لن يقتنع المواطن باي دراسة غير جادة لا تحقق الاهداف الرئيسية ولا تنهي الملفات القديمة ولا تصل الى حلول جذرية وواقعية لقضايا تتجدد بين الحين والاخر، حتى تصبح متضخمة ومتشعبة وتزداد تعقيدا مع مرور الوقت، ومع مرور «المجالس المتعاقبة» التي تنشغل في خارطة مختلفة تسير في الاتجاه المعاكس.
ولن يقتنع المواطن بـ «مواعيد طويلة المدى» لرفع المعاناة عنه، لانها وحسب تجاربه السابقة غير مجدية، بل مجرد حقن مهدئة، لا تنهي الام الانتظار بل تزيدها الما بتمديد المعاناة، لذلك من المفروض ان تتحول الوعود الىافعال والشعارات الى ترجمة واقعية ملموسة.
كثيرا ما يسمع المواطن عن خطط قادمة، لكنه لا يرى رغبة جادة بـ «التنفيذ»، وكثيرا ما يقرأ عن برامج طموحة لكنه يصاب بخيبة امل، عندما تتبخر تلك البرامج بسبب «المعطيات الجديدة» التي تسير في اتجاه اخر وليس في اتجاهه او اتجاه المصلحة العامة.
هناك من يرغب بممارسة دوره الرقابي والتشريعي لتمهيد الطريق امام «الانجازات» من منطلق تحقيق الطموحات وتنفيذ الوعود سواء بعد الفوز بـ «الكرسي» او خلال الحملات الانتخابية وضمن البرنامج الانتخابي، لكنه يفاجأ بتغيير المسار وانه غير قادر على مسايرة خارطة غير واضحة المعالم، واتجاهات لا تحقق المطلوب.
وهناك من يسعى الى محاربة الفساد وانهاء «عهد المتنفذين» لتحقيق مبادئ العدالة والمساواة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، لكنه يواجه تيارا ضد الاصلاح والتنمية يشعر بـ «الخطر» كلما تحرك باتجاه «التطهير» وبدء مرحلة جديدة من ملاحقة معرقلي الخطوات الاصلاحية، كما حدث مؤخرا عندما بدأت وزيرة الشؤون باصلاح الاعوجاج ومكافحة الفساد ، فكانت «حملة مضادة» تهدف الى اثارة «زوابع اعلامية» ليس لها اساس من الصحة بقصد تشويه الصورة.
وهذا ما ينطبق على بعض النواب الذي يريدون معرفة حقيقة الصفقات من خلال توجيه الاسئلة، فكانت الحملة «مضادة» تمثلت بالطعن بأماناتهم ونزاهتهم وبذممهم المالية حتى لا يستمرون في الاتجاه الصحيح، اتجاه القانون والشفافية.
فكيف يثق المواطن بالشعارات التي يرفعها البعض وهي تقف في مضمونها ضد مصالحه ومصلحة الوطن؟، وكيف يثق بمن يدعون الاصلاح والعمل على «الانجاز» وهم في الحقيقة غير جادين ، بل يدافعون عن المتنفذين وتمهيد الطريق امامهم للاستحواذ على «المال العام» بشكل او بشكل بآخر.
انهم يسيرون في الاتجاه المعاكس ولا يريدون الاصلاح الحقيقي الكفيل بانهاء ملفات عالقة ولا يرغبون بـ «التنمية»، بل يكررون تجارب.. السابقين!!