يحسن مجلس الأمة صنعا ، لو أنه اختار بالفعل، وكما وعد رئيسه وأعضاؤه التركيز على قضية واحدة كقضية الإسكان ، وإن كان ذلك لا يعني بالطبع إهمال سائر القضايا الأخرى ، غير أننا عانينا خلال السنوات الماضية من تشتيت الجهد وضياع الوقت ، في الجري وراء محاولة معالجة عدد كبير من المشكلات ، ثم نفاجأ بأن أيا منها لم يجد طريقه إلى الحل .
وعندما يؤكد النواب انهم لن يتوانوا عن تقديم اقتراحات بقوانين ، او تعديلات على القانون الحالي للرعاية السكنية ، تلزم به الحكومة على توفير وتحرير أراض للمؤسسة العامة للرعاية السكنية ، ، وإشراك القطاع الخاص في حل المشكلة ، من خلال استصلاح الاراضي وبناء وحدات للمواطنين بأسعار معقولة ، وغير ذلك من الأفكار الجيدة التي طرحها النواب أمس ، فإن ذلك يشكل نواة لـ «برنامج عمل» يمكن تطويره والبناء عليه ، من أجل معالجة الأزمة الإسكانية ، بشرط ألا «تتبخر» هذه الأفكار مع الزمن ، وينساها حتى مطلقوها من النواب أنفسهم!.
الأزمة الإسكانية باتت مستحكمة بالفعل ، وتمثل أرقا شديدا لمعظم الأسر الكويتية، وتشخيصها أصبح معلوما وواضحا جدا للجميع ، وليس مطلوبا من المجلس أو الحكومة الآن الحديث عن «أعراض المرض»، فكلنا نعرفها، وإنما التوجه مباشرة إلى العلاج ، و«وصفته» جاهزة أيضا لدى كل من تعاطى مع هذه الأزمة من الوزراء وكبار المسؤولين بالحكومة والنواب والخبراء وسائر المواطنين ، حتى من غير المتخصصين .. المهم الآن أن يبدأ العمل الجاد والمخلص ، لكي تصبح المشكلة الإسكانية «جزءا من الماضي» ، وليصبح حلم «بيت لكل مواطن» حقيقة لا خيالا!.