيم» – كما وصفه رب العزة سبحانه وتعالى – هو شرعة ربانية تصلح لكل زمان ومكان ، فقد أرسل الله نبيه محمدا – صلى الله عليه وسلم – إلى الناس كافة ، برسالة سماوية خاتمة وخالدة، وهيأ له التربة والمناخ «ليظهره على الدين كله»، ويجعله «عقيدة وشريعة» ، نبراسا للهدى وضياء للباحثين عن نور الحق الذي يبدد ظلمات الشرك ، ويرفع الغشاوة عن أبصار البشر وبصائرهم، ويغمر بنور القرآن والسنة النبوية قلوبهم ، وهو في الوقت عينه منهاج للحكم، ودستور للفصل بين الناس وتنظيم حياتهم وسياستهم واقتصادهم ، بحسب المبادئ والقيم العظيمة التي جاء بها هذا الدين الحنيف .
وإذا أخفقت جماعة ترفع لواء الإسلام ، فإن من الظلم للنفس وللحقيقة أيضا أن يحمل هذا الإخفاق على الدين نفسه ، إنما تسأل كل جماعة عن عوامل وأسباب فشلها في تطبيق رؤيتها للإسلام ، ولا بد من أن تراجع تلك الجماعة نفسها وأسلوب عملها، لكي تتبين مواطن الخطأ والزلل ، وتقدم خلاصة تجربتها، بحسناتها وسيئاتها، بإيجابياتها وسلبياتها ، وكل ما يحسب لها أو عليها ، لتكون درسا لمن يأتي بعدها رافعا راية الإسلام ، لعله يصيب هذه المرة ، أو على الأقل يجتنب الإساءة إلى ديننا العظيم !