في الأزمة السورية لا يزال المواطن العربي حائرا وموزع المشاعر والعواطف ، بين رغبته في وقف نزيف الدم ووضع حد لمعاناة الشعب السوري الشقيق ، وفي الوقت نفسه حرصه على ألا يضار هذا البلد ، ولا يتم الإضرار به عبر ضربة عسكرية تدمر مقدراته وموارده ، وتجلب عليه الويلات والخراب والدمار .
ولذلك فإنه كما ذكرنا من قبل لا بد من وجود آلية عربية لإنهاء النزاعات التي قد تنشأ بين دولة وأخرى ، أو حتى داخل الدولة الواحدة ، بعدما انكشف العجز الفادح للجامعة العربية عن أداء مثل هذا الدور ، وحتى لا نفتح الباب واسعا أما تدخل أجنبي ، سيحدث ، شئنا أم أبينا ، مادمنا «منكشفين» هكذا أمام العالم ، وفاشلين في إدارة صراعاتنا بشكل سلمي ، وحلها محليا أو عربيا ، دونما حاجة لتدخلات الآخرين .
وإذا كان قد عقد أمس بالقاهرة ، اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية ، على مستوى المندوبين الدائمين ، لمناقشة المبادرة الروسية الخاصة بالازمة السورية ، وبحث تطورات ومستجدات القضية في ضوء المبادرة الروسية التي تتضمن اخضاع الاسلحة الكيميائية في سوريا للاشراف الدولي ، فإننا نتمنى أن تكون الجامعة قادرة هذه المرة على اتخاذ خطوات عملية وفاعلة لإنقاذ الشعب السوري ، بطريقة تجنبه في الوقت نفسه التعرض للدمار ، وتحفظ على الوطن السوري وحدته وتماسكه ، وتحميه من عواصف الانقسامات العرقية والمذهبية التي نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نخشى وقوعها ، إذا ما حدثت الضربة المرتقبة .
حفظ الله سوريا وشعبها من كل سوء ، وحقن دماء أبنائها ، وجنبها شرور الانقسام والضياع .